لهم خطتهم وأدواتها ولنا مقاومتنا وأبطالها
| بقلم: الأمين جوزيف سويد – رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي
ما استجد من وقائع وأحداث إنما تتقاطع جميعاً مع بعضها في سياق واحد وباتجاه واحد نحو الهدف الموضوع أساساً للخطة المرسومة أصلاً والتي يتم إعمال مفاعيلها والمضي بمرتسمها التنفيذي وفق واقع الحال ومستجداته على الأرض ومقتضى ذلك أن يتم التعاطي مع هذا الواقع وفق البراغماتية الأميركية.
وتأسيساً على ذلك فإنه من نافلة القول التحدث عن خلفية الغارات «الإسرائيلية» المتوالية على بعض المواقع في سورية والتي تأتي تزامناً مع تقدم الجيش السوري وبسط سيطرته على نقاط حساسة ومفصلية وإستراتيجية تخوله استكمال السيطرة على مساحة سورية كاملة، فتقدمه في ريف إدلب والإطباق على الكثير من المناطق ومنها مطار أبو الظهور رغم الضغوطات الدولية التي مورست على حلفائه لوقف تقدمه، فضلاً عن تصديه البارع لمحاولات الالتفاف عليه في ريف حماه وإلحاق أفدح الخسائر في صفوف المجموعات الإرهابية.
ضِف إلى ذلك اقتحامه لمنصات انطلاق الإرهابيين وتحصيناتهم على خط حرستا التي استُخدِمت لارتكاب مجزرة إدارة المركبات واتخاذ القيادة العسكرية والسياسية في سورية قرارها بوجوب وضع قواتنا المسلحة يدها على حرستا وتطهيرها بالكامل وبالتالي تضييق الخناق على مربعات الإرهاب المجاورة تمهيداً لإطلاق العملية الكبرى لتحرير كامل غوطة دمشق.
هذه الانهيارات في مواقع وتحصينات جبهة النصرة وما يتبعها من تنظيمات إرهابية والتي يعمل العثماني والسعودي والأميركي جاهداً للحفاظ عليها واستخدامها كورقة ضغط حين الحديث عن تسويةٍ ما، هذا كله اقتضى بالضرورة:
1. الغارات «الإسرائيلية» المتوالية على العديد من المواقع في محاولة لرفع معنويات وكيلها المتقهقر أمام تقدم جيشنا البطل.
2. إغارة الطائرات المسيّرة المنطلقة من مواقع سيطرة المسلحين المدربين على تصنيعها بريطانياً والمسيّرة وبـ«الأواكس» الأميركية على موقعي حميميم وطرطوس اللذين لا يمثلان فقط موقعاً عسكرياً وإنما هما في صميم السيادة الروسية، وإن كان لهذه الإغارة دلالتها ورسالتها فإن للرد الروسي الماحق أيضاً دلالته ورسالته.
3. جعجعة العثماني رجب طيب أردوغان وإعادة إطلاق خطابه التهويلي المبتذل مجدداً.
4. محاولة الأميركي لتشكيل ميليشيا جديدة مؤلفة من ثلاثين ألف عنصر من بقايا «قسد» المتهالكة وبعض الخونة والعملاء في الشمال الشرقي، بعد أن أخفق في إقامة المنطقة العازلة في الجنوب عبر بوابة «غرفة موك» التي اضطر مكرهاً لإغلاقها تحت ضربات الجيش السوري وحلفائه، وكما سقطت الميليشيا الأميركية جنوباً ستسقط شمالاً.
5. التحرك الحثيث من رعاة الحرب على سورية لإفشال مؤتمر سوتشي واغتياله في سعيهم لاستمرار الحرب وتحقيق استهدافاتها.
هذا كله إن هو إلا متغيرات وتكتيكات براغماتية متحولة ومتبدلة للمناورة على ما يتحقق من انتصارات وللمضي في الحرب التي خُطِط لها ويجري تنفيذها ضمن إطار الخطة الإستراتيجية الموضوعة أصلاً للمنطقة لجعلها مقطورات طائفية إثنية مذهبية متخلفة تقطرها قاطرة «إسرائيلية» متقدمة على ساحة سورية الطبيعية حيث تتموضع خريطة الحلم التوراتي من فلسطين إلى لبنان إلى العراق إلى سورية إلى الأردن الذي تخلى عنه الآن الأميركي والإسرائيلي والسعودي وهم مرتكزات وجود كيانه وعرشه، وسيكون لنا حديث عن هذا.
ولكن؛ ليس كل خطة يتم وضعها ورسمها على الطاولة تكون قابلة للتنفيذ بالضرورة على الأرض وإنما هي عرضة للكسر، وكما كسرناها في لبنان تحت ضربات المقاومة الوطنية والقومية فعاد المارينز مع أشلائهم وصاح «الإسرائيلي» بمكبرات الصوت: «لا تقتلونا فنحن راحلون»، وكان حينها الكبير حافظ الأسد يظلل تلك المقاومة بدعمه وإسناده ورعايته انطلاقاً من إيمانه القومي المبدئي والراسخ، فإننا الآن قاربنا على كسرها مجدداً بسواعد الجيش السوري الباسل والمقاومة الشعبية البطلة وإسناد الحلفاء المخلصين وفي خندقٍ يتماهى فيه الشعب السوري بمخزونه المقاوم الذي يعود إلى ما قبل التاريخ الجلي مع رجل مقاوم آمن بسورية وبشعبها وبأن الحياة وقفة عز فقط، وبأننا ملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ، أنه الأسد بشار.
لهم خطتهم وأدواتها، ولنا مقاومتنا وأبطالها، وسنرى.