العاملون في الأونروا والفصائل الفلسطينية يحذرون من مجاعة المخيمات … زيارة بنس إلى القدس تشعل فتيل الانتفاضة و«إسرائيل» تتأهب للمواجهة
| فلسطين المحتلة- محمد أبو شباب
أشعلت زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى مدينة القدس والمنطقة الغضب الفلسطيني، وشهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضراباً شاملاً أعاد إلى الأذهان بدايات الانتفاضة الجديدة، حين قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السادس من كانون الأول الماضي نقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة، واعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال، انفجرت حينها الأراضي الفلسطينية في وجه الاحتلال وسقط خلالها نحو 20 شهيداً ومئات الجرحى.
وقد شل الإضراب الشامل المدن الفلسطينية كافة، بالتزامن مع زيارة بنس إلى القدس المحتلة، التي توشحت بالسواد فور وصوله، وذلك في ظل الغضب الفلسطيني العارم على قرارات واشنطن.
وأغلقت المحال التجارية أبوابها، وذلك التزاماً بالإضراب الشامل، واندلعت مواجهات في أكثر من محور في الضفة المحتلة أسفرت عن وقوع جرحى.
وفي تطور لاحق أصيب شابان فلسطينيان بجروح، بعد أن فتحت قوات الاحتلال التي وضعت في حالة تأهب لمواجهة الغضب الفلسطيني النار باتجاههما على حاجز زعترة في نابلس بزعم محاولتهما طعن جنود الاحتلال.
كما أصدرت القوى الوطنية والإسلامية بياناً اعتبرت فيه يوم الجمعة القادم يوم غضب في الأراضي الفلسطينية كافّة، رفضاً للقرارات الأميركية، ودعت القوى الوطنية جماهير الأرض المحتلة في غزة والضفة للاشتباك مع الاحتلال في محاور التماس كافة، والاستمرار في انتفاضة القدس لنصرتها في وجه المخططات الصهيونية والأميركية، مؤكدة في الوقت ذاته أن الانتفاضة الفلسطينية ستزداد اشتعالاً في وجه الاحتلال.
بدورها أكدت الفصائل الفلسطينية، أن الرد على القرارات والاستفزازات الأميركية والإسرائيلية هو بتصعيد مقاومة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل لـ«الوطن»: «هناك مخططات باتت واضحة من الإدارة الأميركية وهي عملية تصفية القضية الفلسطينية، ونقل السفارة للقدس، وحجب المساعدات عن الأونروا ما هو إلا تنفيذ لهذا المخطط الخبيث».
وشدد المدلل على ضرورة تصعيد المقاومة في الضفة المحتلة في وجه الاحتلال، وتطوير الانتفاضة، لإرغام الاحتلال على الرحيل، وأن المقاومة هي السبيل لتوجيه ضربات موجعة للاحتلال وواشنطن».
بدوره قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين صالح ناصر لـ«الوطن»: إن «إلغاء اتفاق أوسلو الأسود ووقف التنسيق الأمني، وتصعيد المقاومة هي السبيل الوحيد للرد على القرارات الأميركية، التي تستهدف القضية الفلسطينية».
وشدد ناصر على أن قرارات واشنطن بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه، لن تسقط الحقوق الفلسطينية، وأن ما تفعله واشنطن تجاه القدس واللاجئين هو ابتزاز سياسي قذر مرفوض فلسطينياً، ولا يمكن القبول به، لأن الحقوق الفلسطينية راسخة في كل المواثيق والأعراف الدولية.
في سياق متصل حذر الاتحاد العام للموظفين في الأونروا والفصائل الفلسطينية من مجاعة في المخيمات الفلسطينية، في حال تمت تصفية عمل الأونروا وفق ما تخطط له واشنطن وحكومة الكيان الإسرائيلي.
وقال بيان صادر عن الاتحاد تلقت «الوطن» نسخة منه: إن «الأونروا ستواصل عملها، ولن تفلح كل المخططات لتصفية عملها في مناطق عملياتها الخمس في سورية والأردن ولبنان والضفة وغزة».
وأشار اتحاد الأونروا في بيانه إلى أن «المفوض العام للأونروا أطلق نداء استغاثة من غزة لجمع التبرعات للأونروا، لتعويض الدعم الأميركي الذي توقف، ولن تستطيع أي قوة في الأرض محو قضية اللاجئين لأنها قضية عادلة».
وحذر الاتحاد في بيان له، من مجاعة حقيقة في المخيمات إذا لم تقم دول العالم بتقديم الدعم للأونروا للاستمرار في عملها».
في غضون ذلك تساءل السياسي الفلسطيني وجيه أبو ظريفة خلال حديثه مع «الوطن»: «ماذا ينتظر العالم حين يتم إلغاء الأونروا؟ أينتظر مجاعة في المخيمات التي ستنفجر في وجه العالم؟
نحن نحذر من عواقب القرارات الأميركية العمياء والحاقدة على القضية الفلسطينية».
وأكد أبو ظريفة، أن 6 ملايين لاجئ لن يصمتوا على حقوقهم وسينتفضون في وجه واشنطن والاحتلال الذي يحاول شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين.
وكانت مؤسسات ومرافق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين علقت لأول مرة عملها بمناطق قطاع غزة كافة، وذلك احتجاجاً على التقليصات الأميركية الأخيرة.
كما أعلنت الأونروا عن سلسلة من الفعاليات الاحتجاجية في كل مناطق عملياتها في الأراضي المحتلة ومخيمات الشتات ستنظم الأسبوع المقبل رفضاً للقرارات الأميركية بحقها.