عام جيد والقادم
| خالد عرنوس
عاشت كرة القدم السورية عاماً تاريخياً بكل المقاييس على الرغم من أن منتخباتنا لم تتوج بأي لقب سواء على الصعيد القاري أم الإقليمي أو العربي ولا حتى ناديي الجيش والوحدة اللذين خرجا بوفاض خال من كأس الاتحاد الآسيوي وكل ما في الأمر أن منتخبنا الأول نجح وللمرة الأولى بتاريخه بالسير بعيداً بالتصفيات المونديالية المؤهلة إلى روسيا 2018 فبلغ الملحق الآسيوي وهناك حرمه الوقت الإضافي من فرصة العمر بالنسبة لمعظم أفراده.
بالطبع سيقول قائل إن منتخب سورية كان قاب قوسين أو أدنى من دخول المونديال عام 1986 ولم يكن بحاجة لأكثر من تعادل إيجابي مع شقيقه العراقي في لقاء الطائف ليبلغ النهائيات لكن الخسارة أمام العراق بثلاثية مقابل هدف بددت أحلامنا التي تحولت إلى كوابيس منذ تلك المباراة.
والفارق بين ما حدث عام 1985 وبين ما حدث في هذه المرة أن منتخبنا قطع مشواراً أكثر صعوبة ووعورة من ذلك الذي سلكه بتصفيات (المكسيك) وإنجازه جاء في وقت كان الشعب السوري أحوج ما يكون لشيء يجمعه بعد ويلات الحرب التي عانى منها.
وبالفعل استطاع أفراد هذا الفريق جمع شمل كل السوريين ورفع اسم البلد عالياً ولم يكن غريباً أن ترتفع هذه الحالة مع تقدمه في التصفيات مرحلة بعد أخرى إلى أن وصل خط النهاية التي جاءت حزينة بمقياس الحضور المونديالي إلا أنها مفرحة بالمقاييس المعنوية.
توقع الجميع أن تكون (الحالة) التي عاشها السوريون برفقة المنتخب حافزاً لكل عشاقه وأفراده من أجل حضور استثنائي بالكأس الآسيوية بعد عام وذلك من خلال طاقم تدريبي عالي المستوى (ولن نقول من النخب الأول) ومباريات تجريبية قوية ومعسكرات نموذجية ولاسيما أن أحلامنا كبرت وبتنا لا نقبل أن يخرج نسورنا من الدور الأول كما جرى في مشاركاتنا الخمس السابقة.
إلا أن الهمة يبدو أنها فترت وها هو شهر ينقضي من دون جديد والكلام مازال كلاماً، فالمدرب الوطني استقال أو (استقيل) ومازال المنتخب من دون مدرب وعلى بعد عام تقريباً من النهائيات لم تعرف هوية المدرب الجديد، وأخشى مثلما معظم عشاق الكرة في بلدنا أن ننتظر كثيراً قبل معرفته والخوف الأكبر ألا يكون على قدر العزم.. وفهمكم كفاية!!
وكلنا رجاء أن يكون ذلك في أقرب وقت كي لا نندم على كل ساعة أضعناها على منتخبنا من دون جهاز فني حيث لا ينفع الندم، وحتى لا نبكي على أي نقطة من اللبن الذي نريقه بأيدينا، فهل من مجيب؟