ثقافة وفن

حفل إشهار مؤسسة «تمكين للتنمية» … العمل في المجال التنموي نابع من الواقع الذي تعيشه بلادنا

| سارة سلامة- ت: طارق السعدوني

من طموحها العمل لتكون قصة نجاح في المجتمع السوري، وذلك نابع من إيمانها بخلق جيل واع قادر على تحمل المسؤولية، متمكن من تملكه للأدوات اللازمة لتصبح بدورها المحرك الأساسي للنهوض التنموي، حيث وضعت نصب عينيها إحداث التغيير في المجال التنموي وذلك لإيمانها بقدرات الشباب السوري بمختلف فئاته، هي مؤسسة «تمكين للتنمية» التي أقامت حفل إشهار في دار الأسد للثقافة والفنون، و«تمكين» هي مؤسسة تنموية أشهرت مطلع الشهر التاسع من العام 2017، لدى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وتتخذ من ريف دمشق مقراً رئيسياً لها على مساحة كل سورية ومناطقها.

تتضافر جهودناً معاً
وأكدت فاطمة أرشيد ممثلة عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل: «نحن كجهة معنية بذوي الإعاقة حاولنا الاعتناء بهم وألا ندخر جهداً لتقديمه لهم لكي نضعهم على الطريق السليم الذي يدمجهم بمجتمعنا على كل المستويات، ليس الدمج فحسب بل أن نعمل على تمكينهم ليأخذوا دورهم الصحيح في المجتمع، لذا جاءت مؤسسة تمكين لتكون جزءاً من هذه الجهود ولنشد على أيديهم لتتضافر جهودناً معاً لأن ما نعيشه في ظل الحرب ومفرزاتها يستدعي تضافر كل الجهود».

قلب سوري نابض واحد
من جهتها قالت سفيرة مؤسسة تمكين الممثلة رنا شميس في تصريح خاص لــ«الوطن»: «أنا سعيدة بخيار المؤسسة لأكون سفيرة لها لأنني ضعيفة أمام أي شيء إنساني، وخاصة أننا نمرّ بمرحلة حساسة في البلد من خلال الحرب التي نعيشها، فمنذ أن بدأت الحرب بدأنا نفقد الكثير من الميزات والخصل التي تميزنا نحن كسوريين وعلى رأسها الإنسانية وهذا الشيء يحزنني كثيراً».
وأضافت شميس: «إنني آمل من هذه المؤسسة بفروعها المتعددة مساعدة كل شخص بحاجة فعلية وحقيقية للمساعدة ودعمه وأن نعمل على الاهتمام بجميع متطلباته لنشعره بأهميته في المجتمع، لأن أي شخص فينا معرض بأي لحظة أن تتغير موازين حياته من خلال موقف ما أو إصابة معينة، وهذا شيء صعب جداً على الإنسان الذي كان يعيش حياة طبيعية وقادر على الإنتاج أو أن يفعل أي شيء يحب أن يعمله، ومع «تمكين» سنرى أن كل الأشخاص الذين يحتاجون للمساعدة سنكون إلى جانبهم لنشكل مع بعضنا قلب سورية النابض».
ولدت من رحم الواقع

وفي مؤتمر صحفي عقدته عقب حفل الإشهار قال بلال ديب المؤسس وعضو مجلس الأمناء: «إن المؤسسة تهدف وفقاً لقرار الإشهار إلى رعاية وتدريب وتأهيل وتطوير وتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة وإنشاء دور ومراكز متخصصة بهذا الشأن، وتأمين مستلزمات وحاجيات ذوي الإعاقة من (أطراف صناعية، كراسٍ، معينات حركية، سمعية، بصرية)، وإقامة مشروعات تنموية يعود ريعها للمؤسسة لتتمكن من تحقيق أهدافها، وتأمين فرص عمل تتناسب مع قدرات ذوي الإعاقة ما يسهل إعادة دمجهم بالمجتمع، والمساهمة في دعم مصابي الحرب والمتضررين منها ووضع الخطط والبرامج لتمكينهم من اكتساب الخبرات والمهارات التي تساعدهم في إعداد مشروعات تنموية يعود ريعها إليهم، وتشجيع ودعم إقامة الصناعات اليدوية والحرفية التي يعود ريعها لذوي الإعاقة والفئات التي تستهدفها المؤسسة».
وأضاف ديب: «إن مؤسسة تمكين ولدت من رحم الواقع وهي استجابة واقعية لاحتياجات المجتمع السوري الذي عانى من حرب طويلة أنتجت الكثير من المعاناة وسببت الكثير من المآسي وخلفت حالات مختلفة تتطلب من المجتمع المحلي أن يستجيب لها بكل الوسائل.
وأعلن ديب «أن المؤسسة ستعمل على إنجاز مجموعة من المشروعات التي ستشكل الخطة الإستراتيجية لعملها خلال العام 2018 وتتضمن مجموعة من المشروعات وهي: (تحديّ، دعم، بناء، سند، شوية فن، المنصة الافتراضية، مبيناً أن المؤسسة تعتمد على مجموعة من الفرق التنفيذية التي تعد بمنزلة أذرع لها في تنفيذ برامجها ومشروعاتها وهي: (فريق إنجاز، فريق بعل، فريق موزارت، فريق غاما، فريق غصن الزيتون، وفريق لحظة فرح».
وختم ديب: «إن المؤسسة ستعمل في المدى القريب على إنشاء مركز استشاري متخصص يضم نخبة واسعة من المختصين في مجالات طبية ونفسية واجتماعية لتقديم كل أنواع الدعم المطلوب للشرائح المستفيدة من برامج المؤسسة، كما تعمل المؤسسة على بناء الشركات الإستراتيجية مع المؤسسات والهيئات الخاصة والعامة والدولية ضمن القانون النافذ والسعي في المستقبل لتأسيس وإنشاء أكاديمية تمكين لذوي الهمم التي تعتبر فكرة رائدة في مجال التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة».

إحداث تغيير إيجابي
ومما جاء في كلمة المؤسسة في حفل الإشهار «كلنا واحد»: «بأنه لطالما وددت أن أدعم وأشجع أي فكرة أو عمل أو إنجاز حقيقي في سبيل العمل الإنساني فلذلك يستحق الحديث عنه، فنحن كسوريين تربينا على حب العطاء والإحساس بأهمية ذواتنا بقدر ما نبذل ونقدم للآخر، وحين عرفت مؤسسة تمكين لمست فيها الفرق في الأداء والفكر والأهداف وآمنت بالرسالة التي تحملها وهي الإيمان بأن أهم الاستثمارات نجاحاً هي الإنسان، أردت أن أشارك كوادرها لنشكل معاً قصة نجاح في المجتمع، وكانت في البداية انطلاقتنا من الإيمان بقدرات المجتمع السوري بمختلف فئاته ولاسيما الشباب، ووضعنا نصب أعيننا إحداث تغيير إيجابي في مجال العمل التنموي بكل آفاقه ومجالاته، لنسهم معاً في خلق جيل مثقف واع وقادر على تحمل المسؤولية، عبر تمكينه من امتلاك أدواته اللازمة ليصبح المحرك الأساسي للنهوض التنموي».
وأضافت المؤسسة: «إن الفن من أهم الأدوات التي اعتمدنا عليها وحاولنا توظيفها في خدمة أهداف المؤسسة التي خلقت من الواقع وتوجهت إليه، وكي تنتقل رؤيتنا من حيز التنظير إلى حيز الواقع كان لا بدّ لنا من إنشاء البنية المؤسساتية فكانت مؤسسة تمكين، وأن العمل في المجال التنموي والإنساني نابع من الواقع الذي تعيشه بلادنا ومما فرضته الحرب من احتياجات ومتطلبات، وهذا المسار يحتم علينا التزام أخلاقيات كالعدالة والمساواة وامتلاك الرؤية العلمية الهادفة للمساهمة في بناء مجتمع سليم واع ومتمكن، مجتمع أقوى وأفضل، ولذلك فإن زيادة القدرات الروحية والإبداعية والاجتماعية والاقتصادية للأفراد والمجتمع لا بد أن تعتمد على تعزيز الطاقات الإيجابية الكامنة وتطويرها وزيادة تراكمها وخلق كل ما هو جديد ليكمل الموجود بشكل منظم وهادف»، موضحة أنه «وانطلاقاً من هذا توجهنا بمشروعاتنا إلى جميع فئات المجتمع من رجال ونساء وآباء وأمهات وأطفال ومراهقين وشباب وبالغين وكهول من ذوي إعاقة ومصابي حرب، كل حسب احتياجاته فصممنا مشروعات عدة ستقوم مؤسساتنا بالعمل على تنفيذها عبر فرقها المتنوعة وعلى امتداد مساحة سورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن