اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن أحداث إيران يكشف عزلة أميركا المتزايدة … ظريف: هزيمة لسياستها الخارجية.. رضائي: خطط لها بأربيل من واشنطن وزمرة المنافقين
| وكالات
بينما اعتبرت إيران أن معارضة أغلبية أعضاء مجلس الأمن الدولي مناقشة الشأن الداخلي الإيراني تمثل هزيمة للسياسة الخارجية الأميركية. كشف اجتماع مجلس الأمن الدولي أمس بهذا الشأن، عن عزلة واشنطن المتزايدة إزاء الملف الإيراني، في حين دخلت فرنسا بقوة إلى جانب روسيا ودول أخرى على خط التصدي للمنطق الأميركي.
على خط مواز، اعتبر أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني محسن رضائي، أن تفاصيل سيناريو الأحداث في إيران خطط لها في أربيل بإقليم كردستان العراق من أميركا وزمرة المنافقين ومؤيدي الشاه.
وأوضح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» فجر أمس بعد انتهاء جلسة مجلس الأمن الدولي المخصصة للأحداث الأخيرة في إيران أن عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي بطلب من الإدارة الأميركية حول أعمال الشغب الأخيرة في إيران ومعارضة أغلبية أعضاء المجلس مناقشة الشأن الداخلي الإيراني يشكل «هزيمة جديدة للسياسة الخارجية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب». ولفت ظريف إلى أن مجلس الأمن «رفض المحاولة المفضوحة الرامية إلى سلب مسؤوليات المجلس حيث أكدت أغلبية الأعضاء ضرورة التنفيذ الكامل للاتفاق النووي وتفادي التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى».
من جهته قال سفير إيران لدى الأمم المتحدة لمجلس الأمن الدولي غلام علي خوشرو، وفق وكالة «رويترز»: إن لدى حكومته «أدلة دامغة» على أن الاحتجاجات التي وقعت في إيران في الآونة الأخيرة «موجهة بشكل واضح من الخارج».
وأضاف: إن الولايات المتحدة تجاوزت سلطاتها بوصفها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي بدعوتها لعقد اجتماع لمناقشة الاحتجاجات. وتحول اجتماع مجلس الأمن الدولي لمناقشة الاحتجاجات في إيران إلى جلسة انتقاد للولايات المتحدة، وقال سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء: إن هذه الاحتجاجات لا تهدد السلم والأمن الدوليين فيما قد يكون انتقادا ضمنيا للولايات المتحدة.
وأوضح السفير الفرنسي أنه «على الرغم من أن الأحداث التي وقعت في الأيام القليلة الماضية في إيران مقلقة إلا أنها لا تشكل في حد ذاتها أي تهديد للسلام والأمن الدوليين». وتابع قائلا: «علينا أن نحترس من أي محاولات لاستغلال هذه الأزمة لمصالح شخصية لأنه سيكون لذلك نتائج معاكسة تماما لما هو مرجو».
في السياق ذاته قال سفير روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، بحسب «رويترز»: إن الولايات المتحدة انتهكت منبر مجلس الأمن الدولي وإن الاجتماع محاولة لاستغلال الوضع الراهن في إيران لتقويض اتفاق إيران النووي الذي تعارضه الإدارة الأميركية.
أما نائب سفير الصين في الأمم المتحدة وو هايتاو، فقال: إن بحث الوضع الداخلي في إيران في مجلس الأمن الدولي «لا يساعد في حل قضية إيران الداخلية». لكن سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، قالت: إن «ازدراء النظام الإيراني لحقوق شعبه موثق منذ سنوات كثيرة».
وأضافت: إن الولايات المتحدة تقف «مع الذين ينشدون الحرية لأنفسهم والازدهار لأسرهم والكرامة لشعبهم في إيران… لن نصمت، لن تؤدي أي محاولة غير شريفة لوصف المحتجين بأنهم دمى في يد قوى أجنبية لتغيير ذلك. الشعب الإيراني يعرف الحقيقة. ونحن نعرف الحقيقة».
وكانت جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت بطلب من الولايات المتحدة شددت في ختام أعمالها على ضرورة احترام حق الشعب الإيراني في الاحتجاج معتبرة أن أعمال الشغب الأخيرة شأن داخلي ولا تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين وأن طرح هذه القضايا يعد خارج نطاق المسؤوليات المنوطة له.
على خط مواز، نقلت وكالة «مهر» للأنباء عن رضائي قوله: «قبل عدة أشهر عقد في مدينة أربيل اجتماع حضره مدير العمليات الخاصة بوكالة المخابرات الأميركية CIA وهو رئيس قسم عمليات إيران، ومدير مكتب قصي ابن صدام، وهاني طلفاح شقيق زوجة صدام، ممثل البارزاني وممثلون عن المنافقين وممثل عن السعودية».
وأضاف رضائي: في ذلك الاجتماع، تم تحديد موعد بدء العمليات في إيران في النصف الثاني من شهر كانون الأول من خلال استخدام الفضاء الإلكتروني وأن يتابعوا العمليات في شهري كانون الثاني وشباط، واسم هذه العمليات «إستراتيجية التنسيق المثمر». وأردف رضائي أن «هؤلاء كانوا يتصورون أنه بهذه الخطة يمكن إخراج جميع المدن من سيطرة الدولة، وفي الخطوة التالية يدخلون الأسلحة إلى البلاد، ليتم قتل أعداد كبيرة من المواطنين، وفي نهاية المطاف تطلب أميركا من مجلس حقوق الإنسان إصدار قرار ضد إيران، ليتم بعدها فرض عقوبات جديدة، ومن ثم يدخل المنافقون في المرحلة الثانية من الخطة».
وقال: منذ نحو 3 سنوات شارك مسؤولون أمنيون سعوديون في تجمع للمنافقين، حيث تم التحضير لهذا السيناريو.
وتشهد أغلبية المدن الإيرانية بما فيها العاصمة منذ أربعة أيام مسيرات شعبية حاشدة دعما للقيادة الإيرانية وتنديدا بأعمال الشغب والعنف وبتحريض الولايات المتحدة ودول الخليج ضد إيران.