مع الانتصارات الميدانية للجيش … إعلام المعارضة يجف تمويله وإعلام الصهاينة متخوف
| الوطن – وكالات
مع الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه ميدانياً بدأ الإعلام المعارض في شمال سورية ينضم لشقيقه في جنوبها في المعاناة من أزمة وقف التمويل، على حين بدأ إعلام كيان الاحتلال الإسرائيلي يتخوف على الأخير.
فبعد أسبوع من إيقاف إذاعة «هوا سمارت» التابعة لوكالة «سمارت» المعارضة عن العمل توقفت أمس الوكالة نفسها أيضاً عن العمل وفقاً لمواقع إلكترونية معارضة، نقلت عن «مصادر خاصة» من داخل الوكالة أن مدير الأخيرة شمسي سركيس أبلغ العاملين فيها خلال اجتماع طارئ بتوقف الدعم.
وكانت ما تسمى «الهيئة السورية للإعلام» أغلقت موقعها الإلكتروني ومعرفاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أواخر الشهر الماضي، بعد أربع سنوات من العمل كانت خلالها ناطقاً رسمياً باسم ميليشيا «الجبهة الجنوبية».
وتم إيقاف 95 بالمئة من الموظفين في «سمارت» مع الإبقاء على نحو 10 منهم بين إداريين ومحرّرين ومشرفي الصور والفيديو، إضافة إلى الإبقاء على مراسل واحد في مكاتبها بالداخل السوري، وفق المصادر التي أوضحت أن الداعم المالي لوكالة «سمارت» التي تأسست عام 2014 بمدينة غازي عينتاب التركية لم يوضح لهم أسباب توقف الدعم، لافتاً إلى إمكانية تخفيض رواتب الذين تم الإبقاء عليهم إلى النصف.
ولفتت المواقع المعارضة نقلاً عن مصادر خارج الوكالة، أن الدعم سيتحول إلى «وسائل إعلامية يشرف عليها (رئيس منصة موسكو المعارضة) قدري جميل، وأنها من الممكن أن تفتح تلك الوسائل مستقبلاً في دمشق»، وكذلك لإعادة «توجيه الدعم لوسائل إعلامية تركز على السلم الاجتماعي والمحبة ونبذ الكراهية والتطرف داخل المجتمع السوري».
ونقلت المواقع عن محللين: أن وسائل الإعلام التابعة للمعارضة خرجت إلى العلن وبدأت تبحث عن تمويل خارجي، لكنها لم تكن تعرف اتجاهات الممول، منتقدين عدم تحول هذه الوسائل إلى البحث عن تمويل ذاتي لها.
في المقابل، اعتبر الباحث في «مركز عمران للدراسات» المعارض، ساشا العلو، وفقاً للمواقع أنه «بعد تراجع الخيار العسكري في الملف السوري لمصلحة الحل سياسي، وتغيير المزاج الدولي ضمن هذا الخيار؛ فمن المتوقع أن تعيد بعض القوى الدولية والإقليمية ترتيب أولوياتها بالنسبة للدعم المقدم على مختلف المستويات، ومنها الإعلامي، بحيث يطوع بما يتناسب مع التحضيرات لانتقال سياسي وما تطلبه هذه المرحلة من مفردات جديدة وتغييب خطاب معين وتصدير آخر».
ورغبة منه بتخفيف وطأة وقف الدعم عن وسائل الإعلام، لفت العلو إلى أن ذلك «كان أمراً متوقعاً».
وتابع: «أخيراً لا نستطيع القول إن هذا التحرك قد يلغي صوت إعلامي «ثوري»، فإعلام «الثورة» لا يخضع لجهة دعم واحدة وإنما لعشرات الجهات بسياسات مختلفة، إضافة لوجود إعلام محلي يديره بعض رجال الأعمال السوريين وبالتالي عدم خضوعه بشكل مباشر لسياسات داعمين دوليين وإقليميين».
وانتقلت تأثيرات انتصار الجيش إلى إعلام كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ يتخوف من عمل عسكري ضده بزعم أنه «إيراني بالوكالة»، بعدما كان يهلل لعمل عسكري إسرائيلي على لبنان أو سورية.
وأول من أمس قالت القناة الثانية الإسرائيلية: إن هناك 4 مؤشرات تعزز من احتمالات شن حرب إيرانية بالوكالة على «إسرائيل»، على حين لفت موقع «ديبكا» الإسرائيلي إلى تحركات عسكرية في جنوب غرب سورية.
واعتبر «ديبكا» أن حكومة الاحتلال تعرضت لـ«نكسة خطيرة»، بعد أن تمكن «قوات سورية مدعومة إيرانياً» من تطويق بلدة مغر المير عند سفوح جبل الشيخ، وتقدم قوات الجيش العربي السوري صوب بيت جن وسط اشتباكات عنيفة، بدعم من غارات جوية مكثفة وقصف مدفعي عنيف، شمالي الجولان العربي السوري، على بعد 4 كيلومترات من مواقع لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويعد هذا الجيب هو آخر معاقل «جبهة النصرة» وحلفائها من الميليشيات المسلحة في المنطقة الواقعة جنوب غربي دمشق والتي تعرف باسم الغوطة الغربية والتي سيطر على معظمها الجيش العربي السوري منذ العام الماضي بعد معارك عنيفة ومصالحات.
ونشرت القناة الثانية الإسرائيلية بدورها تحليلا أشار إلى «أربعة مؤشرات تدل على أن إيران تقترب من تنفيذ وعيدها بالقضاء على إسرائيل»، أولها إنهاء تنظيم داعش الإرهابي في جنوب شرق سورية في منتصف تشرين الثاني الماضي حيث أنجزت إيران «جسرا أرضيا» يربط الحدود الإيرانية في العراق مع الجولان العربي السوري والبحر الأبيض المتوسط، وثانيها قيام إيران «ببناء مصانع في سورية ولبنان لتصنيع الصواريخ الموجهة وغيرها من الذخائر الدقيقة لاستخدامها في صراع مستقبلي مع إسرائيل» على حد زعم القناة، التي استندت في مؤشرها الثالث أيضاً على صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، بأن «إيران لديها الآن قوة بالوكالة قوامها 125 ألف مقاتل في سورية».
واعتبرت القناة أن المؤشر الرابع هي مشاهدة زعيم قوات «عصائب أهل الحق» العراقية، إحدى فصائل الحشد الشعبي العراقي، قيس الخزعلي، أثناء جولة له على الحدود اللبنانية الجنوبية، بالزي العسكري عند بوابة فاطمة في بلدة كفركلا الجنوبية برفقة عناصر من حزب اللـه، مؤكداً أنهم «على أتم الجهوزية للوقوف صفاً واحداً مع الشعب اللبناني والقضية الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي».