تقرير: الأكراد يخشون غدر واشنطن
| وكالات
بات الأكراد في سورية في موقف حرج ويخشون غدر الحليف الأميركي وتخليه عنهم بعد العدوان التركي على منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، بحسب تقرير لوكالة «أ ف ب» للأنباء.
ووصف التقرير الذي تمحور حول الهجوم الذي شنته تركيا على عفرين المنطقة بأنها كانت «جيباً كردياً هادئاً نسبياً في شمال سورية»، وجاء فيه: «يخشى الأكراد تخلي العالم عنهم بعد أن كانوا رأس حربة القوات البرية التي هزمت تنظيم الدولة الإسلامية».
ورجح التقرير، ألا يكون لواشنطن نفوذ يذكر على شريكتها في حلف شمال الأطلسي تركيا عندما يتعلق الأمر بمعركتها ضد الأكراد، مشيراً إلى أن العدوان لم يتوقف رغم دعوات مسؤولين أميركيين بدءاً من الرئيس دونالد ترامب إلى ضبط النفس، ولافتاً إلى أن الأكراد الذين بات المثل السائر لديهم «لا أصدقاء لنا سوى الجبال» باتوا يخشون من تحولهم إلى ضحايا منسيين في وقت تسعى تركيا وروسيا والولايات المتحدة لزيادة نفوذها.
ونقل التقرير عن ممثلة ما يسمى «الإدارة الذاتية» التابعة لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي، في واشنطن سينام محمد تخوفها على عائلتها في عفرين، وتأكيدها أن «لدى الولايات المتحدة التزام أخلاقي بحماية الديمقراطية في هذه المنطقة»، على حين تشكل مناطق الشمال السوري وفق التقرير بالنسبة للقادة المحليين، «اختبارا للفدرالية الديمقراطية التي يمكن أن تصبح نموذجاً يحتذى لبقية سورية الغارقة في الحرب» على حد زعمه.
وأكد التقرير أن قوات أميركية خاصة قوامها أكثر من ألفي عنصر مدعومة بغطاء جوي تدعم «وحدات حماية الشعب» الكردية تحت لواء «قوات سورية الديمقراطية -قسد» شرق الفرات لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، إلا أنه بالمقابل أكد أن «الوحدات» في عفرين، لا تحظى بدعم عسكري أميركي صريح وأن هؤلاء باتوا تحت الحصار، وأن القلق يزداد بمرارة في أوساط المقاتلين الأكراد حيال الدور الأميركي.
ونقل التقرير عن عمر محمود «35 عاماً» من بلدة تل تمر الواقعة في شمال غرب سورية قوله: إن «الأكراد دافعوا عن قيم ومبادئ العدالة وقاتلوا داعش دفاعا عن جميع دول العالم ونسقوا مع التحالف الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة والآن أميركا صامتة وهذا أمر مخيب للآمال»، على حين يخشى مدني آخر من تل تمر يدعى مسعود بارافي «34 عاماً» كما العديد من الأكراد بأن تتمادى تركيا وتشن هجوما على المناطق ذات الأغلبية الكردية شرق الفرات حيث هزمت «وحدات حماية الشعب» الكردية تنظيم داعش.
وأضاف: إن الطائرات التركية تقصف عفرين حالياً «وتقتل الأطفال والنساء بحجة أننا انفصاليون ولكننا جزء من سورية. نرى الصمت الدولي ولا أحد يتحدث عن وضع الأكراد».
في المقابل أشار التقرير إلى وجود بعض التعاطف في واشنطن مع «محنة الأكراد» حسبما سماها، مفترضاً أن يجري الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصالا هاتفياً بنظيره التركي رجب طيب أردوغان للتعبير عن قلقه، في حين تحدثت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناويرت بشأن عفرين، وكشفت أن تيلرسون أجرى سلسلة محادثات «جدية وصريحة» مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، وأشارت إلى أن «هذه المنطقة التي نتحدث عنها (عفرين) كانت مستقرة نسبياً نظراً إلى أنها في سورية»، نافية الادعاءات التركية بوجود مقاتلي تنظيم داعش فيها وداعية إلى «خفض التصعيد».
لكن بغض النظر عن الضجة الدبلوماسية التي تثيرها واشنطن الآن نظراً إلى وجود عملية تركية تم التخطيط لها منذ مدة طويلة، يؤكد قرار أردوغان المضي قدماً على مدى محدودية التأثير الأميركي، بحسب التقرير الذي رجح أن أنقرة لم تصغ إلى شريكتها في حلف الأطلسي (واشنطن)، لكن ما لا شك فيه هو أنها ما كان يمكن أن تتحرك دون الحصول على ضوء أخضر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتوقع التقرير أن يكون أردوغان عقد صفقة مع نظيره الروسي للسيطرة على عفرين، ناقلاً عن الباحثة في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ميرفيه طاهر أوغلو: أن بوتين أعطى الأتراك الضوء الأخضر للسيطرة على عفرين مقابل انخراط أنقرة في مفاوضات السلام باستانا التي تقودها موسكو، موضحة أن الصفقة تتضمن على الأرجح اتفاقية من نوع ما لـ«خفض التصعيد» بين الجيش العربي السوري والميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا في محافظة إدلب.