رمزي في دمشق لتسليمها دعوة للحضور.. واجتماع للدول الضامنة لـ«أستانا» تمهيداً لـ«سوتشي» … دي ميستورا يبتز.. ويدعو لجولة مفاوضات «إعلامية» في فيينا
| الوطن
في محاولة أخيرة من قبل المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا للتشويش على جهود إطلاق مسار «سوتشي» للحوار، أكد بيان صادر عن مكتب دي ميستورا٬ أمس إرساله دعوات منفصلة إلى كل من الحكومة السورية، ولجنة التفاوض السورية، لحضور اجتماع خاص مع الأمم المتحدة في إطار العملية السياسية في جنيف، التي تعقد تحت رعاية الأمم المتحدة، وذلك يومي الخميس 25 والجمعة 26 كانون الثاني 2018.
وأكد البيان أنه لأسباب لوجستية، سيعقد هذا الاجتماع الخاص بمقر الأمم المتحدة في مركز فيينا الدولي في العاصمة النمساوية، وأن المبعوث الخاص يتطلع إلى مشاركة الوفدين في هذا الاجتماع الخاص، كما يتطلع إلى مجيء الوفود إلى فيينا وأن تكون مستعدة للانخراط الجدي معه ومع فريقه، والتركيز بوجه خاص على السلة الدستورية بجدول الأعمال، من أجل التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2254 لعام 2015.
ومن باب الغمز تجاه موسكو ومؤتمر الحوار الوطني الذي يحاول دي ميستورا ابتزازه، قال البيان: «في الوقت الذي يحضِّر فيه لجولة فيينا٬ يؤكد المبعوث الخاص مجدداً رؤية الأمم المتحدة بضرورة تقييم أي مبادرة سياسية، يقوم بها الفاعلون الدوليون على أساس قدرتها على الإسهام في دعم عملية جنيف السياسية، التي ترعاها الأمم المتحدة وفي التنفيذ الكامل للقرار٢٢٥٤».
ويأتي بيان دي ميستورا قبيل ساعات من وصول مساعده رمزي عز الدين رمزي إلى دمشق، ولقاء كبار المسؤولين في وزارة الخارجية والمغتربين، حيث كشف مصدر مطلع لـ«الوطن»، أن رمزي لم يأت إلى دمشق للتشاور حول إمكانية عقد جولة مفاوضات، بل من أجل تسليم الدعوة.
وحتى يوم أمس لم تكن دمشق قد تلقت أي دعوة من دي ميستورا، ولَم يكن لديها علم بنيته القيام بجولة مباحثات جديدة، على حين كانت الهيئة العليا للتفاوض على اطلاع بكل مشاريع ونيات دي ميستورا.
وبدا واضحاً من صيغة البيان أن الجولة التي يدعو إليها المبعوث الدولي «رمزية» و«إعلامية»، وتستمر ليومين فقط للبحث في سلة واحدة وهي الدستور، الأمر الذي يؤكد أن هدف الجولة التشويش فقط على «سوتشي»، الذي سينعقد في الثلاثين من الشهر ذاته، ومن المفترض أن يبحث أيضاً في أفكار تساعد على وضع دستور جديد للبلاد.
وبحسب أوساط مراقبة فإن «خطوة دي ميستورا تعد استفزازية تجاه المبادرة الروسية، وتؤكد أنها تأتي بالتنسيق مع واشنطن والرياض لإجهاض الحوار الوطني السوري المنتظر، والاكتفاء بالحوار مع مرتزقة الرياض والدول الغربية المعادية لسورية، واستبعاد الشعب السوري بمختلف مكوناته».
ومن المنتظر أن يلتقي اليوم رمزي عز الدين رمزي كبار المسؤولين في وزارة الخارجية والمغتربين، ويسلمهم الدعوة ويستمع منهم إلى ملاحظاتهم حول مشاركة دمشق في هذه الجولة، وخاصة أن الدعوة تصل قبل أسبوع فقط من انعقاد الجولة.
وتأتي هذه التطورات على وقع استمرار الجهود الروسية لعقد مؤتمر «سوتشي»، حيث بحث وزير الخارجية سيرغي لافروف مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، في اتصال هاتفي، بحسب بيان الخارجية الروسية، «سبل التحضير للمؤتمر كحدث مرحلي نحو التسوية السياسية في إطار المفاوضات برعاية الأمم المتحدة على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254».
من ناحية ثانية، نقل موقع «روسيا اليوم» عن مصدر في المكتب الإعلامي للسفارة التركية تأكيده، أن اجتماعاً سيعقد لممثلين عن الدول الضامنة لعملية أستانا وهي روسيا وإيران وتركيا حول التسوية السورية واتفاق الهدنة، في 19-20 من الشهر الجاري تمهيداً لمؤتمر «سوتشي».