سورية

العدوان على عفرين يتواصل ولا إنجاز سوى زيادة في الدمار والضحايا!

| وكالات

واصل النظام التركي أمس عدوانه على منطقة عفرين من دون تحقيق أي تقدم ملموس على الأرض، حيث استهدفت قواته بمختلف أنواع الأسلحة المنازل السكنية في المنطقة ما تسبب بوقوع دمار كبير في الممتلكات العامة والخاصة.
وأفادت مصادر أهلية، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء، بأن قوات النظام التركي اعتدت على منازل الأهالي والمرافق العامة في قرى حجي إسكندري وحمام بناحية جنديرس وطوبال وعبيدان وقورنة وعلي جارو ومحيط جبل غر التابعة لناحية بلبله بمنطقة عفرين شمال مدينة حلب بنحو 63 كم.
وأشارت المصادر إلى أن العدوان التركي أسفر عن وقوع العديد من الجرحى بين المدنيين وأضرار مادية ودمار بالبنى التحتية على حين توقفت الحركة في منطقة عفرين والقرى التابعة نتيجة القصف الكثيف المتواصل.
في الغضون أعلنت «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، أمس، وفق «روسيا اليوم»، أن «مقاتليها أسقطوا مروحية للجيش التركي داخل منطقة عفرين».
وفي وقت سابق أمس، أعلنت رئاسة الأركان التركية «تحييد 394» مقاتلاً من حزبي العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي الكرديين وتنظيم داعش الإرهابي، منذ انطلاق ما يسميه النظام التركي عملية «غصن الزيتون» في منطقة عفرين، وفق ما ذكرت وكالة «الأناضول».
وأفادت الوكالة، بأن القوات المسلحة التركية وميليشيا «الجيش الحر»، تمكنا في اليوم الثامن للعملية من السيطرة على قرية «علي بيسكي» التابعة لناحية راجو، ونقطة عسكرية تسمى 740، ومعسكر تدريب للحزبين شمال غربي عفرين، بعد معارك مع «وحدات حماية الشعب» الكردية، وأنه «تم خلال العملية تحييد 10 من الإرهابيين».
ووفق الأناضول فإن مسلحي «با يا دا» يحاولون التخفي بارتداء ملابس مدنية بعد تضييق الخناق عليهم، ويبحث قادة التنظيم في عفرين، عن «أساليب دعائية تضليلية لتبرير هزائمهم».
وفي الإطار ذاته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال حفل افتتاح نفق للمواصلات في مدينة أسطنبول، وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك» للأنباء: «سنواصل اتخاذ الخطوات اللازمة للقضاء على الإرهاب في عفرين والحفاظ على أمننا القومي وإذا لم يدعمنا حلفاؤنا فسنقوم بذلك وحدنا».
وتابع: إن تنظيم داعش الإرهابي «ما يزال يُستخدم ذريعة لتكديس الأسلحة في سورية، رغم أن التنظيم فقد قوته القتالية تماماً».
وأشار إلى أن التقدم الذي أحرزته بلاده في الآونة الأخيرة، «تسبب بإزعاج البعض (لم يحددهم) الذين وضعوا عراقيل (أمام تركيا) تتنافى مع المنطق والقيم».
وشدد على أنه «لم يعد في سورية قوة لتنظيم داعش تستطيع القتال، إلا أنه (التنظيم) ما زال (يُتخذ) ذريعة لتكديس الأسلحة فيها (سورية)».
وتابع: «العالم بأسره -باستثناء حليف وحيد لنا- رأى قادة التنظيم الإرهابي في سورية (في إشارة إلى با يا دا) يختبئون في جبال قنديل» شمالي العراق.
واستطرد بالقول: «من يمد لنا يد الصداقة نفتح له أحضاننا، ومن يطلب منا المساعدة نتقاسم معه خبزنا، لكننا لا نرحم من يتطاول على سيادتنا ومستقبلنا».
ولفت إلى أنه أيا كان اسم التنظيم الإرهابي الذي تواجهه تركيا، فإن قوات بلاده «ستسحقهم جميعاً بإذن الله».
وفي السياق، اتفق مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال هربرت ماكماستر، خلال مكالمة هاتفية مع متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، على وقف تزويد تنظيم «با يا دا» بالأسلحة.
وقالت مصادر في رئاسة الجمهورية التركية، وفق «الأناضول»: إن «قالن أجرى مكالمة هاتفية مع ماكماستر الليلة الماضية». وأوضحت المصادر أن المكالمة الهاتفية تناولت عملية «غصن الزيتون»، فضلا عن «عملية الانتقال السياسي» في سورية، واتفق الجانبان على «التنسيق الوثيق من أجل الحيلولة دون سوء الفهم».
إلى ذلك قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، في كلمة ألقاها يلدريم أمس، خلال مراسم افتتاح نفق «قاسم باشا»، وفق «الأناضول»: إن عملية «غصن الزيتون» ستستمر حتى سحق رأس الإرهاب، وتلقين قطّاع الطرق الدرس الذي يستحقونه.
وأوضح أن بلاده «لن تسمح على الإطلاق بإنشاء أي حزام إرهابي على حدودها الجنوبية».
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء: «على أميركا الانسحاب من منبج السورية على الفور». وأضاف: «على أميركا اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء دعم وحدات حماية الشعب الكردية السورية وليس مجرد الخطابة».
في المقابل حذرت ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» التي تعتبر «حماية الشعب» عمودها الفقري، تركيا من توسيع عملياتها العسكرية ضد الميليشيات الكردية في شمال سورية.
وقال المسؤول في «قسد»، ريدور خليل، بحسب «رويترز»: عندما «سيحاول (الرئيس التركي رجب طيب أردوغان) أن يوسع من المعركة بكل تأكيد سيلاقي الرد المناسب».
وتوالت ردود الأفعال المحلية والدولية على العدوان التركي، حيث نظم «المجلس الوطني الكردي»، أمس، وقفة احتجاجية في مدينة عامودا بالحسكة شمالي شرقي سورية، تنديدا بالعملية، وفق ما ذكرت وكالة «سمارت» المعارضة للأنباء.
في الأثناء شهدت ندوة شارك فيها وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل احتجاجات قام بها العشرات من الناشطين الألمان رفضاً للعدوان واستمرار الحكومة الألمانية في تصدير الأسلحة لهذا لأنقرة، وفق «سانا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن