تركيا تتفرج على داعش وتدعم «النصرة» لاجتياح عفرين

حلب- الوطن :
يقف الجيش التركي على الحدود السورية التركية موقف المتفرج من تنظيم داعش الإرهابي بعد 10 أيام من إعلان حكومة تصريف الأعمال «العدالة والتنمية» الحرب عليه في الوقت الذي وجهت فيه بنادقها نحو «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية في عين العرب، وبدأت تدعم مساعي فرع تنظيم القاعدة في سورية، جبهة النصرة لاجتياح مدينة عفرين.
وأبدت مصادر ميدانية من «حماية الشعب» في عفرين مخاوفها لـ«الوطن» من نية «النصرة» احتلال المدينة في ضوء الدعم اللوجستي التركي المقدم لها بدلاً من داعش من خلال فتح الحدود أمام تدفق أعداد كبيرة من الإرهابيين الأجانب في محيط عفرين، وحصولهم على أسلحة خفيفة وثقيلة من مافيات تهريب السلاح التي ما زالت تنشط بين طرفي الحدود بخلاف ما تدعي أنقرة. وأكدت المصادر جهوزيتها العالية لصد أي محاولة لفرع القاعدة من الاقتراب إلى حدود عفرين التي تضم ما يكفي من مقاتلي «حماية الشعب» لحمايتها من أي خطر، بعد أن استقدمت تعزيزات من عين العرب على الرغم من الاشتباكات التي يخوضها مع داعش الذي شن هجوماً لاستعادة بلدة صرين الإستراتيجية أمس الأول بعد أن سيطرت عليها الوحدات بداية الأسبوع الفائت.
وأوضحت المصادر، أن أعداداً غفيرة من مسلحي «النصرة» احتشدوا على حدود عفرين بأسلحتهم في مسعى لتجميع قواتهم وغزو المدينة، التي تضم أغلبية كردية من السكان، بهدف إنهاء حلم الإدارة الذاتية للمواطنين السوريين الأكراد في ثالث إقليم لهم بعد عين العرب والجزيرة، وهو الهدف الأساسي غير المعلن من الحرب التركية على داعش.
وباشرت «النصرة» عمليات «التحرش» بوحدات «حماية الشعب» لتعكير الأجواء معها بغية خلق ذرائع للتدخل في عفرين، وخاضت أمس اشتباكات معها في قرية ديوا التابعة لناحية جنديري المتاخمة لعفرين، الأمر الذي استدعى استنفار مقاتلي الوحدات في جميع مناطق سيطرتهم على الحدود التركية، وفق ما قالت مصادر أهلية لـ«الوطن».
وسبق لـ«النصرة»، أن حاولت مرات عديدة الهيمنة على عفرين خلال السنتين الأخيرتين لكنها فشلت بفضل دفاع المقاتلين الأكراد المستميت عنها إلا أن تغير الموقف التركي وسعيه لكسب أوراق جديدة دفع بفرع القاعدة في سورية لإعادة الكرّة من جديد.
ولفت مصدر معارض في «الجبهة الشامية»، أكبر تشكيل مسلح شمال حلب، إلى أن الجيش التركي لم يحرك ساكناً طوال الأسبوع المنصرم حيال داعش باستثناء رمايات مدفعيته على مواقع للتنظيم حين إعلان الحرب عليه، في حين ضرب مواقع لوحدات «حماية الشعب» في قرى حدودية واشتبك معها في أكثر من موقع.
وعبر رئيس الحكومة التركية المنتهية ولايته أحمد داوود أوغلو أخيراً وبشكل صريح عن موقف حكومته الساعي إلى «مد حبل النجاة (لما يسمى) المعارضة السورية المعتدلة» من دون دعم «وحدات حماية الشعب» التي تقاتل داعش والتي فتحت قاعدة «إنجرليك» الجوية لقتاله أمام «التحالف الدولي».