رياضة

رئيس نادي الاتحاد لـ«الوطن»: نتطلع لحصد البطولات ونتمنى إعادة النظر بالعقوبات

| حلب – فارس نجيب آغا

ربما هو أصغر رياضي يتسلم موقع رئاسة أكبر أندية القطر ولم يتجاوز العقد الرابع لكن عامل السن لا يشكل عائقاً بالنسبة له كما لاحظنا، وقد اتضح ذلك جلياً خلال الأشهر السابقة التي قاد فيها النادي مع تدرجه للوصول لهذا المنصب الذي هو تكليف وليس تشريفاً وذلك بعد أن شغل موقع عضو مجلس إدارة ومشرف لكرة السلة، لكن القيادة الرياضية رأت فيه الشاب المتفاني المندفع الذي يحتاج إليه نادي الاتحاد فكان أن وقع الاختيار عليه. عندما تقترب منه تجد أمامك شخصاً متواضعاً ومتعاوناً لأبعد الحدود ومحباً لناديه حتى الثمالة ولا يتوانى عن تقديم وقته وجهده وماله الذي ضحى به وبلغ عشرات الملايين، دون أن يشعرك بهذا الأمر، لا يتحدث في جلساته عما قدمه مؤكداً في معرض حديثه عن رمزية وموقع النادي وبقائه بين الكبار، لذلك ضخ الأموال من الداعمين أمر طبيعي وليس منية فالواجب يحتم علينا تقديم كل ما بوسعنا، من يتعمق ويدخل تلك القلعة التاريخية يدرك حجم الضغوطات الكبيرة التي يواجهها فالمتطلبات كثيرة ولا تنتهي، وقد يشغلك العمل ساعات طويلة ومتأخرة من الليل. وفي كثير من الأحيان يكون رئيس النادي هو المغادر الأخير ويقفل الباب بيده وهو شيء لمسناها بشكل شخصي في كثير من الزيارات التي قمنا بها طلباً لبعض التوضيحات، المهندس مفيد مزيك يجسد من دون أدنى شك مرحلة الشباب التي يحتاج إليها النادي. ويعتبر سابقة فريدة كما أشرنا بتصدره هذا الموقع والكل للأمانة يشيد بدوره ورقيه في التعامل وحرصه على ناديه لذلك ليس بغريب أن يعتلي هذه السدة متمنياً أن يوفق مع بقية زملائه في المجلس بقيادة الأهلي نحو منصات التتويج التي غاب عنها خلال الأزمة التي عصفت بسورية وهو يسعى اليوم لكي يعود النادي منافساً في الألعاب كافة كما السابق.
خارج الأسوار
قضية أن تلتقيه هي أمر غاية في الصعوبة نظراً لضيق الوقت وكثرة المراجعين وهموم ومشاكل الألعاب التي لا تنقطع وقد حاولنا جاهدين خلال الأيام الماضية الحصول منه على فسحة وقت وقد حظينا بها ولكن ضمن عطلة أعياد الميلاد بعد أن ضربنا معه موعداً وطبعاً خارج أسوار القلعة لكونه السبيل الوحيد للانفراد به لدقائق لم تتجاوز أصابع اليد وحتى خلال جلوسنا لم يهدأ هاتفه ثم أعتذر منا بعد أن زودنا ببعض الأجوبة للأسئلة التي قمنا بطرحها عليه نتيجة دعوته لاجتماع عاجل مع القيادة السياسية والرياضية في حلب.

صفقات ودعم
شريط الأسئلة دار بالمقام الأول حول لعبة كرة القدم التي تعتبر واجهة النادي، فأشار مزيك إلى أنه في الموسم الماضي لم يكن سوى عضو إدارة مطلع فقط على بعض التفاصيل البسيطة لانشغاله بإدارة شؤون لعبة كرة السلة، ولكن ربما الإدارة أصابت ببعض المواقف وأخطأت بالبعض الآخر وهذا حال من يعمل فمن الصعب تحقيق النجاح وحصد الألقاب مع أول انطلاقة وهناك أشياء تصادفك لم تكن بالحسبان وقد تصدمك لكن هذا العام أعتقد أن معظم الصفقات التي أنجزت تعتبر ناجحة وقد تصل نسبتها إلى (70 بالمئة) وأنا من خلال موقعي راض عما يقدمه الفريق حتى الآن وأوجه الشكر للاعبين والجهاز الفني والإداري الذي لم يقصر في عمله والدوري كما يعلم الجميع يحتاج إلى نفس طويل وإمكانيات وتقنيات حاولنا بكل جهدنا إيجادها وتقديمها ولم نبخل بالدعم المالي مطلقاً عبر صفقات جرت محلياً وخارجياً من خلال استقطاب اللاعب الكندي ملهم البابولي ذي الأصول السورية.

تقارب ومفاجآت
وعن وضع فريقه بالنسبة للمنافسين ونوعية دورينا لم يتردد في الإجابة فشدد على أن الدوري لا يرتقي لاسم دوري المحترفين ومجمل الفرق متقاربة المستوى ولم نر فوارق كبيرة فنحن تعادلنا مع الوثبة والجهاد تغلب عليه كما أننا تعادلنا مع الحرفيين وعاد ليفوز على تشرين والكرامة خارج ملعبه بما يعني أن لا وزن حقيقياً ولا يوجد معيار حتى الآن يمكن الاستناد إليه لفريق مرشح لخطف اللقب ولكن يبقى هناك خطوط عريضة للمراقبين حيث يعتبر الجيش والاتحاد والوحدة وتشرين هي الفرق الأبرز لإكمال خط المنافسة حتى الرمق الأخير لكن المفاجآت ورادة ولن يخلو الدوري منها.

عائدات واحتياجات
وحول القيمة المالية التي يتم الحديث عنها للصفقات التي أبرمها النادي مع عدد من اللاعبين وإمكانية صعوبة تغطية نفقاتهم الضخمة جاء رده واقعياً حيث لا يملك النادي مقدرة تسديد عائداتهم من صندوقه الخاص وهذا أمر بديهي وهو متكفل برواتبهم فقط، على حين يتحمل الداعمون مقدمات العقود من جيوبهم الخاصة من دون تسجيل أي دين على قيود النادي فالدعم حضر منذ العام الماضي ولم نرهق الخزينة كما يحاول البعض الإيماء لأن الواردات السنوية لا تغطي نصف احتياجات الألعاب من الناحية الإنفاقية نظراً لكثرة الألعاب الممارسة في النادي وأغلبيتها لا وارد لها إطلاقاً وحتى كرة القدم ذات مردود ضعيف من ناحية الدخل الجماهيري للمباريات هذه الأيام.

ندفع طواعية
على الفور عاجلته بسؤال صريح وهو لماذا تتبنى كلمة داعمين ولا تعترف أنك ومشرف كرة القدم الكابتن وائل عقيل تقومان منفردين بتحمل عبء كبير في سد جميع الاحتياجات لفرق النادي ودائماً تكونا حاضرين وقيمة الإنفاق كما نسمع تجاوزت مئات الملايين ومن جيبكم الخاص فابتسم وأجاب لا يوجد فرق بيننا وندفع طواعية من دون أي ضغوطات ونحن من اخترنا هذا الطريق وأعيد وأشدد أن نادي الاتحاد لا يليق به إلا أن يكون في المقدمة وهذا يتطلب وفراً مالياً نحن بصدد الإعداد له وتحسين العائدات الاستثمارية مستقبلاً وبذلك لا يحتاج النادي إلى أي مساعدات خارجية.

مطلب شرعي
وعن هموم كرة حلب بالشكل العام أشار إلى عدم امتلاكها ملعباً بكل معنى الكلمة والمباريات المقامة في رعاية الشباب لا تمنح لاعبينا أفضلية نظراً لوضيعة الأرض الصعبة وكنا نأمل خيراً وننتظر نهاية أعمال الصيانة في الملعب البلدي ذي العشب الصناعي، لكن للأسف يبدو أن هناك صعوبة في اعتماده كبديل لعدم نموذجيته ونتمنى من القيادة السياسية والرياضية إعادة النظر والعمل على وضع أحد ملاعب الحمدانية قيد الدراسة السريعة لتأهيله وهو الحل الأمثل الذي يساعد على عودة نبض الحياة لمدرجاتنا فهي ملاعب معتمدة آسيوياً ومطلبنا هو شرعي في محافظة صمدت جداً في وجه الإرهاب سنوات طويلة وعانت كثيراً وتستحق أن تمنح ملعباً لكرة القدم كبقية المحافظات السورية.

نقد ورقي
وحول العقوبة التي طالت نادي الاتحاد بعد الأحداث التي جرت عقب نهاية مباراة الوحدة لم يرد الدخول بتفاصيلها كثيراً لكن تمنى على القيادة السياسة والرياضية إعادة النظر في العقوبة فالصور التي تم التقاطها للجماهير من الأبنية المجاورة لملعب رعاية الشباب وتعريض نفسها للخطر والوقوف على حافة الأسطح والأسقف المستعارة بكثافة على مدى ساعتين تدل على أنه ربما كادت تحدث كارثة لا سمح اللـه لو فقد أحدهم توازنه ولكن العناية الإلهية رأفت بهم، وكل ما نطلبه هو إنصاف تلك الجماهير التي تعتبر الأوكسجين الذي تتنفس به ملاعبنا، كما طالب مزيك الجماهير بضرورة الوقوف مع النادي مهما كانت النتائج وفي جميع الألعاب ورسم صورة حضارية تليق باسم محافظة حلب. وختم حديثه منوها بفتح باب المجلس أمام جميع المراجعين وتقبل النقد البناء وعدم التشهير لغايات شخصية وهو ما لا يخدمنا في عملنا نهائياً ويجب أن نرتقي بنظرنا ونقدم مصلحة النادي على كل شيء ونبتعد عن المهاترات التي لا فائدة منها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن