«الأربعاء التجاري» يجمع من يملكون الأفكار التقنية بمن يملكون المال … مراد: تصدير ثلاثة منتجات من ابتكار السوريين.. وتجار: جاهزون للتمويل والتسويق
| صالح حميدي
بيّن نائب رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق عمار البردان أن الاهتمام بالمعلوماتية في سورية ضعيف جداً ويكاد لا يذكر، علماً بأنه من المواضيع المهمة جداً لأي بلد، مشيراً خلال ندوة الأربعاء التجاري أمس إلى أن أهم المشاريع بدأت من أفكار وابتكارات شباب لديهم مقومات وحصلوا على مساعدات من جهات وممولين تمكنوا من تطوير الأعمال وباتوا من أكبر الشركات في العالم.
خلال الندوة التي ناقشت دور حاضنات الأعمال في دعم المؤسسات الناشئة في تقانة المعلومات والاتصالات وتوفير فرص عمل للشباب، وصف البردان الموضوع بالمهم مع ضرورة إيلائه العناية المطلوبة، وقد كانت سورية خطت خطوات مهمة في هذا المجال بين عامي 2000 و2010 قبل أن تتسبب الحرب بتراجعنا، منوهاً بوجود أفكار في سورية لو أتيح لها المجال فلا شبيه لها في العالم المتقدم.
بدورها لفتت مديرة حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات في الجمعية السورية للمعلوماتية فدوى مراد إلى غياب الحماسة لدى الشباب السوري خلال هذه المرحلة نتيجة الحرب التي تعيشها البلاد وضعف الحافز للإبداع والابتكار وتقديم الأفكار مع التراجع العلمي ومستوى الأفكار المقدمة للحاضنة الأمر الذي «دفعنا إلى مشاريع تساهم في توليد الأفكار وإلا كنا سوف نضطر إلى إغلاق الحاضنة».
مبينةً أن حاضنة الأعمال تعمل نتيجة لهذا الوضع الذي يعيشه الشباب السوري على توليد الحافز، فلديهم الأفكار والابتكارات عبر الدخول في مشروعات محددة وبرامج تعاون مع الأمم المتحدة في مجالات الذكاء الصنعي وصناعة الألعاب الالكترونية وبرامج الإنترنيت وتقنيات تتطلبها الاستخدامات المنزلية، وتم استهداف التركيز على هذه المشاريع والبرامج على اعتبار أنها ضمن المسارات التقنية التي يسير عليها العالم اليوم وبات لدى الجمعية نتيجة هذه الخطوة 40 مشروعاً تم اختيار اثنين لمنحهما التمويل المطلوب.
مديرة حاضنة الإعمار أشارت من جانب آخر إلى عدم قدرة الشباب للتقدم لمشاريع وطرح أفكار وابتكارات خاصة بأتمتة الجهات العامة في الدولة لأن قانون العقود في الدولة يشترط الخبرة وتوافر المؤهلات لدى عارضي هذه الخدمة والشباب الجدد لا تتوافر فيهم هذه الشروط.
وأشارت إلى وجود 54 مشروعاً من أصل 77 طلب مشروع تقدم بها الشباب إلى الحاضنة إضافة إلى وجود 16 شركة في سوق العمل و9 شركات مازالت في الحاضنة حالياً في مجالات تقنية وإلكترونية مختلفة.
مراد بينت أن حاضنات الأعمال تهدف بالدرجة الأولى إلى زيادة فرص نجاح المشاريع الجديدة وضمان استمراريتها وتطورها واستدامتها بعد تمهيد البيئة الملائمة لها لتغذية الصناعات الكبيرة تقنيا وإلكترونيا بدءا من تبني الأفكار لتحويلها إلى منتجات ثم إلى التسويق والاستثمار وتقديم الدعم والاستشارات ومتابعة وتوجيه الشباب في المجالات التقانية والقانونية والتسويقية.
وأشارت إلى تصدير ثلاثة منتجات إلكترونية إلى الإمارات وقطر، منوهةً بضرورة توافر شروط محددة للدخول إلى الحاضنة ولفتت إلى بعض المشاريع والأفكار المطروحة من بعض الشباب منها طائرة من دون طيار ولبت مديرية الحاضنة تحديد زبائن لتبني هذه الفكرة وتحويلها إلى منتج قابل للتسويق مثال طائرة من دون طيار لتنظيف المنازل لضمان تسويق المنتج في حال نجح.
من جانبه رأى عضو مجلس إدارة الغرفة باسل هدايا أن الحرب خلقت فجوة كبيرة على صعيد المعلوماتية والتقنيات في سورية واستخدامتها في ظل التغير المتسارع في هذا المجال في العالم داعياً إلى ضرورة تبني مشاريع وبرامج بالتعاون بين جميع الجهات الحكومية والخاصة والأهلية لإنتاج مشاريع تقنية تردم هذه الفجوة. وأمل في تطبيق المشاريع التقانية في سورية وليس تصديرها إلى الدول الأخرى كي يستفيد منها البلد.
بدوره أعرب عضو مجلس إدارة الغرفة محمد الحلاق استعداد الغرفة للتشبيك مع حاضنة الأعمال والجمعية السورية للمعلوماتية والإفادة من إمكانيات وقدرات كلا الطرفين في توليد المشاريع وتبني الابتكارات لتحويلها إلى منتجات عبر تمويلها من رجال الأعمال عبر اعتماد وسائل التسويق والترويج الأكبر لدور هذه الحاضنة.