لا متفائل إزاء اجتماع فيينا… وروسيا تريد من «سوتشي» القول إن «السوريين يريدون الحل» … خدام: عملية عفرين قد تفجر مشكلات داخلية في تركيا
| موفق محمد
أبدت «هيئة التنسيق الوطنية- حركة التغيير الديمقراطي» المعارضة، عدم تفاؤلها حيال اجتماع فيينا القادم، واعتبرت أن روسيا تحاول أن تقول من خلال مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي إن «السوريين يريدون الحل». ورأت أن تزايد انخراط الولايات المتحدة في الملف السوري يأتي بعد أن وجدت أن مشروعها شرقي الفرات سوف يفشل، معتبرة أن العدوان التركي على عفرين سوف تدفع أنقرة ثمنه باهظاً.
وفي مقابلة مع «الوطن»، قال المتحدث باسم الهيئة منذر خدام في رده على سؤال حول مسار الأزمة السورية في ظل قرب انعقاد اجتماع فينا ومؤتمر سوتشي، قال: «تسير نحو إنضاج حل ما لها».
ومن المقرر، أن تستضيف فيينا يومي 25 و26 الشهر الجاري اجتماعاً خاصاً في إطار مسار جنيف، وتأكد أن وفد الجمهورية العربية السورية سيحضر هذا الاجتماع الذي سيخصص للبحث في سلتين فقط هما الدستور والانتخابات، وكذلك وفد المعارضة، على حين من المقرر عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية في الثلاثين من الجاري.
وأوضح خدام، أن «مسار جنيف كما هو معلوم متعثر، وكنت في أكثر من مناسبة قلت إنه لن يفضي إلى أي نتيجة خصوصاً بعد تغير الوضع الميداني وتغير كثير من المواقف الدولية، ولذلك تحاول روسيا أن تقول من خلال سوتشي السوريون يريدون الحل وهذا هو الحل نقدمه لهم، أما لقاء فيينا فحسب بعض المعلومات الهدف منه هو نوع من التشاور حول مبادرة أميركية أوروبية».
وبالتوازي عقد وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية ريكس تيلرسون في باريس اجتماعاً مع نظرائه الفرنسي والبريطاني والسعودي والأردني، كانت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية كشفت أن تيلرسون سيقدم خلاله «لا ورقة» تتضمن تعديلات على مواد في الدستور السوري الحالي، ومشروعاً لتنظيم انتخابات بإشراف الأمم المتحدة.
واعتبر خدام، في رده على سؤال حول تزايد الانخراط الأميركي في الملف السوري، أن أميركا «لا تريد أن تترك الملف لروسيا وحدها خصوصاً بعد أن وجدت أن مشروعها شرقي الفرات سوف يفشل».
وأعرب المتحدث باسم «هيئة التنسيق الوطنية- حركة التغيير الديمقراطي» عن اعتقاده بأن اللا ورقة الأميركية ليست موجهة ضد مؤتمر سوتشي، «بل لتحريك مسار جنيف».
وقام وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة أول من أمس بزيارة إلى موسكو التقى خلالها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وعن ‘مكان روسيا أن تقنع الوفد بتعديل رؤيته لحل الأزمة السورية المستمرة منذ نحو سبع سنوات، قال خدام: «سوف تحاول إقناعه بالمشاركة في سوتشي مع ضمان أن مخرجات سوتشي سوف يتم إظهارها في جنيف».
وتوقع خدام، أن يركز مؤتمر سوتشي على القضايا ذاتها التي يتم بحثها في جنيف أي «الدستور والانتخابات وحكومة المرحلة الانتقالية وقد يشكل لها لجان للبحث فيها».
وحول العدوان الذي يشنه النظام التركي على منطقة عفرين شمال حلب وإلى ماذا ترمي أنقرة من وراء ذلك، قال خدام: «تركيا تشعر بأن أوراقها في سورية تسقط الواحدة تلو الأخرى، وبعد أن فشلت في إقناع روسيا بالضغط على النظام لكي يوقف هجوم الجيش على مناطق سيطرة «جبهة النصرة» تحاول التعويض في عفرين وفي شمال حلب، لكن سوف تدفع ثمناً باهظاً ربما يفجر مشكلات داخلية لديها».
وإن كانت عملية عفرين جاءت بالتوافق أو التفاهم مع روسيا وأميركا، قال خدام: «جاءت بعلمهم نعم لكن أشك إن كانت روسيا أو أميركا موافقتين عليها».
وعن تأثير هذه العملية في زيادة توتر العلاقات بين تركيا وأميركا، أعرب خدام عن اعتقاده بأن أميركا «ربما تعيد حساباتها. لقد استفزت الأتراك كثيراً لذلك فهي سوف تنخرط بقوة أكثر في الحل السياسي».
وإن كان يعتقد بأن هناك رابطاً بين البدء بعملية عفرين وإعلان موسكو أن الكرد مدعوون إلى مؤتمر سوتشي، قال خدام: «علمت أن الكرد سوف يقاطعون سوتشي ردا على ما يحسبونه تواطؤا روسياً مع تركيا، لكن في مقابل ذلك فإن جماعة تركيا في المعارضة السورية سوف يحظرون».