موسكو اعتبرت أن تردي الأوضاع سببه تصرفات واشنطن غير المسؤولة … «حميميم»: لم نقدم وعوداً للأكراد بالاستقلال ولا ندعم الهجوم التركي
| الوطن – وكالات
أكدت روسيا أنها لم تقدم وعوداً للأكراد بالحصول على استقلالية خاصة شمال سورية، وأنها لا تدعم العدوان التركي على مدينة عفرين، وأرجعت سبب تردي الأوضاع إلى تصرفات واشنطن غير المسؤولة بصناعة كيانات شبه حكومية على أسس قومية وطائفية في المنطقة.
من جانبها، أكدت تركيا أنها تسعى لتفادي أي اشتباك مع القوات السورية أو الروسية أو الأميركية، على حين اتهمت واشنطن، أنقرة بأن عمليتها في عفرين تشتت الجهود الرامية إلى دحر تنظيم داعش الإرهابي من سورية.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أمس، أن الكرملين لا يعلق على تصريحات ممثلي «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تتهم روسيا بـ«الخيانة» بسبب عملية ما سمته تركيا «غصن الزيتون» في مدينة عفرين.
وقال بيسكوف للصحفيين رداً عن طلب التعليق على هذه التصريحات، وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك»: «لا، لن أضيف أي شيء عما أعلنته يوم أمس (الإثنين) حول العملية التركية».
من جانبه، ذكر الناطق باسم القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية، ألكسندر إيفانوف، أن الرسائل الخاصة إلى بريد القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية تظهر استياءً شديد اللهجة من قبل أفراد المجتمع الكردي في سورية.
وقال: «لم تقدم موسكو وعوداً للأكراد بالحصول على استقلالية خاصة بهم شمال سورية، كما أننا لا ندعم الهجوم التركي في مدينة عفرين ونعتقد أن سبب تردي الأوضاع هو تصرفات واشنطن غير المسؤولة بصناعة كيانات شبه حكومية على أسس قومية وطائفية في المنطقة».
يأتي ذلك بعد سلسلة اتهامات وجهها القائد العام لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، سبان حمو، خلال حديث له نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» المملوكة للنظام السعودي.
كما ذكرت «القناة المركزية» بمنشور للناطق باسمها، ذكر فيه، أن «المركز الروسي يعمل على اتخاذ إجراءات لمساعدة النازحين من منطقة عفرين شمالي محافظة حلب، وفي المستقبل القريب يعتزم تقديم الغذاء ومياه الشرب والأساسيات لهم».
في المقابل، ترأس رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، اجتماعاً أمنياً في المجمع الرئاسي بحضور كبار المسؤولين المعنيين، للاطلاع على تطورات عملية «غص الزيتون»، بحسب وكالة «الأناضول».
وقال متحدث باسم الرئيس التركي إبراهيم كالين أمس، وفق وكالة «رويترز»: إن العمليات العسكرية التركية في سورية ستنتهي حين يستطيع 3.5 ملايين لاجئ سوري في تركيا العودة إلى بلادهم سالمين.
من جانب آخر، نقلت «رويترز» عن قناة «خبر ترك» التلفزيونية التركية، أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قال: إن بلاده تسعى لتفادي أي اشتباك مع القوات السورية أو الروسية أو الأميركية خلال عمليتها في شمال سورية لكنها ستتخذ كل الخطوات اللازمة لضمان أمنها.
وحثت كل من الولايات المتحدة وروسيا تركيا على التحلي بضبط النفس في عمليتها على منطقة عفرين.
ونقلت خبر ترك عن جاويش أوغلو قوله: «الإرهابيون في منبج يطلقون دائماً نيراناً استفزازية، إذا لم توقف الولايات المتحدة هذا فسنوقفه نحن».
وتابع: «يجب أن أتخذ أي خطوة لازمة. وإذا لم أفعل، سيكون مستقبل بلدنا في خطر. لا نخشى أحداً في هذا ونحن مصممون. لن نعيش في خوف وتهديد».
وأثار دعم الولايات المتحدة لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية غضب أنقرة التي تعتبر الوحدات تهديداً أمنياً لها، وهذا الدعم أحد عدة أمور أدت إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وحليفتها تركيا.
وقال جاويش أوغلو: «مستقبل علاقاتنا يعتمد على الخطوة التالية التي ستتخذها الولايات المتحدة».
في الغضون، اتهم وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أمس، أنقرة بأن عمليتها في عفرين تشتت الجهود الرامية إلى دحر داعش من سورية.
وفي تصريح أدلى به خلال زيارته إلى إندونيسيا أمس، بحسب قناة «روسيا اليوم»، دعا ماتيس تركيا إلى ضبط النفس، مشيراً إلى أن اندلاع العنف عرقل العودة السلمية للاجئين إلى المنطقة.
وقال: «هذا الأمر يمكن أن يستغله داعش والقاعدة، ومن الواضح أننا لسنا بصدد التركيز عليهم الآن. ومن الواضح أن (العملية التركية) قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي تمر بها معظم مناطق سورية».
في الأثناء، وصل وفد أميركي رفيع المستوى يرأسه جوناثان كوهين نائب وكيل وزارة الخارجية الأميركية إلى العاصمة التركية أنقرة ليل الإثنين لإجراء محادثات مع المسؤولين الأتراك حول الوضع في عفرين. ونقلت وكالة «الأناضول» عن مصادر دبلوماسية تركية قولها: إن الوفد الذي يضم أيضاً مسؤولين بوزارة الدفاع الأميركية، سيُجري محادثات مع مسؤولين بوزارة الخارجية ورئاسة الأركان التركيتين.
من جانبه، أبدى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان قلقه أمس، إزاء العملية العسكرية التركية في شمال سورية ودعا حكومة أنقرة إلى ضبط النفس.
وأضاف للصحفيين، وفق «رويترز»، «أتيحت لي فرصة إبلاغ نظيري التركي… بأن هذا الهجوم يقلقنا».
وتابع: «رغم أننا نتفهم قلق تركيا إزاء أمن الحدود، لا يسعنا سوى أن ندعو تركيا للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس فيما يتعلق بهذا الأمر».