سورية

حمّل قيادات أحزاب «المجلس الوطني الكردي» المنضوية تحت «ائتلاف الدوحة» المعارض المسؤولية التاريخية عن إفراغ مناطق في سورية من المكون الكردي…أوسي: نحن سوريون أولاً ثم أكراد.. والحكومة خذلتنا ونظرة بعض الوزارات تجاه المكون الكردي شوفينية

جانبلات شكاي : 

اعتبر رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين عضو مجلس الشعب عمر أوسي، أن «المبادرة» كتيار مؤيد للدولة يمثل كتلة ديموغرافية كبيرة تشكل أغلبية الأكراد في سورية، وقال: نحن ندفع ثمن وقوفنا إلى جانب وطننا ولا أحد يستطيع تغيير هذا الموقف، فنحن سوريون أولاً ثم أكراد، وهذا هو شعارنا وهذا هو مبدؤنا.
واشتكى أوسي مما سماها ممارسات حتى «عنصرية» أحياناً من الحكومة، وقال: أتحدى الحكومة أن تقوم بواجباتها تجاه المبادرة الوطنية وتجاه المكون الكردي لترى أننا سنصبح نقطة استقطاب رئيسية، لكن الحكومات السورية حتى الآن، خذلتنا ومازالت نظرة بعض الوزارات تجاه المكون الكردي شوفينية، وحتى هذه الحكومة قصرت، رغم الضوء الأخضر الذي أشعله الرئيس بشار الأسد باتجاه إصلاحات حقيقية في عمق المشهد الكردي السوري.

وفي القسم الثاني من لقائه المطول مع «الوطن»، يتحدث أوسي عن أوضاع الأكراد السوريين ونشاطهم السياسي داخل البلاد، وإذ أوضح أن الأكراد السوريين موزعون على ثلاثة مربعات رئيسية، الأول أحزاب «المجلس الوطني الكردي» المنضوية في «الائتلاف» المعارض، والثاني حزب الاتحاد الديمقراطي المنضوي تحت «هيئة التنسيق» المعارضة، والثالث يتمثل في المبادرة الوطنية للأكراد السوريين، أثنى على الدور الذي قامت وتقوم به «وحدات حماية الشعب»، التي يتشكل قوامها الرئيسي من عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي، في مواجهة إرهاب داعش وجبهة النصرة، نافيا ما تم توجيهه إليها من انتقادات بأنها مارست التطهير العرقي في مدينة تل أبيض أو تخاذلت بالدفاع عن مدينة الحسكة، مؤكداً أن الجيش السوري البطل لم يقصر بتقديم الدعم اللوجستي لوحدات الحماية بالسلاح والذخيرة وبكل أشكال المساعدات وحتى بالاشتراك معهم في الكثير من الجبهات فكان يؤمن لهم التغطية المدفعية والجوية وخاصة في معارك كوباني.
وحمل أوسي القيادات في المجموعات والأحزاب الكردية في سورية، وخصوصاً الذين دخلوا إلى الائتلاف المعارض، المسؤولية التاريخية عن إفراغ المناطق الكردية في سورية من المكون الكردي، نتيجة سياساتهم الخاطئة.
وفي رده على أسئلة «الوطن» قال أوسي: إننا في المبادرة الوطنية للأكراد السوريين، كنا وما زلنا الفصيل الكردي الوحيد الذي قام بواجبه الوطني ووقفنا مع الدولة والنظام الوطني السوري وهذا شيء طبيعي وواجب علينا لأننا جزء ومكون أساسي من مكونات الشعب السوري وواجبنا بالدفاع عن أي بقعة من سورية.
وتابع: تقدمنا إلى لجنة شؤون الأحزاب لترخيص هذا التيار الوطني ولكن مع الأسف، لم نحصل على الترخيص، ومن وجهة نظرنا هناك تعاط سلبي وقصور في رؤية لجنة الأحزاب.
وقال أوسي: رغم الإصلاحات التي أعلنها الرئيس بشار الأسد عبر المرسوم 49 والمرسوم القاضي بتدريس اللغة الكردية في جامعة دمشق، وهذه إنجازات هامة لطالما طالب الشعب الكردي بها منذ 50 سنة، لكن الحكومات السورية المتعاقبة وحتى الحالية ليس لديها مشروع لإجراء إصلاحات في المشهد السياسي الكردي، وأداؤها كان كلاسيكياً وتقليدياً كأداء الحكومات قبل الأزمة.

الحكومة لم تسع إلى إفساح المجال
لتأسيس تيار وطني كردي سوري
واعتبر أوسي أن الحكومة الحالية لم تسع إلى إفساح المجال لتأسيس تيار وطني كردي سوري كان يمكن أن يكون لديه عناصر بعشرات الآلاف ويشكل كتلة ديموغرافية وقوة حقيقية إلى جانب الدولة السورية، بل حتى أن هذا التيار الكردي كان يمكن له أن يشكل كتائب مسلحة للدفاع عن المناطق الكردية وبالتنسيق الكامل مع الجيش السوري وكرافد مثل كل اللجان الشعبية التي تحمل السلاح وتدافع عن تراب الجغرافية السورية، ولكن مع الأسف هذه الحكومات خذلتنا، ومازالت بعض الوزارات نظرتها شوفينية تجاه المكون الكردي.
وتابع أوسي: إن قانون الأحزاب ينص على تجميع ألف توقيع لتأسيس حزب جديد وأن تكون التواقيع على الأقل من سبع محافظات، ونحن تقدمنا بكل الأوراق الثبوتية والدستورية اللازمة لترخيص «المبادرة الوطنية» وقد حذفنا كلمة الكردي من العنوان لأنها تتعارض مع قانون الأحزاب، وبات اسمنا في مشروع الترخيص المقدم: «المبادرة الوطنية السورية»، وعملنا وكالات لأكثر من خمسة آلاف مواطن سوري، وصحيح أن أغلبيتهم من الشريحة الكردية، ولكن فيهم أخوة عرب وشركس وسريان وأرمن ومن كل مكونات الشعب السوري، ورغم ذلك رفضوا الترخيص لنا.
وقال عضو مجلس الشعب: نعتقد أن بعض المسؤولين في الحكومات السورية وحتى الحكومة الحالية، لم يعطوا لهذا الملف الوطني السوري الهام (الكردي) أي اهتمام ولم يحفظوا حتى كرامة الشخصيات الوطنية الكردية وقد قام البعض بمحاربتنا عند القيادة السياسية على أساس أن المبادرة تخص الأكراد فقط وطابعها شوفيني كردي وأنه لا قاعدة جماهيرية لها حتى بالوسط الكردي، وهذا ليس بالصحيح.
سياسات الأحزاب الكردية الفاشلة أفرغت مناطق من المكون الكردي والمسيحي
وبين أوسي أنه ونتيجة سياسات أخوتي في قيادات الأحزاب الكردية الفاشلة، تعرض الكرد لحركة ترانسفير كبيرة إلى دول الجوار مثل العراق وتركيا وإلى أوروبا، وأفرغت المناطق الكردية وخصوصاً مدينة القامشلي التي تعد مدينة رئيسية للأكراد، من المكون الكردي والمسيحي نتيجة هذه التراجيديا الإنسانية الصعبة ونتيجة حصار داعش وجبهة النصرة لتلك المنطقة وإغلاق المنافذ عليها وشن عمليات عسكرية عليها.
واعتبر أوسي أنه ولو كانت الادعاءات تجاه «المبادرة الوطنية» صحيحة فإننا نعتقد أن من تبقى من أكراد سورية يفكرون مثل الأجندة والبرنامج السياسي لـ«المبادرة الوطنية»، بل على العكس فإننا نعتقد أن «المبادرة الوطنية» تتمتع بشعبية في الشارع الكردي ودفعت الثمن كرديا ولا أحد يزاود على كردية ووطنية وسورية قياداتها، وما سبق إنما هو حجة من بعض الأوساط الحكومية لعدم الترخيص لـ«المبادرة الوطنية».
وتابع: لنفترض أن المبادرة ليس لديها هذه القاعدة الشعبية، وهنا كان بإمكان الحكومة تجهيز وتحضير مثل هذه الشعبية من خلال قيامها ببعض الإصلاحات في المشهد السياسي وضمن إطار ما تبقى من حقوق كردية مثل الاعتراف بهم كمكون أساسي ومنحهم كامل حقوقهم الثقافية ودمجهم في الحياة الوطنية السياسية والاقتصادية والإدارية وفي كل مؤسسات الدولة في الوزارات وفي مجلس الشعب والإدارات المحلية وبقية المؤسسات.
وأكد أوسي أنه كان يمكن للحكومة السورية أن تقدم مثل هذا الدعم للمبادرة الوطنية لتعطيها المصداقية الكبرى في الشارع الكردي ولو حصل ذلك لتغير المشهد السياسي في المناطق الكردية 180 درجة في الاتجاه الإيجابي، فقصرت هذه الحكومة رغم الضوء الأخضر الذي أشعله الرئيس بشار الأسد باتجاه إصلاحات حقيقية وفي العمق في المشهد الكردي السوري وفي المزاج الوطني لأكراد سورية.

في سورية لدينا أكثر من 20 تنظيماً وأحزاباً كردية إلا أن البعض منهم يفتح دكاكين سياسية
وردا على سؤال بأن مقولة إن «المبادرة الوطنية» لا تمثل الشارع الكردي هي ليست تعبر فقط عن موقف الأوساط الرسمية بدمشق، وإنما أيضاً تعبر عن موقف الأحزاب الكردية السورية الأخرى التي انضمت إلى المعارضة سواء عبر أحزاب «المجلس الوطني الكردي» أو عبر «حزب الاتحاد الديمقراطي»، قال أوسي: يجب أن نفصل بين المزاج الحقيقي للشعب الكردي وبين مواقف الأحزاب الكردية بحيث إن أكثر من 80 بالمئة من أكراد سورية هم من المستقلين وليسوا تابعين لأحزاب سياسية، وفي سورية لدينا أكثر من 20 تنظيماً وأحزاباً كردية، ومع احترامي لهم وكلهم مناضلون وأفضل مني، إلا أن البعض منهم يفتح دكاكين سياسية، أما نحن في «المبادرة الوطنية» وكتيار مؤيد للدولة السورية بين الأكراد، نمثل كتلة ديموغرافية كبيرة تشكل الأغلبية وندفع ثمن وقوفنا إلى جانب وطننا السوري.
وتابع: ما يقوله بعض الأخوة عنا في الأحزاب السياسية الكردية يأتي من باب الخصومة السياسية ومن باب موقفنا الوطني الواضح منذ الأيام الأولى للأزمة وحتى الآن، ونحن مصرون وهذه قناعتنا، ولو حاربتنا الحكومات السورية، فإننا سنبقى في هذا الخندق الوطني ولا أحد يستطيع تغيير موقفنا الوطني وهذا المزاج السوري بامتياز الذي نتمتع به، فنحن سوريون أولاً ثم أكراد، وهذا هو شعارنا وهذا هو مبدؤنا.
ووجه أوسي انتقادات شديدة للأحزاب الكردية السورية وقال: ألوم تلك الأحزاب وانتقد سياساتها منذ بداية الأزمة، فقد أخطؤوا أخطاء إستراتيجية كبيرة حين رفضوا الانخراط بالحوار الوطني السوري، وهذا كان خطأ قاتلا جدا، والآن يعترفون خلال لقاءاتي بهم داخل وخارج سورية بأنهم أخطؤوا وكان يجب أن يحاوروا القيادة في سورية.
وبين أن ما سبق دفعنا ثمنه كرديا بشكل باهظ حيث أفرغت المناطق الكردية جراء هذه السياسيات وخلافات الأحزاب الكردية على بعض المكاسب الصغيرة، مشدداً على أن الخطأ الإستراتيجي الآخر هو انضمام أخوتي في قيادات الأحزاب الكردية إلى بعض المعارضات المشبوهة ومنها ائتلاف الدوحة، وأنا حذرتهم من ذلك لأن السياسات (الكردية) في ائتلاف الدوحة أسوأ بألف مرة من السياسات التي مارستها بعض الأوساط الشوفينية في الحكومات السورية المتعاقبة.
وقال: حتى لو حسبناها براغماتياً كان يجب أن نقف جميعاً كأحزاب وانتلجسيا كردية إلى جانب الدولة السورية والنظام الوطني في سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد وخصوصاً بعد أن حصل انفتاح على المشهد السياسي الكردي وأجريت إصلاحات لها وزن إستراتيجي ويمكن أن نسميها بالتاريخية.
وبيّن أوسي أن المشهد السياسي الكردي في شقه الأكبر موزع على ثلاثة مربعات أساسية، فهناك «المجلس الوطني الكردي»، ويضم 13 حزباً ومجموعة كردية وضمنها أحزاب تاريخية مثل «البارتي» ولكن منها مجموعات صغيرة عبارة عن أشخاص يصدرون بعض المنشورات والبيانات، ثم هناك «حزب الاتحاد الديمقراطي» في سورية وهو أقوى الأحزاب الكردية، وأخيراً هناك «المبادرة الوطنية للأكراد السوريين» وبقية المجموعات من المثقفين والنشطاء الاجتماعيين ومن القامات الكردية السورية خارج التشكيلين الرئيسيين السابقين.
وذكر أوسي أن «الاتحاد الديمقراطي» يمتلك جناحاً عسكرياً يضم عشرات الآلاف، تشكل أغلبية «وحدات حماية الشعب» موزعين على جميع المناطق الكردية وقامت وحدات الحماية إلى جانب دفاعها عن المناطق في الجزيرة وكوباني وعفرين بدور اجتماعي حيث تسير أمور المواطنين وتؤمن المحروقات والمواد الغذائية بعد أن انسحبت الدولة السورية من بعض تلك المناطق، وكنت أتمنى ألا تنسحب الدولة وأن يكون للأكراد ولـ«الاتحاد الديمقراطي» ولغيرهم سياسة أكثر عقلانية بالتنسيق الكامل مع مؤسسات الدولة لإدارة شؤون المواطنين.

الأغلبية الساحقة من أكراد سورية يفكرون مثلنا في «المبادرة الوطنية»
وقال أوسي: أنا إنسان ديمقراطي واحترم الرأي الآخر ولتتحدث عني باقي الأحزاب الكردية بما يشاؤون ولكن الواقع غير ذلك، وهم يعترفون وأنا أؤكد عبر هذا المنبر الوطني، جريدة «الوطن»، أن الأغلبية الساحقة من أكراد سورية يفكرون مثلنا في «المبادرة الوطنية»، وأتحدى حتى الحكومة السورية فلتقم بواجباتها تجاه «المبادرة الوطنية» وتجاه المكون الكردي لترى أن هذه «المبادرة» ستصبح نقطة استقطاب رئيسية على مستوى الشريحة الكردية وبقية الشعب السوري.
وأضاف: لست متعصباً قومياً ولست شوفونياً ولكن علي أن أسمي الأمور بأسمائها وأن أعبر عن عواطف ومشاعر ومطالب الشريحة الكردية التي تعرضت لظلم تاريخي ولإجراءات استثنائية مجحفة وشوفينية بل عنصرية في بعض الأحيان منذ نهاية خمسينيات القرن الماضي حتى ما قبل الأزمة الحالية.

الجيش السوري البطل لم يقصر بتقديم الدعم اللوجيستي لـ«وحدات الحماية»
وعن تقييمه لطبيعة العلاقة حالياً بين الجيش السوري و«وحدات حماية الشعب» وسط أحاديث عن حصول إشكالات ومواجهات بينهما في بعض المناطق وخصوصاً في الحسكة، قال أوسي: إن الجيش السوري البطل لم يقصر بتقديم الدعم اللوجيستي لـ«وحدات الحماية» بالسلاح والذخيرة وبكل أشكال المساعدات وحتى بالاشتراك معهم في الكثير من الجبهات فقد كان يؤمن لهم التغطية بسلاحي المدفعية والطيران وأيضاً عبر قوات المشاة والوحدات الخاصة وكلها لم تقصر مع «وحدات حماية الشعب» وخاصة في معارك كوباني.
وتابع: إن «وحدات الحماية» قدمت على الأرض مقاومة بطولية وشاركتها قوات البيشمركة القادمة من كردستان العراق، لكن الجيش السوري البطل ولسلاح الطيران السوري أيضاً فضل كبير في تحرير مدينة كوباني، وبحسب معلوماتي، وأنا مطلع على الأمر، هناك تنسيق يجري بين قيادات عسكرية سورية في منطقة الجزيرة وبين «وحدات الحماية» وهناك توزيع للأدوار في بعض المعارك وجبهات القتال ومصادر النيران.
وبين أوسي أنه قد حصل في الفترة الأخيرة لغط حول الموقف الكردي في منطقتين أثناء تحرير «وحدات حماية الشعب» لمدينة تل أبيض التي كانت بالنسبة لـ«داعش» بمثابة قندهار وكانت معقلاً ومعبراً رئيساً لإيصال الدعم التركي إلى إرهابيي داعش في محافظة الرقة، حيث إنه وبعد سيطرة «قوات الحماية» على المدينة اتهمها داعش وبعض الأوساط التركية وبعض الفضائيات، ومع الأسف انساق بعض الإعلام الوطني السوري أيضا، بقيام الأكراد ووحدات الحماية بحملة تطهير عرقي ضد المكون العربي والتركماني في منطقة تل أبيض وهذا ليس صحيحاً لأن هذه السياسة وهذه الأعمال الشنيعة ليست من ثقافة الشعب الكردي بل على العكس من ذلك فعندما سيطرت وحدات الحماية على تل أبيض قامت بتسليم المنطقة إلى لجنة من الأخوة العشائر العربية والتركمان وبقية المكونات وانسحب من المدينة.

لم يحدث تقاعس كردي
بالدفاع عن الحسكة
وذكر أوسي أن اللغط الثاني حصل بالحديث عن تقاعس الأكراد في الدفاع عن مدينة الحسكة قبل أكثر من شهر، عندما اجتاح تنظيم داعش بعض الأحياء وخصوصاً في النشوة الشرقية والنشوة الغربية وبعض المواقع الأخرى. وتابع: لم يحصل تقاعس كردي، والأكراد يجب ألا يتقاعسوا بالدفاع عن أي جغرافيا وطنية سورية مهما كان نوعها وألا يكتفوا بالدفاع عن مناطقهم الكردية والدفاع عن مدينة الحسكة وأطرافها، لأن سقوط الحسكة يعني سقوط الجزيرة السورية ويعني سقوط الإدارات والكانتونات الثلاثة.
وأضاف: اعتقد أنه لم يحدث تقاعس وإنما حدث سوء فهم على بعض المسائل التكتيكية بين القيادة في المحافظة وبين قيادة «وحدات حماية الشعب» إلا أنه تم تجاوز هذه الخلافات والآن وحدات الحماية منخرطة وحررت إلى جانب الجيش والدفاع الوطني وبقية الشرفاء مدينة الحسكة.
وعبر أوسي عن توقعاته بأن المعركة القادمة هي باتجاه «الشدادة» آخر معقل للإرهابيين ولداعش في الجزيرة السورية، وبدأ عناصر التنظيم الإرهابي بالفرار منها إلى العراق خوفاً من هجوم «وحدات الحماية»، كما أن الهدف القادم في محافظة الرقة هي مدينة الرقة بعد أن أصبحت «وحدات الحماية» على تخومها وعلى مسافة 35 كيلومتراً منها ثم مدينة جرابلس على الحدود السورية التركية.
وبين أوسي أنه قد تقع بعض الأخطاء من قبل «وحدات الحماية» أو من قبل بعض القيادات في المنطقة ويحصل نوع من سوء التفاهم، وأنا أتدخل قدر المستطاع للملمة هذه الأمور ومساعدة جميع الأطراف لأداء واجبها، ونحن في «المبادرة» جاهزون للتوسط لأي مشكلة قد تقع في المستقبل ورفاقنا ميدانياً يقومون بذلك في القامشلي والحسكة والمناطق الأخرى.
وختم بالقول في نهاية الجزء الثاني من لقائه مع «الوطن»: نحن جزء من سورية ومن الشعب السوري ويجب أن نطرح أجندات وطنية سورية بعيداً عن الزواريب الكردية الضيقة والأجندات القومية الكردية، وقد أثبتت الأحداث وتطور الأزمة في سورية صحة وجهة نظر موقفنا الوطني الذي أؤكد أنه على الحكومة السورية أن تتبنى هذا الموقف الوطني بامتياز.

متمسكون بوحدة الأراضي السورية
ولا نبحث عن الزواريب الضيقة في السياسة

قال عضو مجلس الشعب عمر أوسي إننا في «المبادرة الوطنية» نعتبر التنظيم الأول في مدينة دمشق وهناك كتلة كبيرة من الأكراد في العاصمة وهم يشكلون بحدود مليون نسمة، ظلوا متمسكين بوطنهم، ونحن ننشط في صفوفهم وحتى في المناطق الكردية في الجزيرة السورية وفي كوباني وعفرين، نحن متواجدون ولا نبحث عن الزواريب الضيقة في السياسة وإنما نبحث عن الفضاء الوطني السوري الواسع، ومتمسكون بوحدة الأراضي السورية وليس لدى الأكراد أجندات انفصالية ولا يسعون لإقامة أي كيان سياسي كردي مستقل.
وأضاف: نأمل من الحكومة السورية، ولو أنها تأخرت كثيرا، مراجعة سياساتها (الكردية) وافساح المجال أمام الشخصيات الكردية وحفظ كراماتهم وإعطائهم وتزويدهم بالدعم المعنوي والسياسي حتى يمتلكوا مصداقية قوية للملمة ما تبقى من أكراد في سورية وزجهم في الخندق الوطني السوري أسوة ببقية المكونات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن