قلل من أهمية مؤتمر باب الهوى.. ودعا الدولة لإعادة النظر في مفهومها لهذه الشريحة … نواف الملحم: لا أستغرب السباق بين «قسد» وأنقرة لكسب العشائر وأوراقهم استهلكت
| سامر ضاحي
قلل الشيخ نواف طراد الملحم نجل رئيس عشائر «الحسنة» – قبيلة «العنزة» التي لها امتداد في معظم المحافظات السورية، من أهمية الاجتماعات التي تجري في الشمال السوري وتضم ممثلين عن عشائر المناطق التي تخضع لسيطرة الميليشيات المسلحة، وغمز من قناة تقصير الدولة السورية مع شيوخ العشائر بما يتيح للأخيرة العودة إلى حضن الوطن، وشدد على أن العشائر «ليست عبئاً على الدولة أو حالة شاذة فيها».
وانطلق أمس في منطقة باب الهوى «المؤتمر العام لهيئة ديوان العشائر» كأول مؤتمر للعشائر في الداخل سبقه مؤتمر مماثل في 10 الجاري استضافته مدينة اسطنبول التركية واتفقوا فيه على عقد لقاءات دورية.
وفي تصريح لـ«الوطن»، علق الملحم وهو أمين عام «حزب الشعب» المرخص، على المؤتمر بالقول: مع كل أسف هناك من يريد التلويح بورقة العشائر وهناك من يريد استخدامها وكل طرف لصالحه، لكن هناك من تم استغلاله بأسماء عشائرهم أو عوائلهم واستخدمهم الإعلام الخارجي المضلل ومع كل الأسف تم استخدامهم منذ سبع سنوات لم يكن لهم تأثير لا على عشائرهم ولا على مناطقهم ذلك أنهم بالأساس ليسوا من أهل الحل والعقد، فهناك من استخدم بزيه العربي وعباءته وعقاله ولكن المؤثرين كانت الصورة واضحة لديهم وأعلنوا ولاءهم للوطن ودفاعهم عنه بكل ما يستطيعون.
ورداً على سؤل حول وجود سباق بين «قوات سورية الديمقراطية- قسد» وتركيا لكسب ود العشائر؟، قال الملحم: لا استغرب هذا السباق المحموم الذي يحاول فيه أتباع تركيا وأتباع الخليج أو من ترعاه الاستخبارات الأميركية بمختلف مسمياتهم، بالنهاية كلهم يصبون في مصلحة الاستخبارات الأميركية، استمالة العشائر، فمنذ بداية المؤامرة على سورية شكلوا مجلس اسطنبول (المجلس الوطني) وكان فيه شخصيات تتبع أسماء وعوائل عشائر لكن هذه الأوراق التي استخدموها على مدى ست سنوات استهلكت. وتساءل: هل هناك دور جديد يراهن عليه التركي وغيره من استقطاب الصوت والمسمى العشائري؟ وأضاف: اعتقد أنهم لن يستطيعوا أن ينالوا أي شيء يريدون تحقيقه.
وكشف الملحم، أن «المجلس الوطني للمنطقة الشرقية» يتواصل معه حيث يتمثل في هذا المجلس وفق تعبيره «الكثير من أبناء العشائر وهم ليسوا من شيوخها، متواجدين في تركيا ودول أخرى مجاورة لسورية وأبلغوني أن هنالك ما يقرب من 5 آلاف مقاتل من أبنائهم متوزعين على قسد وبعض التنظيمات المسلحة منها كردية وغير كردية، يرغبون التواصل مع القيادة السياسية أو العسكرية لإعادة النظر في وضعهم».
وأضاف: «بالتالي اعتقد أن هذه المؤتمرات وما سبقها في اسطنبول أو باب الهوى هي أوراق لا فائدة من استخدامها والعشائر ثابتة على مواقفها الوطنية».
وأردف الملحم: اليوم أصبحت الرؤية واضحة لمستقبل سورية بعد الصمود الأسطوري لشرفاء الوطن بجميع شرائحه ومناطقه، واليوم لن يملي علينا أحد من الخارج وأن يتحدث بما يتطلع إليه السوريون أو شكل دولتهم.
وشدد الملحم على أن المطلوب من الدولة السورية اليوم هو معرفة شيوخ العشائر الحقيقيين والتعامل معهم باحترام وأن يشعروهم بأن لهم دوراً وطنياً ومطلوباً وعليهم واجب وطني عليهم أن يقدموه، ونأسف لتعامل بعض القيادات السياسية والعسكرية والأمنية لأنها لم تحسن إلى اليوم استقطاب شيوخ العشائر وإعطاءهم حقوقهم، وليس امتيازات، لكسب ثقتهم.
وأوضح أن هناك شيوخ عشائر يتوارثون دورهم في رئاسة العشيرة تصنع لهم المخابرات والأجهزة الأمنية شيوخاً جدداً مهمتهم كتابة تقارير عند هذه الأجهزة، وأضاف: عندما يتحدث إلي أحد شيوخ العشائر يقول لي كيف أثق بالدولة السورية وهي لا تثق بي وأنا شيخ عشيرة ولا أستطيع قضاء أي مراجعة لأي فرد من أبناء عشيرتي.
وأضاف: «للأسف تم تهميش رؤساء العشائر خلال العقود الأربعة الماضية، واعتقدنا أن الأزمة ستسبب إعادة نظر في اختيار الشخصيات وتصحيح العلاقة مع رموز العشائر ومع كل أسف تخلصنا اليوم من مخبر لكن أصبح هؤلاء أمراء حرب يمتلكون ما لا تمتلكه العشيرة مجتمعة من أموال بطرق بات الجميع يعرفها».
وحول التناقض بين المجتمع العشائري والمجتمع المدني أو الدولة قال الملحم: مع احترامي لمن ينظر إلى الحالة العشائرية أنها حالة تخلف وجهل لكن هم الجاهلون لأنهم يجهلون تقييم هذه الشريحة، وتساءل: هل احتفال الأخوة الأكراد بعيد النيروز يخالف القانون المدني والدولة المدنية؟!
واعتبر الملحم أن التزام أي مكون من الشعب السوري أو في العالم بعاداته وتقاليده وطقوسه بما لا ينافي ولا يخالف القيم والأخلاق والدستور، لا يستدعي محاربته من الدولة لأن ذلك سيزيده إصراراً وعندما يعطى شيخ العشيرة دوره الحقيقي فإنه يخفف أعباء على الدولة، وقدم مثلاً: هل تعلم أن القانون العشائري صارم أكثر من قانون العقوبات في سورية؟
وختم تصريحه بالتأكيد على أن أبناء العشائر يوماً بعد يوم يؤكدون أنهم وطنيون وملتزمون بخطهم الوطني وهم حريصون على وحدة القطر وأثبتوا وفاءهم وإخلاصهم فمنهم من تسلح بذاته وقاتل بنفسه الإرهاب وهناك من قاتل في الجيش العربي السوري ومنهم ومن أقام تشكيلات مناطقية للدفاع بما استطاع، معرباً عن أمنيته «من الدولة والمعنيين وبشكل أساسي الأجهزة الأمنية أن يعيدوا النظر في مفهومهم للعشائر فالعشائر ليسوا خونة وليسوا أدوات استعمارية وإنما هم صمام أمان حفظ وحدة سورية أرضاً وشعباً».