القطاع الخاص في غزة انهار ودخل مرحلة الموت السريري
| فلسطين المحتلة – محمد أبو شباب
بوتيرة متسارعة تسير الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة نحو الانهيار، نتيجة الحصار الذي يفرضه كيان الاحتلال للعام الحادي عشر على التوالي، والمناكفات السياسية الداخلية بين فتح وحماس، التي انعكست بالسلب على مجمل حياة الغزيين، وترجم ذلك بإغلاق المحال التجارية أبوابها وتوقف حركة البيع والشراء لعدة أيام، وإعلان التجار ورجال الأعمال بأن قدرتهم على الاحتمال نفدت، على حين تسود المخاوف من المؤسسات الدولية من انفجار الأوضاع الإنسانية مع ارتفاع نسب الفقر وتشديد إسرائيل لخناقها على غزة من خلال منع مئات البضائع من الدخول بحجج أمنية واهية.
وخلال رصدها لواقع القطاع المنهار اقتصادياً، وسيناريوهات إسرائيل في المرحلة القادمة في التعامل مع غزة وعزلها عن الضفة الغربية، قال رئيس اتحاد صناعات الألمنيوم في عزة عمر العجلة لـ«الوطن»: نحن التجار، وأصحاب رؤوس الأموال في غزة أصبحنا فقراء، وبسبب الحصار الإسرائيلي لا يمكن أن نتصور سوداوية الوضع الاقتصادي فكل القطاعات الخاصة منهارة، وهي تشكل 60 بالمئة من الاقتصاد في غزة وهذه دخلت مرحلة الموت السريري.
وأشار العجلة، إلى أن القطاع يعاني ارتفاعاً في البطالة بنسب مخيفة تتجاوز 80 بالمئة، وذلك بسبب الحصار الإسرائيلي.
في السياق، كشف تقرير فلسطيني أن الاقتصاد في غزة بات مشلولاً تماماً، وخاصة مع وجود أكثر من ربع مليون خريج جامعي عاطل من العمل ضمن نسبة البطالة العالية جداً ما يتسبب في انخفاض القدرة الشرائية بشكل مخيف.
وحذرت الفصائل الفلسطينية من خطورة الأوضاع الإنسانية في غزة، محملة حكومة الاحتلال والمجتمع الدولي المسؤولية عن ذلك، وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة لـ«الوطن»: الأوضاع الاقتصادية صعبة للغاية، وعلى السلطة الفلسطينية أن ترفع الإجراءات العقابية التي فرضتها على غزة، وتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الأوضاع الإنسانية، وكذلك العمل على إحباط كل المخططات التي تستهدف غزة من الاحتلال فلا دولة في غزة».
وفي تطور خطر يكشف النيات الإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية، وضعت صحيفة «يديعوت أحرنوت» سيناريوهات بشأن الوضع الاقتصادي الصعب في غزة، وطريق التعامل مع القطاع والأخطاء التي دفعت الأوضاع لهذه المرحلة الخطرة، وكشف تقرير للرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي الجنرال جيورا إيلاند نشرته الصحيفة عن سيناريوهات يمكن لكيان الاحتلال التعامل مع غزة بها، منها تعزيز الاعتراف بأن غزة دولة والاعتراف بأن حكومة غزة ستحدد من سكانها.
وشدد إيلاند على أن تصريح الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه يخطط لإلغاء اتفاقات السلطة الفلسطينية مع إسرائيل، يشكل فرصة لصياغة سياسة إسرائيلية مستقلة تجاه غزة، ولا بد من التوقف عن اعتبار غزة والضفة بأنهما سيبقيان كياناً سياسياً واحداً كما يرى الفلسطينيون.