واصل تقدمه في الريفين الحلبي والحموي وحاصر الإرهاب في جيوبه الأخيرة … الجيش يستعيد مطار أبو الظهور
| الوطن – وكالات
دخل الجيش العربي السوري مطار أبو الظهور، وحقق الانجاز الإستراتيجي المنتظر، معلنا بدء مرحلة ميدانية جديدة، لن تكون فيها الحسابات الإقليمية والدولية لما قبل الانجاز، كما هي بعدها، ولن يكون للإرهاب الذي حوصر في جيوبه الأخيرة، قاعدة انطلاق جديدة، على حين جبهة النصرة بدأت تستعد للحاق بشقيقتها داعش وحصد المصير ذاته.
مصدر إعلامي أفاد لـ«الوطن»، أن الجيش بمساندة القوات الرديفة والحليفة ومؤازرة الطيران الحربي، استعاد السيطرة الكاملة على مطار أبو الظهور بعد اشتباكات ضارية مع «النصرة» والميليشيات المسلحة المتحالفة معها وكبدهم خسائر فادحة بالأفراد والعتاد.
وبين المصدر، أن وحدات الهندسة في الجيش عملت على تمشيط المطار وتفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون في أنحائه ومحيطه.
ولفت المصدر إلى أن وحدات مشتركة من الجيش والقوات الرديفة نفذت منذ ساعات صباح أمس الأولى سلسلة عمليات عسكرية نوعية في ريفي حماة الشمالي الشرقي وإدلب الجنوبي تحت تغطية نارية كثيفة من سلاح الجو، سيطر خلالها على مساحات واسعة من جغرافية المنطقة المذكورة وعلى بعض التلال الإستراتيجية، كما استعاد السيطرة على قرى تل سلمو جنوبي ورسم عابد والبويطة والدبشية وزفير صغير وزفير كبير بعد اشتباكات عنيفة مع النصرة وميليشياتها قتل خلالها العشرات من الإرهابيين.
وبيَّن المصدر أيضاً، أن الوحدات المشتركة التي اقتحمت مطار أبو الظهور من جهته الجنوبية، وأردت العشرات من مسلحي «النصرة»، سيطرت على قرى الجعكية وحميدية شداد والحميدية الواقعة شرق المطار.
وفي ريف حلب الجنوبي، استعاد الجيش في طريقه إلى أبو الظهور قرى المزيونة والعلية وام وادي وفقاً لوكالة «سانا» للأنباء، التي أوضحت أنه وبعد استعادة المطار تابعت الوحدات التقدم لتستعيد قرية أم تينة الواقعة شمال غرب قرية قيطل بالريف الجنوبي لحلب.
وبسيطرة الجيش على المطار من عدة محاور فإنه يكون قد أغلق الثغرة بين ريف حلب وحماة وإدلب، وأطبق الحصار على «النصرة» وتنظيم داعش الإرهابي في مساحة تبلغ نحو 1200 كيلومتر مربع.
وبحسب وكالة «سانا»، فإن لمطار أبو الظهور أهمية إستراتيجية كنقطة ارتكاز متقدمة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وقاعدة مناسبة لانطلاق قوات الدعم وربط محاور التقدم في العمليات العسكرية المتواصلة لاجتثاث الإرهاب من ريف إدلب.
وتتيح السيطرة على مطار أبو الظهور، توسيع منطقة الأمان حول محافظة حماة، وحماية مدينة حلب من جهة الجنوب، كما أن المطار يبعد عن مدينة سراقب أحد أهم معاقل الإرهابيين في الريف الإدلبي نحو 23 كلم، وبالتالي فإن الإنجاز سيسمح لاحقا بإمكانية فتح الطريق وفك الحصار عن الفوعة وكفريا.
هذه التطورات تزامنت مع اشتداد الاشتباكات في محيط دمشق، حيث أفادت مصادر مطلعة على الوضع الميداني لـ«الوطن»، بأن سلاح الجو استهدف أمس مواقع وكتل أبنية يتحصن بداخلها مسلحو الميليشيات في بلدة حرستا، ومقرات وتجمعات للمسلحين في محور حرستا، بالترافق مع تنفيذ مدفعية الجيش عدة رمايات متقطعة على مواقع مسلحي الميليشيات على هذا المحور.
وأضافت المصادر: إن سلاح الجو استهدف طرق إمداد وكتل أبنية تابعة لميليشيا «فيلق الرحمن»، في محيط بلدة زملكا بالقطاع الأوسط بعدة ضربات جوية، على حين استهدف الجيش النقاط الخلفية والأمامية للميليشيات المسلحة في بلدة عربين بعدة صواريخ أرض – أرض قصيرة المدى.
من جانبها، أفادت مصادر إعلامية معارضة، بأن قوات الجيش جددت قصفها لمواقع المسلحين في بلدتي مسرابا والنشابية بالقذائف، بالإضافة لاستهدافها مناطق تمركزاتهم في مدينة حرستا بعد صواريخ أرض – أرض.
بموازاة ذلك، أعلن رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية يوري يفتوشينكو، بحسب وكالة «سبوتنيك» للأنباء، أنه تم بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري ليل الجمعة السبت إجلاء 10 أشخاص من مدينة دوما الخاضعة لسيطرة الميليشيات المسلحة، وذكر يفتوشينكو أن المجموعة ضمت 3 أطفال أسعفوا إلى المستشفى.
وفي جنوب دمشق، أكدت مصادر أهلية في جنوب العاصمة لـ«الوطن» سيطرة داعش على بناء يتمركز فيه مسلحو ميليشيا «جيش الإسلام» في حي الزين عقب هجوم «عنيف» بالصواريخ الفراغية، في أول استخدام من نوعه لهذه الصواريخ الحديثة من قبل تنظيم داعش.