الخبر الرئيسي

القاهرة تدافع عن وحدة سورية.. وبغداد تدين هجوم أنقرة على أراضيها.. ودي ميستورا يقترح إنشاء «مجموعة اتصال» دولية…دمشق لأنقرة: أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً.. ولكن هل النوايا صادقة

وكالات : 

شككت دمشق أمس في النوايا الكامنة وراء تصدي تركيا المستجد لتنظيم داعش الإرهابي، وتساءلت عما إذا كانت تدعي ذلك بـهدف «ضرب الأكراد في سورية والعراق» أو ربما لـ«أسباب داخلية أخرى».
وفي رسالتين متطابقتين إلى كل من رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، حملت وزارة الخارجية والمغتربين، الحكومة التركية المسؤولية المباشرة عن سفك الدم السوري وعن المعاناة الإنسانية لملايين السوريين داخل سورية وخارجها بفعل دعمها للإرهاب.
وأعربت الوزارة عن رفض سورية «محاولة النظام التركي تصوير نفسه على أنه الضحية، وأنه يدافع عن نفسه، في وقت يعرف فيه الجميع ما فعله هذا النظام من تقديم كل أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن».
وقالت الخارجية: «إذا كانت تركيا قد شعرت الآن بعد أربع سنوات ونيف مرت على الأزمة في سورية بأن من واجبها التصدي للإرهاب، فإن ما ينطبق عليها هو المثل القائل: «أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً»»، وأردفت متسائلةً: «لكن هل النوايا التركية صادقة في مكافحة إرهاب داعش وجبهة النصرة والتنظيمات المرتبطة بالقاعدة تنفيذا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة أم إنها تدعي ذلك بهدف ضرب الأكراد في سورية والعراق وربما لأسباب داخلية أخرى؟»، في إشارة من الوزارة إلى رغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدعوة لانتخابات نيابية مبكرة بعد انتكاسة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة.
وجددت الوزارة التأكيد على أن «القضاء بشكل نهائي على ظاهرة الإرهاب يتطلب جهداً جماعياً ملزماً على المستويين الإقليمي والدولي أساسه التعاون البناء واحترام سيادة الدول ومصالح شعوبها».
إلى ذلك وفي إشارة على ما يبدو لمعارضتها العمليات العسكرية التركية في سورية، أكدت وزارة الخارجية المصرية أن مصر تدعم محاربة ما وصفتها بالتنظيمات الإرهابية في سورية، «مع ضرورة أن يتم ذلك في إطار المحافظة على وحدة أراضي الدولة السورية وسلامتها الإقليمية»، كما أدانت بغداد الهجوم التركي داخل الأراضي العراقية ووصفته بأنه «تصعيد خطير واعتداء على السيادة العراقية».
بدوره، عبر مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين عن قلقه وشكوكه إزاء إقامة منطقة آمنة على طول الحدود السورية التركية.
في الأثناء، هاجم زعيم حزب الخضر الألماني المعارض جيم أوزدمير، أردوغان، واتهمه بخداع الغرب من خلال العمليات التي ينفذها ضد تنظيم داعش.
وقبيل ساعات من مناقشة مجلس الأمة التركي «البرلمان» لحملة حكومة العدالة والتنمية على مواقع تنظيم داعش في سورية، وحزب العمال الكردستاني في العراق، أعلنت أنقرة أن مجلس الوزراء التركي وافق رسمياً على فتح القواعد الجوية التركية أمام التحالف الذي تقوده واشنطن ضد مسلحي تنظيم داعش فقط.
إلى ذلك، دعا المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أمس إلى اعتماد مقاربة جديدة لحل الأزمة في سورية تجمع بين إجراء «محادثات حول مواضيع محددة» بين السوريين من ضمنها مسألة مكافحة الإرهاب، وإنشاء «مجموعة اتصال» دولية.
وقال دي ميستورا أمام مجلس الأمن إنه «لا يوجد بعد توافق» حول انتقال سياسي في سورية، إلا أن الأمم المتحدة «مجبرة» على مواصلة جهودها.
وأعلن المبعوث الأممي عزمه على «دعوة السوريين إلى محادثات تتناول مواضيع محددة، في شكل مواز أو متزامن، عبر مجموعات عمل» تبحث مختلف جوانب الانتقال السياسي بإشراف «لجنة قيادية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن