الناس عندما يحكون عن إعلامنا بصراحة!
| يكتبها: «عين»
محاضرة لا تنسى عن الإعلام
قبل الحرب، دُعيت لإلقاء محاضرة عن الإعلام في إحدى قرى الرقة البعيدة قرب سد الفرات، وكان موعد المحاضرة بعد الظهر، وتحديداً في الساعة الرابعة، ووصلت في الموعد المحدد، وكان عدد الحضور يزيد قليلاً على العشرين، وعلى الفور قدمت ما لدي وتحدثت عن مهام الإعلام ودوره وعلاقته بالناس.
بعدها أفسح مدير المركز الثقافي المجال للحوار، وبدأ هجوم واسع لا يرحم على الإعلام من الحضور، لم أكن أتوقعه، وكان علي أن أتفاعل مع آراء الحضور، فأجبت عن التساؤلات، وحاولت تبرير أداء الإعلام، وبعض التقصير والأخطاء، فارتفعت الأصوات في وجهي تحتج:
قل الحق. خليك زين. باينتك ابن أصل!
المهم ما إن انتهت المحاضرة حتى تنفست الصعداء، فلم يقبل مني أحد الدفاع عن الإعلام المرئي ولا المسموع ولا المكتوب، وكان سحر الإعلام الآخر قد انتشر عبر الفضائيات بين السوريين الذين افتقر إعلامهم للمعلومة والحوار وبرامج الترفيه الناجحة، أي افتقد كل شيء!
المهم، لم يسمح لي مدير المركز بالمغادرة، فالغداء جاهز. ولا يمكن أن يغادر الضيف المركز من دون تناول طعام الغداء، وكان الغداء طيباً، وهو عبارة عن فاصولياء خضراء وبرغل وبصل أخضر، ولفت نظري في المسألة أن عدد الذين تناولوا الغداء معي كان يزيد على الأربعين، أي أكثر ممن كانوا في المحاضرة. وبصراحة اشتغل رأسي بوسواس هذه الحقيقة، فقمت بعدهم، فكانوا 41 شخصاً، بينما حضر الحوار 23 فقط، وعندها تجرأت وسألت مدير المركز:
• يا أستاذ.. ألا تلاحظ أن الحضور على الغداء أكثر من الحضور في المحاضرة؟!
ضحك. وقال لي: اسألهم!
لم يكن من السهل سؤالهم، لذلك رحت أخلط الفاصولياء مع البرغل وآكل بشهية، وكنت أفكر جدياً أن هؤلاء الناس على حق حتى لو كانت محاضرتي قادرة على أن تأسر القلوب.
تذكرت هذه الحادثة وأنا أسمع أخبار ناحية دبسي عفنان واكتشاف المقبرة الجماعية فيها، فقد كانت محاضرتي في مزرعة قريبة منها، وتذكرت تفاصيل انتقادهم لأدائنا، فسألت نفسي: «ماذا لو أعدت إلقاء هذه المحاضرة اليوم؟» هل كان الرقمان اللذان ذكرتهما يتغيران؟! ذلك سؤال مهم بعد حرب السنوات السبع!
قيل وقال
• برامج رأس السنة ممتازة لذلك ما بنتذكر شي منها!
• أحد برامج رأس السنة كان ممتازاً في ضيوفه سيئاً في إخراجه وديكوره.
• من حكم رأس السنة في التلفزيون أن المذيعة صاحبة الحظ لا تظهر في السهرات.
• ومن حكم رأس السنة في الإذاعة أنها كانت مسموعة لأن كثيرين وضعوا الراديو في حضنهم في الفراش بعد إطفاء التلفزيون!
• شريط الإعلانات للأدوية الجنسية التي تبثه إذاعة محلية خاصة هل وافقت عليه المؤسسة العربية للإعلان وخاصة ما يتعلق بأدوية التضخيم والنفخ!
رجاء شخصي لسورية دراما!
نرجو منكم ألا تكتبوا (ج1)، بعد عبارة مسلسل (طاحونة الشر) لأن إضافة الجيم بعد الراء يغير المعنى وفهمكم كفاية!
أسرار
• حفلة غنائية دمشقية عن رأس السنة أعدت وصورت بعناية، وكان المسؤولون عنها يبحثون عن محطة لبنانية لعرضها فيها!
• محطة عقارية جديدة تعلن عن حاجتها لعشرات المذيعين والمصورين على أساس أن العام القادم عام المحطات الجديدة، والله أعلم!
• الدورة التلفزيونية الجديدة للفضائية نضجت على نار هادئة والصحفيون بالمرصاد!
• على ذمة الراوي ألقى أحد المذيعين خطبة عصماء في حفل تخريج مذيعين هاجم فيها المسؤولين في الإذاعة والتلفزيون بشكل مبطن!
• يعكف المراسلون الذين اقترب دورهم لتغطية جنيف وأستانا وربما سوتشي على كتابة الرسائل المقتضبة التي سيبعثون بها إلينا عن وصول الوفد ومغادرته من دون أي تصريح، وبعض المراسلات منهم يبحثن عن ملابس شتوية تناسب الطلة الاستثنائية!
تفاعل غائب!
الفنان بسام لطفي في حديث مع صحيفة الأيام قال إنه في أيام زمان، وعندما عرض مسرحية (صرخة دمشق) عن مجزرة البرلمان مع صبري عياد أمر وزير الداخلية وقتها عبد الحميد السراج بأن تعرض كل سنة في 29 أيار!.