رئيس نادي المحافظة محمد السباعي لـ«الوطن»: أنور عبد الحي عاطفي … مشروع بكرا إلنا هو حب وطني وأنا غير راض عن نتائج القدم
| مهند الحسني
لم تأت النجاحات التي يحققها نادي المحافظة في جميع ألعابه من فراغ، وإنما نتيجة وجود تخطيط سليم، ومتابعة دؤوبة، وإدارة تعي وظيفتها، ما ساهم بتحليق النادي بعيداً عن غيره من الأندية، ولم تتوقف هذه النجاحات عند حدود معينة، بل كانت لها آفاق جديدة بعدما نجحت الإدارة بتبني مشروع بكرا إلنا، وهو من أهم المشاريع التي تعنى بتنمية مواهب ورغبات الطفل في زمن بتنا بحاجة للمسة حنان نمسح خلالها ما خلفته الحرب الطاحنة التي تشهدها البلاد منذ سبع سنوات، كل هذه الإنجازات كانت بحاجة لربان يقودها إلى بر الأمان، وقد تألق محمد السباعي رئيس النادي في قيادة السفينة ورسا بها على شاطئ الأمان.
«الوطن» زارت سباعي بمكتبه بمقر النادي وأجرت معه الحوار التالي:
تبلور وشمولية
كيف تبلورت فكرة مشروع بكرا إلنا؟
هذه الفكرة جاءت من عمق الأزمة التي مرت بالبلاد في عام 2013 عندما كان هناك تهديد بضرب سورية، حيث كنا في جلسة مع المحافظ، ودار الحوار باتجاه الأطفال الذين دفعوا ثمن هذه الحرب الطاحنة، وتحدثنا عن كيفية إخراجهم منها، بعدما بات أغلبيتهم بأيدي المسلحين الذين حاولوا تغيير أفكارهم وحملوهم السلاح، ما أدى إلى تركهم لمدارسهم، تم طرح الفكرة، وإمكانية دعم أطفال دمشق مع العلم بأننا نهتم بجميع أطفال سورية، بدأنا بدارسة فكرة المشروع، وقد تبلورت بشكل جيد نهاية عام 2013، وتمكنا من الدخول إلى أربعين مدرسة، إضافة إلى دخولنا عشرين مركزاً للإيواء ودور الأيتام، وخلال المرحلة الأولى تم العمل على عشرة آلاف طفل في (11) لعبة رياضية، وتم تأمين كل المستلزمات والتجهيزات دون أي تقصير، وكانت هناك متابعة حثيثة لكل تفاصيل العمل.
هل يمكن أن تشمل فكرة المشروع جميع أطفال سورية بالمستقبل؟
حالياً دخلنا إلى ريف دمشق بستة مراكز، وهناك أطفال من محافظة القنيطرة يقيمون في العاصمة أيضاً تم العمل عليهم، وهناك قرار سوف يصدر قريباً من الاتحاد الرياضي العام لإحداث ناد شبيه بنادي المحافظة في جميع المحافظات من أجل أن يقوم بالعمل ضمن فكرة مشروع بكرا إلنا، ونحن لم نلزم الأطفال بالألعاب الرياضية فقط، وإنما هناك فنون أخرى منها الرقص، والمسرح والرسم، والخط، وبدأنا نتوجه حسب رغبة الأطفال بما يحبون من فنون، فهناك أطفال أحبوا الإعلام، وقد قمنا بهذه الفكرة حيث يتوافر لدينا حالياً خمسون طفلاً إعلامياً بدرجة ممتازة، بالمرحلة الثانية للمشروع وصل عدد الأطفال إلى 34 ألف طفل، وأصبح أهالي الأطفال يأتون إلى المراكز لمتابعة أولادهم ما ساهم في خلق حالة اجتماعية جيدة بين الجميع.
مدرسة متخصصة
بعد مرور أربعة أعوام على فكرة المشروع ما النتائج الايجابية؟
حققنا أهم أهداف المشروع، وهي إخراج الأطفال من وسط الأزمة، وأصبحنا نتعلم من هؤلاء الأطفال الذين باتوا يشعرون بالأمن والأمان، وأصبح لدى الطفل أخلاق في بيته ومدرسته وبين أصحابه، وأن يكون حريصاً على تعاونه وتحقيق كل مواهبه ورغباته، وقد ظهر لدينا بالمحصلة 722 موهبة هم نجوم سورية بالمستقبل، وبالرياضة ظهر لدينا 283 موهبة مبدعة، وسوف يقوم الاتحاد الرياضي ووزارة التربية ومحافظة دمشق بافتتاح مدرسة رياضية متخصصة في مدينة الفيحاء لجميع الألعاب، حيث يتمرن هؤلاء الأطفال ضمن خطط وبرامج مدروسة بشكل جيد، وقد بدأنا فيها بإشراف اتحادات الألعاب، وقمنا بتأمين كل أنواع الرعاية لهؤلاء الأطفال من فحوصات طبية شاملة من أطباء متخصصين، وهناك اجتماعات شبه عفوية تتم في جميع الأعياد والمناسبات الوطنية والاجتماعية بين الأهالي، إضافة إلى أننا عملنا ضمن توجهات ورغبات الأطفال في مدارسهم حيث يتم تزيين الصفوف برسومات جميلة يقوم بها الأطفال في مدارسهم.
ما تصوراتكم للمرحلة المقبلة للمشروع؟
نحن ليس لدينا أي تصورات فردية، وإنما تصوراتنا يتم العمل عليها بناء على رغبات، ومقترحات الجميع، فبعد كل مرحلة يتم تقييم شامل لجميع مفاصلها، ونأخذ أي تصور أو مقترح ونقوم بدارسته بما يتناسب مع المشروع، وفي حال وجدنا فيه خيراً نقوم بتنفيذه فوراً، نحن نصرف هذه الأموال لتحقيق التواصل الاجتماعي بين الجميع، وزيادة محبة هذا الوطن، لذلك مشروع بكرا إلنا هو مشروع حب وطني.
رضا ووقفة
هل أنت راض عن النتائج المحققة بجميع ألعاب نادي المحافظة؟
بالنسبة لي لست راضياً عن جميع الألعاب، لكن يجب أن نحلل ونقف عند عوامل النجاح عند كل لعبة، أي ناد مهما علا شأنه ونشاطه لا يمكن أن ينجح إلا إذا كانت هناك برامج وخطط من اتحادات الألعاب التي يجب أن يكون لها دور أساسي في نجاح اللعبة وفشلها، هناك اتحادات هي السبب في عدم تحقيق مستوى جيد، أنا راض عن لعبة البلياردو والسنوكر، فلدينا لاعب ناشئ حقق ميدالية ذهبية مع فئة الرجال في بطولة العرب، وكذلك كرة الطاولة، والأثقال، وفي كرة القدم أنا راض عن نتائج الأشبال الذين حققوا نتائج جيدة، وخاصة أن أكاديمية الكرة لدينا أفرزت (180) موهبة كروية متميزة من مواليد 2006 وما فوق، أعتقد بأن غياب التنظيم والتخطيط في اتحادات الألعاب والأندية السورية هو سبب تراجع المستويات الفينة، لأن هناك من يجيد تقاذف الاتهامات فقط، وهذا لن يفيد الرياضة السورية بشكل عام.
هناك شعبية كبيرة لألعاب النادي الفردية على حساب كرة القدم ما السبب؟
في لعبة كرة المضرب نادي المحافظة متفوق فيها منذ التسعينيات، فنحن أبطال القطر وآسيا، وهذا يعود إلى اتحاد اللعبة الذي يقدم لنا خططه لخمس سنوات قادمة، وبرامج تطويرية للعبة، وهناك ألعاب القوى والدراجات، بالمقابل هناك اتحادات تقوم عند تغييرها بنسف كل خطط الاتحاد السابق، وهذا يجعل الأندية تدخل في متاهات فنية، لذلك يجب الاستقرار في اتحادات الألعاب من أجل أن ينعكس إيجاباً على واقع الأندية.
هناك تفاوت بمستوى فريق كرة القدم من مباراة لأخرى، وهل من حلول قادمة؟
نحن كإدارة يجوز أن نختلف بطريقة التعاطي مع نظام الاحتراف، لأننا لا نؤمن به، لكننا بنفس الوقت مجبرون على ممارسته لكن على غير قناعة، لكونه ساهم في إفساد اللاعبين والمدربين واتحادات الألعاب المحترفة، حالياً هناك لجنة لإعادة دراسة هذا الاحتراف، مدرب الفريق هو ابني أنس سافر لاتباع دورة تدريبية في البحرين، وقد ترك الفريق، وهذا ما أثر في أدائه ونتائجه، فوزه على فريق الجيش، وخسارته أمام الفرق الأخرى لم أجدها جيدة، لذلك ستكون لي وقفة مطولة مع الكادر الفني والإداري واللاعبين، أما بالنسبة للحلول فهي متوافرة بالعودة إلى ما قمنا به بموضوع الأكاديمية الكروية من أجل بناء جيل كروي، وسوف نشارك بعد موسمين فقط بفريق عماده من أبناء النادي حصراً.
تفاؤل وصالة جديدة
ما تصوراتكم عن مستقبل كرة السلة بالنادي؟
لقد تفاءلت بدخول اللعبة كثيراً لأجواء النادي، لكونها ضمت عدداً كبيراً من اللاعبين والفنيين المشرفين عليها، لكن الفوضى في اتحاد السلة وما حوله من صراعات بين أهل السلة تعد غير منطقية، ولا يمكن أن تصب في مصلحة اللعبة، تقاذف الاتهامات أثر في اللاعبين الذين هم ثمرة مشروع بكرا إلنا، فما ذنبهم لكي يدفعوا ثمن هذه الصراعات.
ما رأيك بالتغييرات التي طرأت على اتحاد السلة؟
لم أجد أي مبرر لما يحصل، اللاعب أنور عبد الحي إنسان جيد، وأنا أحبه كثيراً وهو يعرف ذلك، لكن هناك من أثر فيه عاطفياً لذلك اتخذ قراره بالاستقالة.
متى سيرى أهل السلة بنادي المحافظة صالة تدريبية خاصة بهم؟
أنا متفائل كثيراً في بناء هذه الصالة، وهناك قرار سيتم توقيعه بين محافظة دمشق وشركة شام القابضة من أجل استثمار وبناء صالة تدريبية متنوعة إضافة إلى بناء مول وفندق، وسوف نستفيد من وجود الصالة لتدريب فرق النادي عليها، ومن الطبيعي أن تتطور اللعبة لدينا.