رياضة

الدوري الفرنسي قصة الانطلاق نحو المقدمة مجدداً…هدف مشترك.. الكل يسعى إلى إسقاط الباريسي

 خالد عرنوس : 

أيام قليلة ويعود الزخم إلى الملاعب الأوروبية التي لم تتوقف عن الحركة إلا أنها تستعيد الصخب مع عودة البطولات المحلية وأولاها الليغ آن الفرنسية التي عودتنا في المواسم الأخيرة بافتتاحها قبل كل البطولات الأخرى وهذا الموسم ستختتم باكراً من أجل الاستعداد الكافي لتستقبل بلاد العطور بطولة أوروبا للأمم (يورو 2016)، وفي الوقت يطمح القائمون على بطولة الليغ آن لمزاحمة الليغا والبريميرليغ والبوندسليغا على قمة البطولات المحلية الأوروبية والعالمية يسعى البطل سان جيرمان إلى مواصلة زعامته للكرة الفرنسية والانطلاق نحو البطولات القارية بقوة.
وعلى المقلب الآخر يأمل بقية المنافسين إنزاله عن عرشه ومنعه من التتويج موسماً رابعاً على التوالي ومن هؤلاء المرشحين لمزاحمته موناكو فريق الإمارة المدجج بالنجوم والملايين ومرسيليا العريق وليون العائد وسانت إيتيان الطامح لاستعادة ذكريات الزمن الجميل وزعامته المهدورة منذ ثلاثين عاماً ونيف.

لكل قصة بداية
تأسس اتحاد الكرة الفرنسي عام 1919 على الرغم من الظهور المبكر للأندية الرياضية التي عرفت بطولة (دوري) منذ 1893 والمنتخب الأزرق الذي خاض مباراته الأولى 1904 وفي عام 1930 تداعت الأندية لإنشاء رابطة خاصة للمحترفين (تضم حالياً 44 نادياً) ومن ثم تأسيس بطولة خاصة للدوري الذي كان يقام بين المقاطعات وبالفعل انطلقت بطولة الدوري للدرجة الأولى المحترفة موسم 1930/1933 للمرة الأولى بمشاركة 20 نادياً ومن أهم شروط ذلك الزمان الاكتفاء الذاتي مادياً للأندية التي يجب عليها وجود 8 لاعبين محترفين على الأقل.
ولم تتوقف البطولة سوى فترة الحرب العالمية الثانية وشهدت تغييرات عديدة على صعيد عدد الأندية المشاركة وعلى مستوى الصعود والهبوط قبل أن تستقر على 20 نادياً والهبوط على 3 أندية، إلا أن التعديل الأهم كان في منتصف السبعينيات عندما قرر الاتحاد منح الفريق الذي يسجل 3 أهداف فأكثر نقطة إضافية إلى نقطتي الفوز حسب النظام المتبع أيامها لكن هذا الإجراء ألغي فيما بعد واستعيض عنه أول الألفية الجديدة بمنح جائزة مالية للفريق الأكثر تسجيلاً آخر الموسم.

أبطال
خمس وسبعون مرة أقيمت البطولة حتى الآن وعرفت تنصيب 29 بطلاً بداية من أولمبيك ليل الذي توج بلقب الموسم الأول وصولاً إلى مونبيليبه بطل 2012 آخر الأبطال الجدد وانتهاءً بسان جيرمان حامل اللقب في المواسم الثلاثة الأخيرة، وشهدت البطولة مشاركة 76 نادياً منها لم يعد له وجود على الخريطة ومنها من تأسس حديثاً، ويتصدر نادي سانت إيتيان الأندية الفائزة باللقب برصيد 10 ألقاب حققها كلها بين 1957 و1981 يليه مرسيليا بـ9 ألقاب آخرها 2010 ثم نانت (8 ألقاب) آخرها 2001 فموناكو (7 ألقاب) آخرها عام 2000، ومثله ليون الوحيد الذي فاز بـ7 مواسم متتالية، وفاز ناديا ريمس وبوردو بالبطولة 6 مرات وأصبح باريس سان جيرمان بين الكبار بـ5 ألقاب.
ويعتبر نادي سوشو الأكثر ظهوراً بالدرجة الأولى من خلال 66 موسماً ولعب خلالها 2368 مباراة وهو الأكثر تلقياً للهزائم بـ877 خسارة يليه نادي مرسيليا الذي خاض أيضاً 66 موسماً ولعب 2322 مباراة ويعد الأكثر تحقيقاً للانتصارات بـ1029 فوزاً، ولعب بوردو وسانت إيتيان في 63 موسماً والأول هو الأكثر تعادلاً بـ618 مرة.

زعامة جديدة
لم تعرف البطولة الفرنسية في بداياتها سيطرة ناد بعينه فتقاسمت 9 أندية ألقاب العقدين الأوليين ثم استلم ناديا ريمس ونيس السيادة في الخمسينيات وسيطر سانت إيتيان على العقدين التاليين ثم بوردو ومرسيليا على عقد الثمانينيات والأخير استمر حتى مطلع التسعينيات ولم توقفه سوى فضيحة التلاعب التي أدت إلى إنزاله إلى الدرجة الثانية لتعود البطولة إلى المداورة حتى مطلع الألفية الثالثة عندما تسيد ليون البطولة سبعة مواسم متتالية، وبعد تناوب أربعة أندية على اللقب وصل اللقب إلى نادي العاصمة الذي توج في المواسم الثلاثة الأخيرة.
ويرشح الكثير من المراقبين سان جيرمان لتعزيز سيطرته على الليغ آن في المدى المنظور وخاصة بوجود إدارة تضخ عشرات الملايين بغية التعاقد مع النجوم الكبار وهاهو يضم في صفوفه كتيبة متكاملة من النجوم بدءاً من الحارس سيريغو وانتهاءً بالساحر السويدي ابراهيموفيتش ومروراً بباستوري ولافيزي وتياغو سيلفا وديفيد لويز وفيراتي وموتا وماتيويدي وكافاني ولوكاس مورا وسواهم وربما أجرى بعض الصفقات قبل انتهاء موسم الانتقالات. وهذه الأسماء حتى من دون أي قادم جديد قادرة على فعل الكثير تحت قيادة المدرب لوران بلان ولم يتأثر الفريق بغياب بعض النجوم بفعل الإصابة في الموسم الفائت ما دلّ على قوته ومنعته في مواجهة كل منافسيه وهو الذي لم يتلق أكثر من 10 هزائم في المواسم الثلاثة الأخيرة.

هدف مشترك
يهدف الجميع في الدوري الفرنسي إلى إسقاط الباريسي عن عرشه وهو العنوان الذي يتكرر للموسم الثاني على التوالي وسبق أن تصدر عناوين وسائل الإعلام قبل 10 سنوات عندما تسلط ليون على مقعد الزعامة، وبنظرة سريعة إلى جدول الترتيب في المواسم التي فاز خلالها سان جيرمان باللقب نجد أن القادرين على وقف انتصاراته يعدون على أصابع اليد الواحدة وأولهم فريق موناكو الفريق الثري وثانيهم ليون العائد بقوة ومرسيليا الذي خذلته الظروف أواخر الموسم الماضي.

المال يصنع المعجزات
يعد نادي موناكو من الأندية العريقة وهاهو يعود إلى الواجهة بعد الملايين التي صرفها مالكه الجديد فجلب عدداً من النجوم الكبار الذين عادوا به إلى الدرجة الأولى إلا أنه تخلى عن بعضهم في الموسمين الماضي والحالي لكنه بقي بين فرق المقدمة فاحتل الوصافة ثم تراجع إلى المركز الثالث.
ومن الأندية التي حافظت على موقعها بين الكبار مرسيليا أحد أقطاب الدوري الذي توج للمرة الأخيرة عام 2010 ويدربه الأرجنتيني بيلسا ومعه حقق نتائج متميزة في الموسم الماضي وتصدر البطولة في الذهاب قبل أن يتراجع فأنهى الموسم بالمركز الرابع.
وأظهر ليون في الفترة ذاتها عزمه على المنافسة التي دخلها جدياً في النصف الثاني من الموسم الماضي فزاحم سان جيرمان طوال الإياب قبل أن يتخلى عن الصدارة في الجولة 33 ليكتفي بالوصافة.
ويعتبر سانت إيتيان زعيم البطولة تاريخياً أحد المرشحين للمنافسة بعدما حافظ على موقعه بين الكبار في المواسم الثلاثة الأخيرة، وهو إن لم يركب الصدارة طوال هذه الفترة إلا أنه كان مشاكساً للكبار خلالها ويتوقع أن يبقى كذلك.

ضيف جديد
على المقلب الآخر يفترض أن تكون معركة الهبوط شرسة وخاصة بالنسبة للصاعدين الجدد ولاسيما الضيف الأحدث على الليغ آن غازليك أجاكسيو أحد ممثلي جزيرة كورسيكا والبالغ من العمر 105 أعوام، أما تروا الفريق الذي يحتفل بعيده الثلاثين العام القادم فيعود بعد غياب موسمين، في حين الفريق الثالث أنجيه هو الأكثر خبرة بين الجدد فهو يخوض موسمه الـ24 في الدرجة الأولى ويعود ظهوره الأخير إلى عام 1994 يذكر أن الاتحاد الفرنسي رفض قراراً لرابطة المحترفين يقضي بتهبيط ناديين بدلاً من ثلاثة في الموسم القادم 2015-2016.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن