عربي ودولي

هل هي بداية وعي فرنسي؟!…فابيوس في طهران وهولاند يدعو روحاني إلى زيارة فرنسا

وكالات : 

دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى إيجاد الحلول السياسية للأزمات التي تمر بها بعض دول المنطقة وخاصة سورية واليمن ولبنان، مؤكداً استعداد إيران للتشاور والمساهمة مع الدول الأخرى من أجل إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة ومواجهة الإرهاب وإرسال المساعدات الإنسانية.
وقال روحاني خلال لقائه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في طهران أمس: «إن الاتفاق النووي يخدم إيران ودول «خمسة زائد واحد» وجميع اللاعبين الإقليميين وأن الحكومة الإيرانية راسخة على طريق الاتفاق وملتزمة بتعهداتها ما التزم الطرف المقابل بها».
وأضاف روحاني: «إن المنطقة برمتها ستستفيد من الاتفاق النووي لأن هذا الاتفاق ليس موجهاً لأي بلد»، معتبراً أنه سيسجل تعاونا أفضل مع أوروبا كما أنه يشكل خطوة مهمة لتحويل التهديدات إلى فرص إيجابية للتعاون، موضحاً أن المفاوضات النووية أثبتت إمكانية تحويل الخلافات إلى التفاهم عن طريق الحوار.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع فابيوس أمس ضرورة مكافحة الإرهاب في المنطقة وإحلال الأمن والسلام فيها، مشيراً إلى أن الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة «خمسة زائد واحد» ستكون له نتائج إيجابية على الحوارات مع دول المنطقة والعالم.
وبعدما أكد انطلاق «حوار سياسي على المستوى الوزاري» من جديد بين البلدين، قال ظريف: إنه سيتناول أيضاً «مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات».
وأكد وزير الخارجية الإيراني أنه بعد الاتفاق النووي في فيينا، ستبدأ باريس وطهران «فصلاً جديداً في مسار المصالح المشتركة».

هولاند يدعو روحاني
إلى زيارة فرنسا
من جهته عبّر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس في طهران عن أمله في علاقة جديدة مع طهران تقوم على «الاحترام» وذلك بعد أسبوعين على توقيع الاتفاق النووي التاريخي بين طهران والدول الكبرى.
ونقل فابيوس أول وزير خارجية فرنسي يتوجه إلى إيران منذ 12 عاماً، دعوة من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى نظيره الإيراني حسن روحاني إلى زيارة فرنسا في تشرين الثاني.
وصرح فابيوس في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني: «أحمل دعوة من الرئيس الفرنسي إلى الرئيس الإيراني لزيارة فرنسا في تشرين الثاني إذا كان يرغب في ذلك».
وكان آخر رئيس إيراني يزور باريس هو محمد خاتمي عام 1999 حين كان جاك شيراك رئيساً لفرنسا.
وبعد محادثات أولى مع ظريف وقبل لقاء روحاني ووزراء إيرانيين، أوضح فابيوس لماذا «سيكون من الممكن تغيير الأمور؟». وقال: «إذا أردت أختصر بكلمتين مغزى زيارتي وشعوري هما الاحترام وإعادة إحياء العلاقات». وأضاف: «نحن دولتان كبيرتان مستقلتان وفرنسا تحترم إيران وثقافتها ودورها في التاريخ ومعاناتها، وأقصد هنا المعاناة خلال الحرب بين إيران والعراق» بين 1980 و1988.
وأشار فابيوس أيضاً إلى «الاحترام الواجب علينا للالتزامات التي قطعناها» في الاتفاق النووي الموقع في 14 تموز بين إيران والدول الكبرى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا).
ومنذ توقيع هذا الاتفاق زار عدد من المسؤولين الأجانب طهران. وتأتي زيارة فابيوس إثر زيارة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أمس الأول.
وشنت الأوساط الإيرانية المحافظة حملة انتقادات شديدة على فابيوس ولا سيما على موقف فرنسا «المتشدد» في المفاوضات حول البرنامج النووي. ورد فابيوس على هذه الانتقادات مؤكداً أن فرنسا تبنت «موقفا ثابتا وحازما وبناء» بهدف «منع انتشار الأسلحة النووية». وأضاف: إن «النووي ليس مسألة تعالج بخفة».

فابيوس يعلن رغبة بلاده في عودة العلاقات الاقتصادية مع إيران
وأعلن فابيوس أيضاً أن وفدا اقتصادياً وتجارياً فرنسياً يضم أيضاً وزير الزراعة وسكرتير الدولة للشؤون الخارجية سيزور إيران في ايلول.
وقال: «مع هذا الوضع الجديد – رفع العقوبات – تنوي فرنسا إذا رغبت إيران في ذلك، أن تعزز وجودها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية».
وفي منطقة تشهد أزمات ونزاعات خطرة، أشار فابيوس إلى أن إيران «قوة نافذة» تشاطر فرنسا «الحرص نفسه على السلام والاستقرار» رغم «الاختلافات» وخصوصاً «حول سورية واليمن وإسرائيل».
والانتقادات الحادة التي وجهها المتشددون إلى فابيوس قبل الزيارة تناولت أيضاً فضيحة الدم الملوث بفيروس الإيدز الذي وزعت كميات منه في إيران إبان ثمانينيات القرن الماضي وسبّب مئات الضحايا.
وقد برأ القضاء الفرنسي في 1999 لوران فابيوس الذي كان رئيس الوزراء حينذاك.
لكن هذا لم يمنع مجموعة صغيرة من المتظاهرين من التوجه إلى موقع قريب من مطار طهران حيث وصل في وقت مبكر صباح أمس، للاحتجاج على زيارته.
كما قال فابيوس في مقابلة مع صحيفة «لو باريزيان» نشرت أمس بالتزامن مع الزيارة التي تصدرت الصحف الفرنسية: إن «إيران عانت كثيراً العقوبات، والشعب الإيراني يتطلع للاستفادة من الموارد التي ستتمتع بها الدولة من أجل تنميته وبما يخدم مصلحته.
فابيوس رأى «أن المنافسة على الأسواق الإيرانية ستكون شرسة لكن للشركات الفرنسية نقاط قوة تحسب لها ولا سيما في قطاع السيارات والنقل الجوي وقطاع الطاقة والصحة والزراعة» مضيفاً: إن «هناك احتياجات إيرانية كبيرة وفي الوقت نفسه هناك أداء تتميز به فرنسا معترف به في إيران».
وعن هامش المناورة الذي بات لإيران في المنطقة بعد رفع العقوبات عنها قال فابيوس: «إن رفع العقوبات سيكون تدريجياً وفقاً لجدول زمني يعتمد على احترام إيران لالتزاماتها. المنطقة هشة، والأزمات عديدة. جيران إيران قلقون. ومن ثم ستجد إيران نفسها في موقع القادر على لعب أو عدم لعب دور في التهدئة وإيجاد أو عدم إيجاد مكانتها على الساحة الدولية» كما أضاف: إن لإيران تأثيراً قوياً في سورية وهي لاعب أساسي في الأزمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن