باريس وواشنطن تقاطعان.. ودي ميستورا يسعى لـ«السطو» على اللجنة الدستورية … مسار الحوار الوطني السوري ينطلق اليوم من «سوتشي»
| الوطن
استكملت «سوتشي» كل تحضيراتها، واستقبلت أمس وبحفاوة لافتة زوارها القادمين للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري، لتعلن من قاعة الاجتماعات المجهزة للمناسبة الدبلوماسية الأهم، عند التاسعة من صباح اليوم، انطلاق المؤتمر المنتظر.
مصادر متابعة أكدت لـ«الوطن»، أن المؤتمر سيفتتح بجلسة عامة، يلقي خلالها كل من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والمبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا كلمتيهما للمشاركين، على أن يترأس الجلسة الافتتاحية رئيس غرفة تجارة دمشق غسان القلاع، الأكبر سنا من المدعوين السوريين، على أن يتم بعد ذلك انتخاب رئيس للمؤتمر.
أعمال المؤتمر ستتضمن عقد جلستين عامتين، تتخللها فترات استراحة، وصولًا إلى الحفل الختامي للمؤتمر، بعدها ينتقل المشاركون إلى الفندق استعدادًا للعودة إلى سورية من مطار سوتشي، غدا الأربعاء.
ومن المتوقع حسب مصادر دبلوماسية تحدثت إليها «الوطن» يوم أمس أن يتمخض عن «سوتشي»، تشكيل أربع لجان هي: الرئاسة، المتابعة، مناقشة الدستور، التنظيم والطعون، غير أن وكالة «إنترفاكس»، أشارت في وقت لاحق إلى أن الجهات الإدارية لمؤتمر الحوار الوطني، ستتكون من 43 عضواً، وسيتم تشكيل 6 لجان، هي: التنظيمية، الرئاسية، التفويض، الدستورية، العليا، وفرز التصويت.
وتعتبر اللجنة الدستورية من أهم اللجان ضمن المؤتمر، حيث من المخطط أن تضم 4 أعضاء، بينهم عضوان في مجلس الشعب، هما أحمد الكزبري، وأشواق عباس، كما تتكون اللجنة التنظيمية من 8 أعضاء، ومن المخطط أن تشمل اللجنة العليا 14عضواً.
وأشارت وكالة «رويترز» إلى أن «دي ميستورا»، سيرأس اللجنة الدستورية، الأمر الذي وصفته أوساط متابعة بمحاولة «سطو» جديدة، علماً بأن هذه اللجنة التي ستبحث في أفكار ورؤى لتعديل الدستور السوري الحالي يجب أن تتكون من سوريين، لأن الحوار بين سوريين وليس مع دي ميستورا الذي لا يعترف أساسا بالدستور الحالي وقدم ورقة من خلال مسار جنيف مؤلفة من بنود تنسف الدستور القائم وتضع سورية تحت وصاية الأمم المتحدة، ودوماً بحسب الأوساط السابقة.
في غضون ذلك نقلت «سبوتنيك» عن مصدر في «مؤتمر الحوار الوطني» أن المؤتمر سيتبني وثيقتين الأولى هي البيان الختامي الذي يعتمد على ما عرف بـ«ورقة نعومكين»، وقد يتم تعديل بعض البنود فيها، أما الوثيقة الثانية فهي «نداء من قبل المشاركين»، سيتحدث عن الحاجة للتقدم في مسار التسوية وإعادة إعمار سورية.
وفي إجراء متوقع، أعلنت باريس وواشنطن أمس، عن عدم مشاركتهما في مؤتمر «سوتشي»، وأعرب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، عن شكوكه في إمكانية أن يحقق المؤتمر تقدماً ما، من جهتها، قالت المتحدثة باسم البعثة الدبلوماسية الأميركية في روسيا ماريا أولسين: إن «الولايات المتحدة قررت الامتناع عن الحضور، معربة عن تضامن واشنطن مع قرار الهيئة التفاوضية الموحدة التابعة للمعارضة السورية والمتمخضة عن مؤتمر «الرياض 2».
إلى ذلك أكد مندوب روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين أن ممثلي بعض قوى «المعارضة السورية المعتدلة» تعرضوا للتهديد بالتصفية في حال حضروا المؤتمر، معتبرا أن مشاركة «المعارضين السوريين المعتدلين» في المؤتمر «دليل على أنه سيجتمع خلال المؤتمر محبو الوطن السوريون الحقيقيون المستعدون لإيجاد لغة مشتركة فيما بينهم».
ومن المقرر أن يبدأ المؤتمر أعماله، وسط تضارب في المعلومات تجاه مشاركة «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة أو ممثلين عن الميليشيات المسلحة في المؤتمر، ومساء أمس تحدثت بعض التقارير عن جهود تركية لإحضار وفد الهيئة العليا وعدد من الفصائل إلى المؤتمر.