سورية

نساء من حمص يجمعن على أولوية الحماية ونبذ الطائفية وتعزيز التماسك الاجتماعي

| موفق محمد

شددت عشرات النساء من محافظة حمص على أن توفير «الأمن والحماية» و«تعزيز التماسك المجتمعي ونبذ الطائفية»، تعتبر أولوية عليا لـ«تعزيز دور المرأة السورية» في المرحلة المقبلة.
جاء ذلك في ورشة عمل عقدت في فندق «سفير حمص»، وشاركت فيها أكثر من مئة شخصية نسوية من المدينة وريفها تحت عنوان «تعزيز دور المرأة السورية»، وكانت سمة التنوع العمري، الأكاديمي، المناطقي، الثقافي والديني الأبرز للمشاركات.
وبرزت خلال المناقشات الجرأة في طرح معاناة النساء في حمص جراء الحرب على سورية ومفرزاتها، وتركزت آراؤهن على أن المرأة السورية كانت «الحلقة الأضعف» التي حملت على كتفيها عبء هذه الحرب.
وعرضت المشاركات ما يرينه أولويات في المجالات «السياسية»، «القانونية»، «الاقتصادية»، «الاجتماعية» و«الحماية والأمن» لتعزيز دورة المرأة في المرحلة المقبلة.
وتنوعت الأولويات، بين توفير الحماية للنساء، وتمكينها اقتصادياً، وتعزيز التسامح وإعادة التماسك، وتعديل وتطوير البيئة التشريعية والقانونية، وضمان التشاركية بالمسؤولية بين المرأة والرجل، وتعزيز مشاركتها في صنع القرار، والاهتمام بتطوير التعليم والتدريب للمرأة، ورفع مستوى الوعي والاجتماعي لدى المرأة.
وخلال عملية التصويت على الأولويات حظيت قضايا الأمن والحماية وضرورة تعزيز التماسك المجتمعي ونبذ الطائفية، بالأولوية العليا لدى المشاركات، وذلك نتيجة ما تعرضت له المحافظة من أوضاع أمنية أثرت في النسيج المجتمعي واللحمة الوطنية.
وأجمعت الآراء على إنشاء أجسام ومؤسسات تعنى بتوفير الحماية النفسية والقانونية للنساء، وإنشاء خط ساخن لتلقي شكاواهن، ودعين إلى تعديل قانون الأحول الشخصية وتخليص المرأة من ولاية ووصاية غيرها على شؤونها.
وتلاقت الآراء على ضرورة محاربة العادات والتقاليد المقيدة للمرأة، وتمكينها عبر مراكز وتفعيل دور المرشدات ومشاركة النساء في المجالس التنموية والمحلية، وعقد لقاءات وندوات لأسر الشهداء والمفقودين والمخطوفين، كما اقترحن تعزيز استقلالية المرأة اقتصادياً.
وتراجعت الأولويات السياسية، حيث دعت المشاركات إلى تعزيز دور المرأة سياسياً عبر تخصيصها بمقاعد أسوة بالرجل أو الأخذ بالحسبان التغييرات الديمغرافية التي طرأت على البلاد.
ونظم الورشة «المؤسسة السورية الحضارية»، بالتعاون مع «جمعية بابل التنموية» و«مؤسسة بالميرا لرعاية المرأة والطفل في سورية»، بعد ورشتين مماثلتين في دمشق وريفها.
ورغم التأكيد خلال النقاشات تراجع حدة الاحتقان الطائفي في المحافظة، برزت دعوات إلى عقد مبادرات صغيرة لخلق «جسور» في المدينة وكذلك في ريفها لتعزيز التماسك المجتمعي ونبذ الطائفية.
وفي بداية الورشة، كان رئيس «المؤسسة السورية الحضارية» باسل كويفي قال في كلمة له: إن «حمص قلب سورية، وحمص قلب التسامح والمحبة، وستعود أفضل مما كانت»، على حين اعتبر رئيس «جمعية بابل» ربيع خضور، أن «المرأة إذا مات عقلها وذبل، فإن عقل الأمة كلها مات وذبل»، في وقت أشادت رئيسة مكتب المنظمات والمرآة في المؤسسة إخلاص غصة، بـ«التنوع الكبير» الذي تميزت به المشاركة، ووصفته بـ«الرائع».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن