لا إحصائيات حول عمل الأطفال في حماة
حماة- محمد أحمد خبازي :
تراهم في سوق الهال، وفي ورشات الحدادة والنجارة، وفي محال دهان وتصويج وميكانيك وكهرباء السيارات، ملطخين بالشحوم والزيوت، وفي معامل تصنيع صهاريج المازوت وخزانات المياه، يؤدون أعمالا مجهدة ينوء تحت ثقلها ووطأتها الرجال!!.
وتراهم في ساحة العاصي وشوارع حماة وغيرها من المدن الرئيسية، يتسولون أحياناً، ويبيعون المحارم والعلكة والبسكويت تحت أشعة الشمس اللاهبة أحياناً أخرى، ومنذ مطلع الشمس حتى مغيبها، وهم بذلك يؤدون أعمالاً قد يعجز عنها بعض الرجال أيضاً .
إنهم أطفال بعمر الورود، لا علاقة لهم بالعلم والمدرسة والكمبيوتر والموسيقا والرسم، أرغمتهم الظروف الأمنية في مناطقهم على هجرها، والالتحاق بأي ورشة، أو عمل، يمكن أن يسد الصغير بدخله منهما رمق الأسرة، أو يسهم بتسديد أجرة منزل عالية جداً .
يقول الطفل سامر: أنا من حمص، هجرنا منزلنا إلى حماة، وأنا أعمل في محل بالصناعة لأعيل أمي وإخوتي الثلاثة.
وقال بهاء: أنا من حلب، قصدنا حماة لأنها آمنة، وأعمل في سوق الهال عتالاً، لأطعم أهلي فوالدي ميت.
وقال نجم: الظروف أرغمتني على ترك المدرسة والعمل في ورشة حدادة بالمنطقة الصناعية منذ الصباح وحتى غياب الشمس، لقاء أجر بسيط أنفقه على أمي وإخوتي.
وقال عبد الله: أنا من حماة ولقد تركت المدرسة باكراً، لأعيل مع والدي أسرتي المؤلفة من 11 شخصاً، وأخرج من المنزل صباحا وأعود إليه مساء، وأنام فوراً من كثرة التعب.
المرشد النفسي وائل إسماعيل قال لـ«الوطن» ردا على سؤال حول عمالة الأطفال: هم محرمون من أبسط الحقوق، فرب العامل يستغلهم أبشع استغلال، إذ يمنحهم أجراً بسيطا ويرفض تسجيلهم بالتأمينات الاجتماعية، وعملهم خطر لأنه يفتقد وسائل الأمان، وأجسادهم الضعيفة لا تقوى على الأعمال الشاقة.
مصدر في الرعاية الاجتماعية قال: بتنا نشاهد هؤلاء الأطفال يوميا، وبصراحة الظروف الأمنية في مناطقهم، والغلاء الفاحش، أجبرهم على العمل الشاق المضني، ليساعدوا أسرهم الفقيرة.
ولا نملك إحصائية عنهم، وليست لدينا دراسات عن أحوالهم وظروفهم، فالأغلبية منهم وافدون من المحافظات (حمص- إدلب، حلب)، ومنهم من يقيم مع ذويهم في مراكز الإيواء ونحن وغيرنا من الجمعيات الخيرية والجهات المعنية نتكفل بهم.