143 ألف طن نخالة مهددة بالتلف.. ومدير الأعلاف لـ«الوطن»: بسبب رفع الأسعار ومنافسة تجار «السوداء»
| عبد الهادي شباط
يبدو أن أزمة النخالة بين مؤسسة الأعلاف وشركة المطاحن تراوح مكانها دون حلول، في وقت سلكت فيه مئات المراسلات الورقية والهاتفية بينهما دروباً وعرة ومتعثرة بسبب العديد من العوامل ربما في مقدمتها عدم امتلاك الإدارات للقرار، لتبقى الحوارات بين المؤسسة والشركة على مبدأ المثل الشائع (كل يغني على ليلاه) ففي الوقت الذي تشتكي فيه الأعلاف ارتفاع مخزونها وعدم القدرة على التصريف بسبب حصولها على مادة النخالة بسعر أعلى من المتوافر في السوق السوداء تشتكي المطاحن من حجم المديونية على مؤسسة الأعلاف، وترى أن من حقها المناورة وتحقيق أعلى هوامش ممكنة من الأرباح، وربما يبقى الثابت بين شكاوى المؤسسة والشركة هو أن نحو 143 ألف طن من النخالة باتت مهددة بالتلف وعدم التصريف، في حين يشكو معظم مربي الثروة الحيوانية من عدم تمكنهم توفير القوت لمواشيهم.
وفي متابعة «الوطن» للموضوع كشف مدير عام مؤسسة الأعلاف مصعب العوض أن حجم المخازين من مادة النخالة سجل لدى المؤسسة نحو 143 ألف طن وأن معظم المستودعات التابعة للمؤسسة أو المستأجرة باتت فائضة بالمادة دون أن يقابل هذه الكم الكبير من المخزون تصريفاً مشابهاً حيث بلغت مبيعات المؤسسة خلال الشهر الماضي نحو 9 آلاف طن في حين ينخفض متوسط المبيعات الشهري عن ذلك ليتراوح عند 5 آلاف طن، وهو ما يخلق هوة واسعة بين حجم المشتريات من شركة المطاحن وفق التوجيهات الحكومية وحجم المبيعات، منوهاً بأن هذا هو حال المبيع الشهري حالياً حيث تعتبر أشهر الشتاء فترة الذروة لتسويق المادة العلفية وخاصة النخالة في حين مع آذار القادم وتحسن الظروف المناخية وبداية فصل الربيع تبدأ المبيعات تنحدر وتنخفض بشكل كبير، ومنه أن المؤسسة مقبلة على صيف ضعيف المبيعات.
وحول انخفاض مبيعات المؤسسة من مادة النخالة بين أن السبب يعود لارتفاع سعر المادة بالعموم، في حين تكمن المشكلة على وجه الخصوص كما وصفها العوض بعدم القدرة على المنافسة مع القطاع الخاص الذي يبيع بأسعار أقل من السعر الذي تحصل عليه المؤسسة على النخالة من مصدرها في المطاحن وبالتالي عزوف المربين على الشراء من المؤسسة والتوجه نحو تجار القطاع الخاص للحصول على المادة بسعر أقل.
وعن تراكم ثمن النخالة لدى مؤسسة الأعلاف بين المدير العوض أنه تم تسديد منذ أسبوع مبلغ مليار ليرة وعند بيع المخازين المتوافرة حالياً لدى مستودعات المؤسسة ستعمل المؤسسة على تسديد ثمنها مباشرة ولا حاجة لدى المؤسسة وقتها للتأخر في تسديد قيم المبيعات، المشكلة فقط في عدم تصريف المبيعات.
وكانت مؤسسة الأعلاف اتفقت مؤخراً مع فرع شركة مطاحن اللاذقية على استجرار المؤسسة لمادة النخالة من مستودعات فرع شركة مطاحن اللاذقية والتي تقدر بـ10 آلاف طن، وضرورة التنسيق والتعاون بين مؤسسة الأعلاف وشركة المطاحن في جانب تسويق المادة واتخاذ الإجراءات والآليات التي تسهم في انسيابية المادة وتوريدها بما يحقق المنفعة العامة لكلا الطرفين إضافة إلى المربي، والعمل على تثبيت المبيع بالسعر المخفض لطن النخالة وبتسهيل آليات تسليم مادة النخالة للمربي وإلغاء الورقيات، كما تم تسجيل تحرك جديد باتجاه إعادة معمل أعلاف عدرا للخدمة بعد توقفه القسري والمؤقت عن العمل نتيجة الإرهاب تمثل بالتعاقد مع إحدى الشركات الوطنية بإعلان استدراج عروض لإعادة تأهيل معمل عدرا بقيمة 350 مليون ليرة سورية، حيث يمثل معمل عدرا واحداً من أصل ستة معامل أعلاف وتصنيع وإنتاج المواد العلفية.