ألمانيا طالبت مجلس الأمن بـ«موقف مسؤول» من عدوان أردوغان … موسكو: قيام واشنطن بـ«استفزاز متعمد» في سورية لن يخلق مركز قوة لها

| وكالات

أكدت روسيا أن الولايات المتحدة تقوم بـ«استفزاز متعمد» في سورية، وأنها من خلال نيتها إنشاء حرس حدود قوامه من «قوات سورية الديمقراطية- قسد» لن تتمكن من خلق «مركز قوة» لها هناك، مبدية «القلق» من مطالبة فرنسا باجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الملف السوري، على حين طالبت برلين المجلس بـ«موقف مسؤول» من العدوان.
ووفقاً للموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «منذ فترة طويلة نلفت الانتباه إلى أن الولايات المتحدة تتبع نهجاً لإنشاء أجهزة سلطة بديلة على جزء كبير من الأراضي السورية، وتقوم واشنطن بتوريد الأسلحة إلى سورية بشكل معلن وغير معلن لتسليمها إلى الفصائل (الميليشيات) التي تتعاون معها، وخاصة «قوات سورية الديمقراطية -(قسد)» التي تعتمد على قوات حماية الشعب الكردية».
وفي وقت سابق، كانت وسائل الإعلام، ذكرت أن «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة بدأ في سورية حشد «قوات أمن حدودية» بالتعاون مع فصائل كردية تشكلت سنة 2015 بدعم من واشنطن بذريعة مكافحة داعش، إلا أن واشنطن نفت ذلك لاحقاً.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي في موسكو: «تطويراً لهذا النهج الذي يمثل تدخلاً فظاً في شؤون سورية، تم الإعلان عن إنشاء قوة أمنية معينة على امتداد الحدود السورية مع تركيا والعراق، وبعد ذلك تم نفي هذه المعلومات بشكل غير مقنع، ولكن في الحقيقة كان هذا النشاط للسيطرة على الحدود مستمراً، وهذا إما عدم فهم للوضع وإما استفزاز متعمد».
وأعاد لافروف إلى الأذهان التصريحات السابقة لوزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين، التي دعت موسكو فيها إلى «ضبط النفس واحترام وحدة أراضي سورية»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تحاول عرقلة حوار الأكراد مع دمشق، وتشجع الميول الانفصالية وسط الأكراد، وتتجاهل الطابع الحساس والأبعاد الإقليمية للقضية الكردية.
من جانبه، اعتبر رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فيكتور بونداريف، أن الولايات المتحدة لن تتمكن عبر تشكيلها ما تسميه قوة حدودية في سورية من خلق «مركز قوة» لها هناك.
وبحسب ما ذكرت وكالة «سبوتنيك»، قال بونداريف خلال اجتماع عقده مع الملحق العسكري الصيني لدى موسكو كوي يانفي، إن الأميركيين فضلوا استعراض قوتهم في سورية، ولكن هذه التصرفات لن تفلح ولن تسفر عن أي شيء ملموس.
وأكد بونداريف وهو قائد القوات الجوية الفضائية الروسية السابق، أن جميع محاولات الجانب الأميركي تشكيل قوة حدودية في سورية ستبوء بالفشل.
في سياق متصل، اعتبر لافروف أن المبادرة الفرنسية لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في سورية «متحيزة، تجاه أحداث معينة خاصة بالتسوية السورية، وإنها تثير قلقنا».
وأضاف: إن الدول الغربية تحاول إثارة ضجة حول الوضع في الغوطة الشرقية وإدلب، وتتجاهل وجود جماعات مسلحة قريبة من «جبهة النصرة» في الغوطة الشرقية، التي تقصف دمشق، بما في ذلك السفارة الروسية، مشيراً إلى أن الدول الغربية تتجاهل الواقع أنه بدأت عملية إجلاء النساء والأطفال المحتاجين إلى مساعدات طبية عاجلة، من الغوطة الشرقية، وذلك بفضل جهود الحكومة السورية والعسكريين الروس.
واعتبر لافروف أنه من اللافت أن دول الغرب تعبر عن قلقها بشأن إدلب والغوطة الشرقية، وفي الوقت ذاته لا ترغب في النظر إلى عملية التحالف بقيادة الولايات المتحدة في الرقة.
وأضاف: «نصر على اهتمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بهذا الموضوع».
وتابع: إن «الولايات المتحدة بالتحالف الذي تقوده تسعى للتعامل مع «جبهة النصرة» برحمة، لكي تحافظ على هذه الجماعة لتغيير النظام، في إطار ما يسمى بـ«خطة ب»، وهذا أمر مرفوض تماماً بالنسبة إلينا، وسنتصدى بشدة لهذه المحاولات».
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان دعا السبت الماضي مجلس الأمن لاجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث الأوضاع في سورية، وعقدت الجلسة المغلقة أمس بعدما كان مقرراً لها أن تكون الجلسة للاستماع إلى تقرير لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك حول زيارته الأخيرة لسورية» بحسب ما أوردت وكالة الأناضول.
واتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، فرنسا بالوقوف إلى جانب «وحدات حماية الشعب»، وقال خلال مؤتمر صحفي في العاصمة العراقية بغداد، ليل الأحد – الإثنين، إن نقل ملف عملية «غصن الزيتون» من قبل فرنسا أو أي دولة أخرى إلى الأمم المتحدة، ستعتبرها تركيا وقفة إلى جانب «الوحدات الكردية» ضدها.
وبدأت أنقرة السبت عدواناً على مدينة عفرين في شمال حلب شاركت فيه طائراتها بقصف مواقع لـ«قسد» و«وحدات الحماية».
من جانبها صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية، ماريا اديبار، بأن بلادها تعول على موقف «مسؤول» من مجلس الأمن بخصوص التحركات العسكرية التركية في عفرين.
وأضافت في إحاطة إعلامية قدمتها أمس: «ندعو كل الأطراف أن تنأى بنفسها عن الخطوات غير المدروسة حتى لا تؤدي إلى تفاقم تصعيد الصراع في سورية والذي يجب حله عبر الوسائل الدبلوماسية».
وبدا لافتاً أول من أمس إقرار وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس بأن عدوان عفرين جرى بالتنسيق مع بلاده.
وقال ماتيس: إن لتركيا المنضوية في الحلف الأطلسي مخاوف «مشروعة» في سورية، وإن مسؤولين أميركيين تبلغوا مسبقاً بالعملية العسكرية التركية.
وأضاف ماتيس في تصريحات للصحفيين على متن طائرة عسكرية أثناء توجهه إلى آسيا «كانت تركيا صريحة.. لقد أبلغونا قبل شن الحملة الجوية التي كانوا يعتزمون القيام بها وبالتشاور معنا، نحن نعمل الآن على كيفية المضي قدماً».