سورية

أوسي: عدد المخطوفين من المسلحين زاد على عشرة آلاف وبالإمكان إجراء عمليات تبادل

جانبلات شكاي : 

كشف رئيس لجنة المصالحة في مجلس الشعب عمر أوسي عن إمكان حصول انفراجات في ملف المخطوفين الذين بات عددهم يزيد على عشرة آلاف، مؤكداً أن المفاوضات لمبادلتهم تجري مع كل المجموعات المسلحة وحتى مع داعش وجبهة النصرة، عبر وسطاء، وموضحاً في ذات الوقت أن عمليات الإفراج عن الموقوفين في الأجهزة المختصة أو المحالين إلى محكمة الإرهاب ستستمر بمكرمة من الرئيس بشار الأسد وعبر التنسيق مع وزير العدل نجم الأحمد وبمعدل دفعة كل أسبوعين أو ثلاثة.
وأفردت «الوطن» في عدديها الأخيرين حلقتين من اللقاء المطول مع أوسي، الذي يترأس أيضاً «المبادرة الوطنية للأكراد السوريين»، وتحدث خلالها عن الأوضاع المتوترة على الحدود السورية التركية، وعن الأوضاع السياسية للأكراد في سورية، وقال: إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو العدو الرئيسي والأساسي للأكراد، مشدداً على ضرورة عدم الثقة بالسياسات الأميركية لأن واشنطن هي من تآمرت على ثورة الملا مصطفى البارزاني وسلمت بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي الزعيم الكردي عبد اللـه أوجلان إلى تركيا.

وحذر أوسي في الجزء الأول من لقائه من أن تشهد الحدود المشتركة السورية التركية «تطورات مثيرة ودراماتيكية وخطيرة جداً قد تقلب الأوضاع حتى الميدانية»، معتبراً أن انضمام تركيا للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش إنما هي «مسرحية لضرب الأكراد والذهاب إلى انتخابات مبكرة وإقامة منطقة آمنة ضمن الأراضي السورية».
وفي الجزء الثاني حمل أوسي قيادات أحزاب «المجلس الوطني الكردي» المنضوية تحت الائتلاف الوطني المعارض، المسؤولية التاريخية في إفراغ المناطق الكردية في سورية من المكون الكردي، مشيدا بالدور الذي لعبته «وحدات حماية الشعب» في مواجهة داعش وجبهة النصرة، وأن هدف وحدات الشعب القادم هي مدينة الشدادي في محافظة الحسكة ومدينة الرقة في محافظة الرقة ومن ثم مدينة جرابلس على الحدود السورية التركية، ومؤكداً أن «الجيش السوري البطل لم يقصر مع وحدات الحماية بالدعم اللوجستي وحتى بالاشتراك معهم في الكثير من الجبهات»، لكنه انتقد الحكومات السورية المتعاقبة بما فيها الحالية وقال: إنها «خذلت» الأكراد وكانت نظرة «بعض الوزارات شوفينية» وحتى «عنصرية» أحياناً تجاه المكون الكردي، كما انتقد لجنة الأحزاب التي رفضت الترخيص لـ«المبادرة الوطنية» التي يترأسها، رغم أنهم أزالوا كلمة الكردية من اسمها لتتوافق مع قانون الأحزاب»، مشدداً أنه ورغم ذلك «فنحن سوريون أولاً ومن ثم أكراد».
وفي الجزء الأخير تحدث أوسي عن ملفي المخطوفين والموقوفين وعمل لجنة المصالحة في مجلس الشعب التي تضم 30 عضواً وقال: سأتحدث بصراحة، كنا نشكو في لجنة المصالحة البرلمانية من سوء التنسيق أو انعدامه في بعض الأحيان بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، أي بين الحكومة ولجنة المصالحة في البرلمان، لكن الوضع تغيير في الأسابيع الماضية وأصبح تنسيقنا جيداً مع الجهات المختصة في الحكومة بشأن ملف الموقوفين والمخطوفين والمفقودين وملفات الإغاثة وغيرها من الملفات ذات الاهتمام المشترك.

ننسق بشكل جيد مع وزارة العدل وتوسطنا لإطلاق سراح أكثر من 800 موقوف
وتابع: نحن ننسق الآن بشكل جيد مع وزارة العدل، وإلى حد ما مع وزارة المصالحة الوطنية، وقد قمنا عبر وزير العدل نجم الأحمد بالتوسط لإطلاق سراح دفعة من الموقوفين بلغ عددهم أكثر من 800 على خلفية الأحداث على دفعتين، وكانت الدفعة الأخيرة قبل وقفة عيد الفطر السعيد واستفاد منها 412 شخصاً كانوا محالين إلى محكمة الإرهاب أو من الجهات الأمنية.
وأضاف: لدينا مشروع لإطلاق سراح دفعات أخرى كل أسبوعين أو ثلاثة ويتم ذلك بمكرمة من الرئيس بشار الأسد، وإن شاء اللـه سيستمر الأمر وسنقوم بواجبنا في هذا الإطار.
وعن ملف المخطوفين لدى المجموعات المسلحة وآخر مستجداته قال أوسي: إنه الملف الأهم وهو إنساني ووطني بامتياز، حيث يعش أسر وأهالي المخطوفين وضعاً تراجيدياً وحالة إنسانية صعبة جداً ونحن نقدر مشاعرهم.
وأضاف: هذا الملف وضعناه على طاولة لجنة المصالحة الوطنية التي تضم 30 برلمانياً سيتفرغون في هذه العطلة الصيفية المقبلة للبحث عن المخطوفين على امتداد الجغرافيا الوطنية السورية بهدف الوصول إليهم مع توفر إمكانية المبادلة والتسويات.
وقال: لدينا بعض المؤشرات الإيجابية في هذا الاتجاه وبعض المناخات باتت أكثر ايجابية من السابق، وقمنا عبر وسطاء على سبيل المثال بالاتصال مع قادة بعض المسلحين في مناطق دوما وسجن التوبة حيث يوجد الآلاف من أهلنا العسكريين والمدنيين، وأقول لأهاليهم: إن هذا الملف هو في صلب اهتماماتنا وأولوياتنا وسوف نبذل جهدنا مهما كان الوضع معقداً وخطيراً وحتى لو كان على حساب حياتنا الشخصية وذلك بهدف إدخال البهجة والسرور لنفوس أهالي هؤلاء المخطوفين لاسترجاعهم وعودتهم مجدداً لحياتهم الطبيعية.
وأضاف: نحن ننسق في هذا الملف مع وزير العدل نجم الأحمد وأعتقد ونتوقع أن هذه المرة قد نحقق نجاحات أفضل ولا أريد الحديث مفصلاً في هذا الملف عبر وسائل الإعلام إلى حين نضوجه حتى لا تحبط أسر وعوائل وأهالي المخطوفين ولكن نؤكد لهم أننا نعمل على هذا الملف ليلاً نهاراً إن كان الأمر يتعلق بمخطوفي مدينة عدرا العمالية وفوج النقل وبقية المناطق في سجن التوبة بدوما أو في درعا أو مدرسة المشاة في حلب أو في مناطق وأرياف اللاذقية وحماة، نحن مستنفرون لهذه الغاية لأنه ملف يستحق هذا الاهتمام من مجلس الشعب السوري.

موقف الجهات الرسمية صار أكثر مرونة وبات بالإمكان إجراء عمليات التبادل لتحرير أسرانا
وإن كان يأمل بإنجاز عمليات تبادل يتم عبرها تحرير مخطوفين مقابل موقوفين لدى السلطات المختصة، قال أوسي: كنت شخصياً وزملائي في لجنة المصالحة مع إجراء مثل هذه التبادلات وحتى لو كانت في بعض الأحيان حساسة وخطيرة وقد يكون لها تداعيات سلبية، لأن قادة المسلحين والإرهابيين أحياناً يضعون لنا شروطاً تعجيزية بالإفراج عن بعض ممن ارتكب جرائم فظيعة بحق الشعب السوري، ولكن أعتقد أنه «كرمال عيون» المخطوفين وأهاليهم يجب تجاوز بعض الأمور وإجراء مثل هذه المبادلات والتسويات، وأطالب الجهات الرسمية بأن يفتحوا لنا هامشاً من الحركة لإجراء أو النجاح بإجراء مثل هذه المبادلات والتسويات.
وتابع: الآن الوضع بات أفضل وموقف الجهات الرسمية بات أكثر مرونة بعد أن تفاقم ملف المخطوفين وأنه بات بالإمكان إجراء مثل عمليات التبادل لتحرير أسرانا من يد تلك المجموعات الإرهابية المتوحشة.
وأوضح أوسي أن عدد المخطوفين كبير وهم أكثر من عشرة آلاف مخطوف، يعيشون، مع الأسف، ظروفاً إنسانية صعبة جداً ولدينا معلومات أنهم أحياء يرزقون في بعض المناطق وخصوصاً في سجن التوبة وبعض المناطق الأخرى، ورغم أوضاعهم الصعبة أؤكد مرة أخرى أننا سنسعى وسنبذل كل طاقاتنا وجهدنا لتحرير هؤلاء الأسرى.
وإن كان التفاوض ينسحب أيضاً مع تنظيمات المعرفة دولياً على أنها إرهابية مثل داعش وجبهة النصرة لتحرير الأسرى، قال: إن ذلك ممكن عبر التفاوض غير المباشر، ونحن لا نضع خطوطاً حمراء لعمل لجنة المصالحة في ملف المخطوفين، ومستعدون للتفاوض مع الجميع لتحرير المخطوفين، ويقوم بعض الوطنيين وبعض رجالات الدين والقامات الاجتماعية الوطنية في تلك المناطق بنقل بعض الرسائل بيننا وبعض قيادات المسلحين الإرهابيين، وبدأنا بذلك ولكن لا أفضل الدخول بالتفاصيل لأن الموضوع مهم وعلى جانب كبير من الحساسية والخطورة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن