الاتحاد تخطى الشرطة بصعوبة
| حلب – فارس نجيب آغا
سرق الاتحاد الفوز من الشرطة متأخراً بعد كفاح طويل وضغط مارسه الضيف في كثير من المراحل فهدد مرماه من العبادي والكواية اللذين صالا وجالا. الاتحاد لم يكن بالفورمة وظهر بلا روح إذا استثنينا الدقائق العشر الأخيرة التي رمى بثقله وطوق خصمه وتمكن من إسدال الستار بهدف الفوز الذي منحه ثلاث نقاط أبقته بالوصافة مع الوحدة. المباراة جاءت مقبولة عطفاً على أرض الملعب الطينية التي كبلت اللاعبين وقضت على فنياتهم وكانت سبباً مباشراً في تقويض فعاليتهم، لكن رغم ذلك بدا الشرطة الأكثر تنظيماً وترابطاً ومع اعتماد الاتحاد أسلوب المناولات الطويلة فقد بريقه وكان ضعيف الحيلة لكن بالنهاية أنهى المواجهة لمصلحته.
الشوط الأول لم يستطع أي من الفريقين فرض أفضليته ميدانياً لكن تدريجياً تفوق الشرطة الذي كسب خط وسطه الملحمة وكانت معظم الكرات من نصيبه فضلاً عن ممارسته الضغط المتقدم على الاتحاد، ما أجبر مدافعيه على ارتكاب أخطاء وسط مساحات مشرعة وتركيز للشرطة على ضربه من الجبهة اليمنى التي كانت خاصرة ضعيفة للاتحاد في ظل تفوق العبادي والكواية وعبورهما عدة مرات بمحاولات وقفت خطورتها داخل الجزاء ولم يتفطن البوشي لسد هذه الثغرة الواضحة، الاتحاد لم يتمكن من ممارسة أسلوبه الضاغط على خصمه نتيجة نقل الكرة من الخط الخلفي إلى الأمامي مع إلغاء دور الوسط ومعها أخفق في رسم ملامحه على المستطيل، وبقي مهاجمه الوحيد مهتدي بلا فعالية تذكر وتعثر كثيراً وارتكب أخطاء بالجملة على مدافعي الشرطة ولم نشهد له حسنة تذكر بل كان مصدر ثقل على فريقه، شريط الأحداث قصه الأحمد الصغير بكرة دخل بها الجزاء فخرج له الخياري بالوقت المناسب وانفراد تام للعبادي أبطل مفعوله العثمان، تصميم الاتحاد على أسلوب ذي قالب واحد لم يكن مجدياً مع تقارب خطوط الشرطة وفعالية وسطه الذي ربح جميع المواجهات، لكن الاتحاد استفاد من ركنية للبابولي وجدت رأس الزين فارتطمت بالقائم وتابعت طريقها نحو الشباك، الشرطة تسلم المبادرة فسدد شيخ يوسف من بعيد تمكن العثمان من ردها لركنية ودربكة للاتحاد لم تستثمر.
الشوط الثاني كان أكثر حدة وارتفعت حرارة المباراة مع تقدم الوقت وبقي الطرفان يغزلان على المنوال نفسه، فكرات الاتحاد الطولية لم يستفد منها المهتدي الذي كان في أسوأ حالاته رغم الجهد المبذول من البابولي والأحمد الصغير اللذين زوداه بكرات مناسبة للتسجيل لكنه أخفق، على حين بقي الشرطة يشكل قلقاً بتحركات العبادي والكواية ومن إحداها أعلن الحكم عن جزاء بعد إشارة راية حكم التماس نفذها العبادي عن يمين العثمان محرزاً هدف التعادل، فحاول الاتحاد كسر التعادل بهجمات متلاحقة بعد دخول النجار والأحمد الكبير حيث لاحت فرصة هدف محقق لبابولي تدخل المرعي وشتتها قبل تجاوزها خط المرمى، بالمقابل ساق الكواية كرة من منتصف الملعب وتلاعب بالمدافعين وتخلص منهم وركن الكرة بالزاوية اليسرى لكن القائم أنقذ الاتحاديين، وشهدنا في الوقت المتبقي هجوماً مكثفاً للمضيف وفرصاً ضاعت من عبد الناصر والزين والمهتدي حتى أنقذ محمد الأحمد فريقه وفك الارتباط بتسديدة أرضية من خارج الجزاء استقرت عن يسار الخياري في الوقت بدل الضائع.
عين «الوطن»
حضرت جماهير الاتحاد جانب محيط الملعب وشجعت بحرارة مع فرقة موسيقية وصل صوتها لداخل الملعب الذي كان بحالة يرثى لها نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت.
أثارت ركلة الجزاء اللغط وأكد المراقبون أن الحالة لا تستدعي شيئاً لعدم وجود أي احتكاك لكن حكم الساحة محمد العبد اللـه تماشى مع راية أحمد مالود الذي أشار له إلى وجود خطأ.
مدرب الاتحاد مهند البوشي اعترض كثيراً على الجزاء ودخل أرض الملعب وسط محاولات لثنيه عن ذلك وترطيب الأجواء ويمكن القول إن الحكم محمد العبد اللـه كان حليماً جداً وتعامل بروية مع الأحداث وصفق له الجميع بعد النهاية لصافراته العادلة.