الحكاية – الحكمة
| د. اسكندر لوقــا
في اعتقاد البعض من الناس أن حكاية الأرنب والسلحفاة المعروفة، لها علاقة بالماضي ولم تعد تعني شيئاً في الوقت الحاضر، لأن من سبق سبق ومن بقي يسعى في مكانه بقي يسعى في مكانه. وبذلك يعتقد البعض من هؤلاء أن الحكاية قد فقدت حكمتها ولم تعد تؤدي دوراً في الحياة في سياق المعادلة التي تقول إن ما كتب على الجبين تراه العين، وبمعنى آخر أن لا جدوى من السعي بعد الآن.
مع هذا لا يملك أحدنا إلا أن يتساءل ولكن ماذا عن تداعي هذه الحكاية في الوقت الراهن، في الوقت الذي نحياه مع الظروف المحيطة بنا على سبيل المثال؟ إن القناعة التي تفضي بنا إلى انتظار الوقت المناسب لن تجدي نفعا على حين آخرون يخطون نحو غاياتهم وإن بخطا بطيئة.
تداعيات الوقت الراهن، تخطت دور الأرنب الذي يعتقد أنه سيكسب الرهان وإن أمضى وقتا كي يرتاح بينما السلحفاة تمضي في طريقها غير آبهة بغرور الأرنب. في الوقت الراهن يقتل الغرور صاحبه، وهو على درب السباق نحو الهدف المنشود. هذه المعادلة، معادلة الاستراحة، لا تعني سوى تأخر المرء عن أقرانه، في خطوهم نحو الهدف المنشود.
في زماننا الحالي، حيث السعي المستدام لتحقيق النصر على أعداء الوطن، من المفيد أن نتخلى عن حكمة الأرنب الذي اعتقد أن الوقت المناسب سيكون من صنعه على حين حكمة السلحفاة توصي بأن الخطوات، وإن كانت بطيئة بنسبة ما قياسا على خطوات الأرنب، هي الأكثر نفعا والأقرب إلى تحقيق المكسب، وخصوصاً في زمن التسابق على تحقيق المكاسب.
هذه الحكاية، لطالما قرأنا عنها في كتبنا المدرسية ونحن أطفال، تبقى حكاية جدير بنا أن نقرأها ونحن كبار لأنها حكاية تتضمن حكمة لا تقدر بثمن ونحن في زمن السباق نحو هدف النصر على أعداء وطننا الآتين إلينا من مختلف أصقاع الأرض بخطا الأرنب الذي يجب ألا يقيم للاستراحة أي وزن.
إنها معركة مصير، ومن دواعي هذا الواقع أن نستفيد من كل لحظة لا من كل دقيقة أو ساعة، ليكون لنا حضورنا، وبجدارة، على أرض المعركة مع العدو.