رياضة

الدوري الممتاز يعود ومعه ضجيج الملاعب … منافسة ساخنة على الصدارة وطاحنة على الهروب من المؤخرة

| ناصر النجار

عودة الدوري الممتاز تحرك عجلة الجماهير الكروية التي استعدت له بالشكل الأمثل عبر مواقع التواصل الإلكتروني، والاستعداد الأمثل كان للأندية التي أصلحت ما ينبغي إصلاحه من عثرات وأخطاء وعالجت لاعبيها المصابين، وقيمت المرحلة الماضية لتدخل مرحلة طاحنة بكل ما تعني الكلمة من معنى، ورغم أن الدوري موزع على ثلاثة طوابق على الأقل إلا أن ذلك لا يمنح الأمان لأي فريق سواء على صعيد الفرق المنافسة أم بقية الفرق التي هي بميزان واحد رغم الفوارق النقطية، لأن كل شيء ممكن أن يتلاشى إن لم تسعف هذه الفرق النتائج الإيجابية، استراحة الدوري كانت جيدة ومباريات الكأس حركت النشاط ووقف المدربون فيها على جاهزية فرقهم البدنية وغيرها… كيف ستكون مباريات هذا الأسبوع؟ وما أبرز المواقف المنتظرة؟ كل ذلك سنراه بالتفاصيل القادمة.

على طريق القمة
الجيش يستقبل بالفيحاء فريق الكرامة، المباراة من وجهة نظرنا قوية نظراً للمقومات التي يتمتع بها الفريقان ولاعبوهما، ورغم أن الكرامة لم يقدم نفسه حتى الآن بالشكل الصحيح إلا أنه يملك من الإمكانيات الكثير ليكون منافساً قوياً ومزعجاً لفريق الجيش صاحب الصدارة.
فريق الجيش يسير بالدوري على (الهدا) بفريق أغلبه من الشباب الموهوبين الذين يحتاجون إلى الخبرة، ومشكلة الفريق رغم ثقل مهاجميه إلا أنه يفتقد اللاعب القناص الذي يهوى مغازلة الشباك، لذلك فإن الفوز الذي يحققه الفريق يكون دوماً بغاية الصعوبة مع الإشارة إلى ميزة الفريق الدفاعية التي من الصعب اختراق منطقة عملياته.
الجيش في لقاء الكرامة ستنصب حساباته على الفوز، فالفوارق بينه وبين مطارديه لم تعد واسعة، لذلك فالحذر الحذر سيكون شعار الفريق في هذه المباراة التي تجمع ذكريات الزمان الجميلة.
الضيف قدم بداية جيدة لكن فترت همته بعدها، وتراوحت نتائجه بين الجيدة وغير ذلك، وتأثرت صفوفه بالنقص العددي نظراً لتأثرها بوفرة البطاقات الحمراء التي تلقاها لاعبو الفريق، الكرامة ينشد الفوز لأنه بموقع لا يحسد عليه، وهو يطمح لذلك عبر استعداد جيد يأمل أن يثمر عن نتيجة جيدة بعيدة كل البعد عن الخسارة، وأقلها التعادل، وهو قادر على فعل ذلك إن قدم الفريق تشكيلة منسجمة عرفت ما تريده من المباراة.
المباراة نسبياً للجيش، والكرامة قادر على قلب المعادلة، في الموسم الماضي تعادل الفريقان ذهاباً سلباً وفاز الجيش إياباً بهدفي رضوان قلعجي ويوسف قلفا.

مباراة حمراء
الاتحاد من أصحاب الصدارة يستقبل على أرضه فريق الشرطة الطامح للاقتراب من النجوم، الشرطة لم يقدم حتى الآن ما هو متوقع منه، وقدّم طوال المباريات السابقة أداء مذبذباً لا ينم عن نية المنافسة أو القدرة عليها، فريق الشرطة يحتاج إلى العديد من العوامل ليحقق معادلة الأداء والنتيجة، لذلك فإن مباراته في حلب صعبة للغاية وهي محفوفة بالمخاطر، وسيحاول الشرطة امتهان الأسلوب الدفاعي للخروج بأقل الخسائر، الشرطة يملك العديد من الأوراق الرابحة لكنه لا يملك رؤية فنية جيدة.
أصحاب الأرض يعرفون أن فرصة لقاء الشرطة يجب ألا تعوض وأن تكون دافعاً للاستمرار نحو الأمام في سعيه الحثيث نحو القمة، متاعب الاتحاد هجومية، ورغم أنه يملك العديد من اللاعبين الموهوبين إلا أنه ما زال في خصام مع هز الشباك، وهذا ما أضاع عليه العديد من الفرص في المباريات السابقة.
الشرطة عليه مواجهة مستضيفه بالمزيد من الحذر الدفاعي، وعليه ألا ينسى أن الفرق الكبيرة دكت مرماه بثلاثة أهداف في كل مباراة كالجيش والوحدة، فهل هذا صار عرفاً، أم إن الشرطة سيعمل على تلافيه بسد كل المنافذ الواصلة إلى المرمى؟
المباراة بين هجوم الاتحاد ودفاع الشرطة، وكلما رصّ الشرطة دفاعه أتعب الاتحاد، والمباراة منطقياً لأصحاب الأرض، والضيوف قادرون على تحقيق مفاجأة التعادل.
في الموسم الماضي تعادل الفريقان في المباراتين بلا أهداف.

الديربي الأخير
الديربي الدمشقي الأخير سيكون مسرحه ملعب تشرين ويستضيف الجارين الوحدة والمحافظة، المباراة منطقياً صعبة، رغم الفوارق بين الفريقين، فالمحافظة يكبر في لقاءات الجيران، ونحن لم ننس فوزه الكبير على الجيش 2/1 وقبله على المجد 1/صفر، وهذا يدل على أن المحافظة لا يخشى فرق الجوار ولا يهمه تاريخها وترتيبها، والمحافظة قبل الاستراحة تلقى الكثير من الصدمات التي وضعته بموقع لا يحسد عليه بين المهددين برصيد ضعيف (11 نقطة) وهو على نقيض الوحدة الذي يحارب على جبهة المقدمة برصيد عال (22) نقطة، وهو عازم على نيل المزيد ليكون على قمة الكبار قبل أن يودع الذهاب مبارياته.
الوحدة سيغيب عنه أسامة أومري المنتقل إلى قطر القطري، والمباراة ستكشف الأثر الذي سيتركه الهداف، ومن البديل الذي سيشغل موقعه؟
بالعموم، فريق الوحدة مملوء باللاعبين الذين يفوقون لاعبي المحافظة خبرة ومستوى، فهل هم قادرون على تأكيد هذا الفارق، أم إن كل شيء سيذوب بمكانه في مباراة التحدي بين جارين؟
في الموسم الماضي: تعادلا ذهاباً بهدفين لمثلهما، سجل للمحافظة سليمان رشو وجابر خطاب، وللوحدة أسامة أومري هدفين، واللاعبون الثلاثة سيغيبون عن اللقاء وفاز الوحدة إياباً بهدف رجا رافع.

الحوت والحصان
الحرفيون رابع الترتيب يحل ضيفاً على حطين في مباراة لا تعرف الحلول الوسط، الضيف وعد بالمزيد من المفاجآت والحضور الطيب في الدوري، ولاعبوه مازالوا في قمة فورتهم ونشاطهم وتحديهم للكبير والصغير.
الحوت على شاطئه لا يقبل بمثل هذا الكلام، وهو يقبل التحدي، وخصوصاً أن الفريق بات بوضع حرج أمام إدارته وجمهوره، والتكتيك الذي وضعه المعسعس في مباريات سابقة كان ناجعاً من خلال البدء بهجوم ضاغط كبير منذ البداية وهذا أفلح مع الشرطة والمحافظة وقد يفلح مع ضيفه الذي اعتاد إغلاق كل المنافذ الدفاعية.
أسلوب الحرفيين بات مكشوفاً وبالتالي على أبناء الحوت ألا يستسلموا له وأن يجدوا الحلول المناسبة لفك شيفرة دفاعه هذا أولاً، وللسيطرة على وسط الملعب وهذا ثانياً، أما الأهم فهو سد كل الثغرات الدفاعية التي من الممكن أن يقوم بها مهاجموه عبر المرتدات وأبرزهم أحمد كلزي.

مباراة نوعية
التجربة الأولى الحقيقية لمدرب الوثبة الجديد ستكون بلقاء تشرين الصعب، المباريات السابقة بين الفريقين دلت على حماس وتوازن وتكافؤ، الفريقان بحاجة إلى نقاط المباراة، تشرين ليقلع نحو الأمام والوثبة ليهرب من المؤخرة، الوثبة الضائع قد يجد نفسه في المباراة، وتشرين عازم على تجاوز السلبيات، واحتمالات المباراة مفتوحة في الموسم الماضي فاز تشرين ذهاباً بهدفي باسل مصطفى، أحدهما من جزاء وفاز الوثبة إياباً بثلاثية سجلها محمد كروما وصبحي عقول وعلي الصارم.

النقاط المضاعفة
المجد بضيافة النواعير وكلاهما في الهم سواء، النواعير بثوبه الفني الجديد يريد تقديم نفسه بأفضل ما يمكن على أرضه وأمام جمهوره، والمجد يخشى المزيد من الغرق وهو يبحث عن بقعة ضوء ليخرج من ترتيبه المتأخر، الفريقان قويان ولديهما الكثير من الميزات الإيجابية، المهم قراءة المباراة بشكل صحيح والسير بها نحو أهداف مطلوبة للنجاة، التعادل وارد، وربما فاز النواعير ليرد على فوزي المجد في الموسم الماضي بهدف ذهاباً سجله رامي عامر، وبهدف إياباً سجله إياد عويد.

ختام مسك
يريد الطليعة أن يختم المباريات مسكاً بفوز مطلوب على الجهاد يوم السبت على ملعب تشرين، كل الطرق تؤدي إلى فوز الطليعة، لكن المفاجآت تكمن عند الجهاد الذي يقدم مباريات جيدة ضمن إمكانياته من دون أن يكون للاستسلام أي طريق، الجهاد حقق بعض المفاجآت، وقد يفعلها أمام الطليعة إن سارت المباراة كما يشتهي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن