سورية

بوغدانوف يبحث مع السفير الأميركي في موسكو الأوضاع في سورية والعراق…بوتين: مكافحة الإرهاب لن تتم إلا بجهود مشتركة على أساس القانون الدولي

حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن هناك خطورة بالغة في الوقت الراهن، تنجم عن اندماج التنظيمات المتطرفة مع قوى الإجرام المنظم العابر للحدود الدولية، مؤكداً أن تحقيق نتائج ملموسة في سياق مكافحة الإرهاب لن يتم إلا من خلال بذل جهود مشتركة منظمة ومتتابعة اعتماداً على أسس القانون الدولي. يأتي ذلك في حين بحث الممثل الرسمي للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط والدول الإفريقية نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع السفير الأميركي في موسكو جون تيفت المسائل الملحة في جدول الأعمال الخاص بمنطقة الشرق الأوسط، وخاصة في سورية والعراق.
وفي رسالة تحية وجهها الرئيس الروسي إلى المشاركين في الاجتماع الدولي الـ14 لرؤساء أجهزة الأمن وحفظ القانون الذي افتتح في مدينة ياروسلافل الروسية، أمس الأربعاء، أكد بوتين، أن أهمية لقاء ياروسلافل تنبع من حيوية بحث مهمة التنسيق في عمل الأجهزة الأمنية الوطنية بل وإقامة الشراكة الحقيقية بينها لتنظيم التصدي الفعال لمخاطر تزايد النشاط الإرهابي على نطاق العالم.
وأشار الرئيس الروسي في رسالته التي تلاها نيابة عنه مدير هيئة الأمن الفيدرالية الروسية ألكسندر بورتنيكوف، إلى أن التنظيمات الإرهابية تحاول استخدام الشرق الأوسط وشمال إفريقية كرأس جسر لها، حيث يجري استقطاب وتدريب عناصر جديدة في صفوفها من أجل تمادي الجماعات الراديكالية في بلدان المنطقة ونقل أعمالها التخريبية إلى دول أخرى لزعزعة استقرارها.
ولفت بورتنيكوف، من جانبه، في كلمة ألقاها في الاجتماع، إلى أن التنظيمات الإرهابية والمتطرفة وعلى رأسها داعش انتزعت المبادرة في الجبهة الإعلامية، بسبب تأخر المجتمع الدولي في حالات كثيرة عن إيجاد ردود وإجراءات جوابية مناسبة على دعايتها وأنشطتها التعبوية. وذكر أن شبكة الانترنت تحولت في الآونة الأخيرة إلى أداة أساسية لخلق المعتقدات الراديكالية الشديدة التطرف لدى بعض الناس، ولاسيما الشباب منهم من قبل التنظيمات الإرهابية.
وأضاف بورتنيكوف إن المواد التعبوية الداعية إلى الانضمام إلى «الجهاد العالمي» تنشرها التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها داعش بأكثر من 40 لغة وباستخدام أحدث وسائل تكنولوجية.
وتوقف مدير هيئة الأمن الفيدرالية الروسية بصورة خاصة عند ظاهرة داعش، مشيراً إلى أن هذا التنظيم تمكن، وخلال فترة قصيرة نسبياً، من جذب عناصر مسلحة من أكثر من 100 دولة من دول لعالم، وانتقل «داعش» من توجيه ضربات محدودة إلى شن عمليات قتالية على جبهات واسعة باستعمال أسلحة ثقيلة من مختلف الأنواع.
وقال بورتنيكوف: إن مكافحة هذا التنظيم وغيره من الجماعات الراديكالية المماثلة تتطلب إجراء العمل الدعائي المضاد بالدرجة الأولى بحشد إمكانيات الهيئات الحكومية والمنظمات الاجتماعية ورجال الدين الرافضين للفكر المتطرف الذي يتنافى مع مبادئ الإسلام والقيم الإنسانية.
وشارك في لقاء ياروسلافل التقليدي هذه المرة 92 وفداً من 64 بلداً، إلى جانب وفود من هيئة الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون ورابطة الدول المستقلة والاتحاد الأوروبي. وحضر الاجتماع على وجه الخصوص ممثلون عن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي والمركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب، وعن الأجهزة الأمنية الخاصة في ألمانيا وفرنسا والصين والهند والسعودية.
وبحث اللقاء كيفية التصدي الفعال للخطر المتزايد الذي يشكله تنظيم داعش الإرهابي وغيره من الجماعات الإرهابية، مع التركيز على ضرورة تنظيم العمل المشترك للأجهزة الأمنية الوطنية المختصة من أجل وقف تجنيد وتدفق الأجانب إلى صفوف داعش، باعتبارهم مورداً بشرياً أساسياً له في الظرف الحالي.
إلى ذلك، بحث الممثل الرسمي للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط والدول الإفريقية نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع السفير الأميركي في موسكو جون تيفت المسائل الملحة في جدول الأعمال الخاص بمنطقة الشرق الأوسط.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أمس، «أنه تم خلال اللقاء الذي جرى بناء على طلب من السفير الأميركي مناقشة عدد من القضايا الدولية مع إيلاء اهتمام خاص بقضايا تسوية الأوضاع في سورية والعراق واليمن وليبيا وكذلك توحيد الجهود في مكافحة الإرهاب المتمثل بتنظيم داعش الإرهابي».
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن قبل أيام أنه سيلتقي قريباً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في الدوحة لمناقشة الأوضاع في سورية، كما سبق وبحث كيري ولافروف خلال اتصالات هاتفية عدداً من القضايا الدولية بما فيها الوضع المحيط بسورية.
(سانا- سبوتنيك)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن