أحمد قوطرش رئيس نادي الوحدة لـ«الوطن»: نعيش تحت الضغط … جمهورنا نعمة وهو فاكهة الدوري والمشاغبون لهم حل
| ناصر النجار
نادي الوحدة الرياضي من أكبر أنديتنا جمهوراً وتاريخاً وعراقة ولديه الكثير من الإنجازات المحلية والخارجية، ولأنه نادٍ ناجح فإن الكثير من التساؤلات تدور حوله، ورئيس النادي يدعو جميع الذين لهم استفسارات عن النادي أن يأتوا إليه، ليروا الواقع على طبيعته وليجدوا الإجابات الصادقة عن استفساراتهم.
الاستثمارات هي القضية الأولى التي ناقشناها مع رئيس النادي، ونحن من موقعنا المحايد ننشر كل إجابات رئيس النادي كما هي.
القضايا الأخرى التي تناولها اللقاء قضايا كرة القدم والقواعد وعقود اللاعبين، وكرة السلة وكيفية تطويرها، وكيفية مكافحة شغب الملاعب، وأخيراً الأمنيات التي لم يحققها النادي في الموسم الذي رحل؟ حوار ساخن وإجابات صريحة بالتفاصيل التالية:
مال وأعمال
الاستثمارات باتت نعمة على الأندية لأنها الممول الرئيسي للنشاطات وللألعاب وللمصاريف، وهي في الوقت ذاته (تهمة) من باب الشبهات، أين نادي الوحدة من هذه المقولة؟
الحمد لله الاستثمارات في نادينا نعمة، ونحن بعيدون كل البعد عن الشبهات، واللجان التفتيشية التي تزور النادي سنوياً في كل المناسبات لم تسجل أي شيء على النادي من باب (التهمة) ويكفينا فخراً أن نادينا هو النادي الوحيد الذي لم يدخل في خصومات وصراعات قضائية مع المستثمرين، وليس لنا أي مطرح استثماري مختوم بالشمع الأحمر لخلافات وانتهاكات وما شابه ذلك.
هل استثماراتكم مناسبة لسعر السوق، أم إنها تراعي المستثمر وأحوال الأزمة؟
نحن لم نضع الأزمة جلباباً لأي قضية تخص نادي الوحدة، عندما استلمت إدارة النادي نهاية موسم 2010 كان النادي لا يملك إلا ثلاثة ملايين ليرة عبارة عن استثمار صالة الأفراح فقط، اليوم تحسن الوضع كثيراً عن ذي قبل من خلال اهتمام إدارة النادي بالناحية الاستثمارية، فصالة الأفراح صار استثمارها 89 مليوناً، ووضعنا في الموسم الماضي الملاعب العشبية الجديدة في الاستثمار واعتمدنا على الاستثمار السنوي من خلال تأجير مستودعات لشركة جود وشركة غذائيات والهلال الأحمر، وموقف السيارات في النادي صار مأجوراً، والمسبح تم إنهاء مشكلته، ووضع في الاستثمار من سنوات بعد أن عملنا تسوية، وكل هذه الاستثمارات جرت ضمن الأنظمة والقوانين، وتوفيراً للنفقات تم إنشاء فندق صغير لإيواء لاعبينا من خارج دمشق.
البعض أحياناً يشيع ويهمس كلاماً غير مفهوم عن استثماراتكم؟
أعود وأقول إن اللجان التفتيشية لم تلحظ أي مخالفة مالية سواء في الاستثمارات أم غيرها منذ أن استلمنا النادي قبل سبع سنوات، بالنسبة لنا المال شأن عام ونحن لسنا مضطرين لنسأل عنه سلباً، هدفنا إنعاش النادي ورفع مستوى الدخل أولاً وأخيراً، وأتوجه بالنداء إلى كل من يحمل صفة رسمية من إعلاميين وغيرهم أن يزوروا النادي وأن يطلعوا على واقع الاستثمارات عن قرب وأن يتحققوا من كل صغيرة وكبيرة.
هناك أرض مهملة بالقرب من شارع برنية، لماذا لم يستثمرها النادي حتى الآن؟
هي باهتمامنا، وضعنا لها دراسة وقدمناها إلى المكتب التنفيذي ومحافظة دمشق ومساحتها 16 ألف متر مربع، المحافظة طلبت مخططات ودراسة تفصيلية، وهذه وحدها تكلف من خمسة إلى ستة ملايين ليرة، ولا يمكننا دفع مثل هذا المبلغ قبل حصولنا على موافقة مبدئية حتى لا يتم هدر المال من دون طائل إذا تم رفض المشروع.
ضمن قضايا الاستثمار شعار النادي وهو ماركة مسجلة ومحمية، لماذا لا تصنعون منتجات عليها شعار النادي وتستفيدون من مواردها كما تفعل كل أندية العالم؟
هذا المشروع جميل، لكنه يحتاج إلى الكثير من المقومات الأخرى التي لا يملكها النادي في الوقت الحالي، من الممكن أن نعلن في مرحلة ما عن استثمار شعار النادي على الشركات المحلية، وهذا ضمن تفكيرنا ونأمل أن تتوافر الظروف الخصبة والمناسبة لتحقيقه.
عقود اللاعبين
نادي الوحدة من أكثر الأندية بيعاً وإعارة للاعبين، لكن لا يتم الإفصاح عن هذه الصفقات، ما يشكل إشارات استفهام عند البعض؟
أي لاعب ينتقل من نادي الوحدة إلى أي نادٍ آخر يتم عبر عقد رسمي مصدق، لكن ثقافة اللاعبين لدينا سلبية، ويحبون ألا يتم التصريح عن عقودهم لغاية في نفس يعقوب.
ما يهمنا الصيغة التي تضمن حق النادي في انتقال اللاعب، وللاعب المنتقل وجهان، الوجه الأول: لاعب انتهى عقده مع النادي وهذا صار كشفه حراً بقانون الاحتراف، ولا نأخذ منه شيئاً، كهادي المصري، وأسامة أومري مثال آخر فإذا انتقل ضمن فترة الانتقالات الشتوية، فسيكون للنادي نصيب من عقده، أما إذا انتقل آخر الموسم، فلن ننال شيئاً لأن عقده سيكون منتهياً، واللاعب مؤيد العجان أعرناه موسمين للزمالك بمبلغ 125 ألف دولار، السنة الثالثة من حقنا، وأي تحرك للاعب ضمن عقده معنا ثلاث سنوات سيدفع لنا جزءاً من عقده.
إدارة نادي الوحدة تعمل على جميع الاتجاهات وتحرص على توفير مداخيل جيدة للنادي سواء من الاستثمارات أم عقود اللاعبين أو المشاركة الآسيوية.
كرة مستوردة
الكثير يتحدث عن استيرادكم للاعبين، ويتساءل هنا عن أبناء النادي وقواعدكم أين هي؟
المشاركة الآسيوية والمنافسة فيها تفرض علينا وجود كم من اللاعبين المحترفين لنحقق المنافسة، وفريقنا كان ضمن كوكبة المنافسين في السنوات الماضية، وتأخرنا عن إحراز اللقب لعوامل معروفة: عدم اللعب على أرضنا، وعدم وجود محترفين أسوة بالفرق الأخرى المشاركة.
بالنسبة لقواعدنا فهي بخير، وسترون فريق الشباب في مشاركته ببطولة الدوري كيف أنه سيعبر عن مدى العناية والاهتمام الذي لقيه وهي حصيلة أبناء النادي الذين تدرجوا بكل الفئات.
من الصعوبة بمكان أن يتمتع أي لاعب بمقومات لاعب قادر أن يصنع بصمة في فريق الرجال، والعدد الوافر من اللاعبين الذين هم أفضل محترفينا في الخارج هم من أبناء نادي الوحدة، ولا ننسى أن الهجرة أثرت في قواعدنا كثيراً، فهاجر 73 لاعباً من كرتي القدم والسلة، وهذا العدد من الصعب تعويضه بين يوم وليلة، أقول: لا خوف على قواعدنا، فهي بخير وبكل الألعاب.
وفي كرة السلة؟
لدينا لاعبان اثنان فقط من خارج النادي وهما جميل صدير ومحمد طرقجي وباقي اللاعبين من النادي، وفي الاحتراف فإن وجود لاعبين بالفريق فقط يدل على أن النادي مكتف داخلياً.
قواعدنا بخير رغم نزيف الهجرة الذي تحدثنا عنه، ناشئونا أبطال للدوري على مدى ثلاث سنوات، وشبابنا ضمن دائرة المنافسة في هذا الموسم.
تطوير كرة السلة ليس مسؤوليتنا، هي مسؤولية الجميع، وهذا السؤال يجب أن يطرح على اتحاد اللعبة.
جمهور مهذب
القضايا المطروحة حول الجمهور إن كان نعمة أم نقمة على النادي نتركها لكم، لتبين لنا الرأي حول جمهور الوحدة؟
جمهورنا فاكهة الدوري والسند والداعم للنادي وأنا أفتخر بجمهورنا الذي لم يتخل عن الفريق طوال العقود الماضية وكان معه في السراء والضراء، وأتذكر محافظ دمشق عندما حضر إحدى مباريات سلة النادي، فاهتم بمتابعة الجمهور وتشجيعه وأهازيجه وجذبته أكثر من أن تجذبه المباراة، فحضر الصالة ولم يحضر المباراة أما موضوع الشغب فهو أمر عام نجده في كل ملاعب العرب والعالم وهو ناتج عن المحبة الزائدة من الجمهور، القضية التي يمكن أن نتناولها هي قضية عامة، قضية فعل ورد فعل، فالجماهير الأخرى قد يكون لها تصرف معين تجعل جمهورنا يرد عليها، أيضاً مواقع التواصل الاجتماعي تشحن الجمهور قبل المباريات بحيث تظن أنك ذاهب إلى حرب وليس إلى مباراة، وحل الشغب الجماهيري يبدأ بتعاون إدارات الأندية فيما بينها حول هذا الموضوع، وهناك جهات أخرى قادرة على لجم الشغب من خلال إبعاد المسيئين الذين ليس لهم هم إلا تخريب المباريات، وهؤلاء موجودون في كل جماهير أنديتنا.
أمنيات
ماذا كنت تتمنى تحقيقه في عام 2017 ولم يتحقق؟
على الصعيد الرياضي كنت أتمنى أن ينال فريق كرة القدم بطولة الدوري، فلم ينل إلا الكأس، وكذلك حدث مع فريق كرة السلة، أيضاً فريقنا بالكرة الطائرة متميز وجيد ولم يحالفه الحظ بتحقيق اللقب.. كل هذه الأمنيات سنضعها في سلة الموسم الجديد لنحقق ما عجزنا عن تحقيقه سابقاً، أيضاً كنت أتمنى أن نحدث نقلة نوعية في استثمارات النادي، وفي البنية التحتية، حققنا شيئاً وبقيت أشياء سنعمل على تحقيقها لاحقاً، نعيش تحت الضغط في كل شيء، وآمل أن ننتهي من هذا الضغط لنعمل بفكر مرتاح وجهد أكثر.