موسكو أكدت استمرار التحضير لعقده توازياً مع مكافحة الإرهاب … المقداد وأنصاري بحثا «أستانا» و«سوتشي» هاتفياً
| وكالات
على حين بحثت دمشق وطهران آخر التطورات المتعلقة بعقد مؤتمر الحوار الوطني في مدينة «سوتشي» الروسية المقرر نهاية الشهر الجاري، أكدت موسكو أنها ستستمر بجهود مكافحة الإرهاب في سورية بالتوازي مع التحضير لعقد المؤتمر، معربة عن أملها في أن يصبح الأخير حافزاً للأمم المتحدة لتفعيل الحل السياسي في سورية، وأن تنتهي أنقرة بأسرع ما يمكن من نشر نقاط مراقبة حول منطقة «تخفيض التصعيد» في محافظة إدلب.
وأفادت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء أمس، أن نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد بحث خلال مكالمة هاتفية أمس مع مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري، آخر التطورات على الساحة السّورية وخاصة فيما يتعلّق بمسار المفاوضات في «أستانا» ومؤتمر «سوتشي».
ووفقاً للوكالة، فإن مفاوضي الدول الثلاث الضامنة لمسار محادثات أستانا (روسيا، تركيا وإيران) سيجتمعون في «سوتشي» في جلسة تمهيدية وتنسيقية تسبق مؤتمر الحوار الوطني السّوري، حيث كان اجتماع الجولة الثامنة من محادثات أستانا أكد أن انعقاد الاجتماع التحضيري سيتم في 19 من الشهر الجاري.
في الأثناء، نقلت وكالة «سانا» عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله أمس خلال مؤتمر صحفي في موسكو حول نتائج العمل الدبلوماسي الروسي خلال 2017: «سوف نستمر بجهود مكافحة الإرهاب والنجاحات التي حققناها في سورية والمرحلة التالية هي التسوية السياسية، فنحن مع شركائنا نحضر لمؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي بمشاركة جميع الأطراف السورية طبقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2254».
وبين لافروف أن عملية «أستانا» لا تمثل منافسة لجهود الأمم المتحدة التي تشارك دائماً في اللقاءات الدولية في «أستانا» وهي عبرت عن دعمها لمؤتمر «سوتشي» الذي قال عنه: «نأمل في أن يشكل حافزاً للأمم المتحدة لتفعيل العمل من أجل الحل السياسي في سورية فهو موجه لمساعدة محادثات جنيف في إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية وهو ما أكدته الأمم المتحدة والدول التي تشارك في عملية التسوية في سورية».
وسبق للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، أن أكد قبل أيام في تصريح للصحفيين، أمل بلاده في أن تشارك الأمم المتحدة في «سوتشي»، مشيراً إلى أن العمل مستمر بعناية وبدرجة عالية من خبراء الدول الضامنة، لتحديد قوائم المشاركين في المؤتمر.
وأضاف لافروف: «انتقلنا إلى عملية أستانا بعد إخفاق الإدارة الأميركية بفصل الإرهابيين عن (المعارضة) وهذه العملية شجعت نشاط الأمم المتحدة التي لم تعمل شيئاً على مدى عشرة أشهر قبل بداية اجتماعات أستانا التي أقرت إنشاء مناطق تخفيض التصعيد من بينها الغوطة الشرقية وإدلب ولا يزال مفعولها سارياً رغم بعض الانتهاكات».
وأكد أن الضامن التركي هو الذي وقع اتفاق مناطق «تخفيض التصعيد» باسم المعارضة التي قامت بالاعتداء على قوات الجيش العربي السوري وأيضاً على القوات الروسية في قاعدة حميميم الجوية، مشيراً إلى أن بلاده لا يمكن إلا أن ترد على مثل هذه الأعمال، لأن «ذلك يعد خرقاً لاتفاقات منطقة تخفيض التصعيد»، ومبيناً أن الغرب يحاول الترويج أن الحكومة السورية هي التي تخرق هذا الاتفاق في إدلب «والأمر على العكس تماماً».
من جانبها، نقلت وكالة «سبوتنيك» للأنباء، عن لافروف قوله: «نحن نأمل للغاية أن ينتهي الزملاء الأتراك من نشر نقاط مراقبة إضافية حول منطقة تخفيض التصعيد في إدلب، وحسب ما أذكر نشروا 3 من أصل 20، وجرى الحديث بين القيادتين، وأكدوا لنا أن العمل سيسرع، وآمل أن يساعد ذلك في تسوية الوضع في إدلب».
وتمكن الجيش العربي السوري مؤخراً من انتزاع السيطرة على العديد من القرى في ريف إدلب التي يسيطر عليها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي والميليشيات المسلحة المساندة لها والمدعومة من تركيا، الأمر الذي أدى إلى انزعاج الأخيرة.
وأشار لافروف إلى أن وسائل الإعلام الغربية والسياسيين الغربيين يقومون بتضخيم الموضوع في الغوطة الشرقية لدمشق عبر الإيهام بأن الحكومة السورية هي التي تقوم بالعملية فيها «لكن الأعمال التي تقوم بها القوات السورية هي للرد على اعتداء المسلحين في الغوطة الشرقية بمن فيهم إرهابيو النصرة من قصف لدمشق وأيضاً منطقة السفارة الروسية».