إيدز «الوطنية»!!
| عبد الفتاح العوض
لو وجدوا دواءً للغرور أو للحماقة أو للكذب أو للبخل أو لنقص المناعة الوطنية «إيدز الوطنية» أو لأي من تلك الأمراض الاجتماعية المنتشرة بكثرة في أي مجتمع!
على مدى العصور اجتهد العلماء في إيجاد أدوية للأمراض الجسدية ومن الواضح تماماً أن كثيراً من الأمراض أصبحت قابلة للعلاج وثمة كثير من الآفاق المفتوحة لمزيد من التقدم العلمي في المجال الطبي.
الأمراض التي كانت قاتلة في وقت سابق أصبحت الآن مجرد حالات يمكن التخلص منها.
ففي أوقات ماضية بعضها ليس بعيداً عنا كانت بعض الأمراض تحصد عدداً كبيراً من البشر وكان عدم وجود أدوية تعالج هذه الأمراض يؤدي إلى مآسٍ كثيرة.
بينما نجد الآن أن أمراضاً صعبة مثل أمراض القلب أصبحت قابلة للعلاج وهناك فرص مهمة جداً لتصبح هذه المعالجات أسهل وأفضل.
حتى الأمراض الصعبة والمزمنة وجدت أدوية تخفف منها، ولعل ما يشاع عن وجود أدوية لها لكنها لم يفرج عنها من المعامل ومراكز الأبحاث، قد يكون صحيحاً إلى حد ما، فالمسألة ليست بعيدة كثيراً عن التجارة والأموال والاستثمار وتلك الأشياء التي لم تدخل مجالاً إلا أفسدته.
ومع ذلك ورغم التقدم في المجال الطبي إلا أنه لم يصل إلى جزء صغير من التقدم في مجال الاتصالات، ولو تطورت الأدوية ومعالجة الأمراض بنسبة التقدم نفسها في مجال الاتصالات لكان لدينا أمراض أقل جداً وعمر أطول للإنسان.
كذلك فإن العالم اجتهد كثيراً في مجال الأسلحة وتطور كثيراً، وثمة مبالغ أسطورية تصرف على القتل والدمار وتهديد البشرية، ولو استطاع العالم أن يحوّل 50 بالمئة من استثماراته في السلاح إلى استثمارات في المجال الطبي لكنا نعيش في عالم أكثر صحة.
على الأقل في هذه المجالات وغيرها كثير تم فعلاً إنجاز «تقدم» من نوع ما.
لكن لماذا لم تستطع البشرية حتى الآن إيجاد أدوية للأمراض الاجتماعية.
الأمراض الجسدية تغيرت لكن طبائع البشر لم تتغير ولم يستطع أحد أن يقترب من هذه الطبائع ولم يسعَ أحد من خارج الروحانيات إلى العمل على الشفاء منها.
تخيلوا لو كانت لدينا حبوب تقضي على الغباء.
لو كانت لدينا حبوب تقضي على البخل، أو الغرور أو الغيرة.
إذا أعطينا شخصاً ما «حبة ضد الطمع وحبة دواء ضد حب التسلط، كم سيكون هذا مفيداً على مستوى الأفراد والدول.
ماذا لو أعطينا «حبة ضد الكذب» لبعض المسؤولين كم ستكون الوعود صادقة.
حاولت البحث عن الأسباب التي جعلت من التقدم ا لعلمي في مجال معالجة الأمراض الاجتماعية ولم أوفق إلى سبب وجيه، لو استطعنا أن نجد دواء يعالج نقص المناعة الوطنية لقدمناه مجاناً للمعارضة السورية التي ترفض جهود الحلول السياسية، سنعطيهم مجاناً أيضاً كمية كبيرة من حبوب لمكافحة الغباء فإنهم أكثر ما يحتاجونها!
أقوال:
من أعظم الأمراض أن تكون لا أحد لأي أحد.
كل مرض معروف السبب يمكن الشفاء منه.
عندما يقترحون عليك عدة علاجات لمرض، فهذا يعني أنه لا يمكن علاجه.
البدن إذا مرض لم ينفع فيه الطعام والشراب – فكذلك القلب إذا مرض بالشهوات لم تنجح فيه المواعظ.
من أخفى داءه صعب شفاؤه.