سورية وخطة «الإنهاء النظيف وإستراتيجية تأمين العالم»
| تحسين الحلبي
«الإنهاء النظيف وإستراتيجية تأمين العالم» كان هذا هو عنوان لدراسة أعدها عام 1996 «معهد الدراسات الإستراتيجية والسياسية المتقدمة» وكلفت بها «مجموعة الدراسات الإستراتيجية الإسرائيلية الجديدة منذ عام 2000»، لوضع خطة إسرائيلية أميركية تستهدف سورية والعراق ولبنان وفلسطين.
نشرت هذه الوثيقة في الموقع الإلكتروني لمساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون التخطيط والتوجيه العسكري بين عامي 2001- 2005 دوغلاس فيث، في 12 تموز 2009، وكان ممن شارك في عام 1996 بإعداد هذه الخطة مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ومساعد وزير الدفاع الأميركي «لشؤون الدفاع الإستراتيجي العالمي» ريتشارد بيرل.
وتحت عنوان الوثيقة السابق جاء في النص أن نتنياهو وضع الأفكار التالية عبر الوثيقة حين انتخب رئيساً للحكومة في عام 1996 وزار واشنطن:
1- العمل الوثيق مع أنقرة وعمان على احتواء أو زعزعة استقرار سورية لإبعاد أكبر خطر يهدد تركيا والأردن وهذا يتطلب إنهاء نظيفاً لشعار السلام الشامل واستبداله بالمفهوم التقليدي للإستراتيجية القائمة على ميزان القوى.
2- إجراء تغيير على طبيعة العلاقات مع الفلسطينيين بما يتضمن دعم حق إسرائيل بمتابعة ساخنة للدفاع عن النفس في جميع المناطق التي يقيم فيها الفلسطينيون وتقوية بدائل عن رئيس السلطة الفلسطينية السابق ياسر عرفات من المجتمع الفلسطيني.
3- إقامة قاعدة علاقات جديدة مع الولايات المتحدة ترتكز إلى الاعتماد الذاتي والدور الكبير لإسرائيل والتعاون الإستراتيجي في ميادين الاهتمام المشترك وتعزيز القيم الغربية في المنطقة وهذا لا يمكن القيام به بالنسبة لإسرائيل إلا حين تتخذ إجراءات إصلاح اقتصادية بديلة من تقديم المساعدات الأميركية لها.
كما جاء في النص أن تقوم المصالحة مع العرب في المستقبل على «السلام مقابل السلام» وليس الأرض مقابل السلام وتحت عنوان: «ضمان الحدود الشمالية» في جنوب لبنان وحدود الجولان المحتل، ويطلب نتنياهو 1- ضرب البنية التحتية للقوة السورية في لبنان، 2- توجيه رسالة غير مباشرة لسورية بضرب مناطق فيها وتهديدها بعمليات من مجموعات مسلحة محلية من المنطقة بإدارة إسرائيلية إذا بقيت تدافع عن لبنان، 3- ضرب أهداف عسكرية سورية في لبنان وإذا لم يكن ذلك كافياً فتوجيه ضربات عسكرية إسرائيلية لأهداف محددة في سورية، على أن تستغل إسرائيل هذه الفرصة لتأليب العالم على القيادة السورية وتشويه دورها، وفي التقرير نفسه يطلب نتنياهو العمل على اشغال سورية من الداخل وفي لبنان باستخدام أطراف المعارضة اللبنانية لزعزعة الإدارة السورية في لبنان، ويتعهد نتنياهو بتقديم الدعم الدبلوماسي والعسكري والعملياتي لأي أعمال تركية أو أردنية تستهدف سورية وتأمين تحالفات مع القبائل العربية لتوجيهها ضد «النخبة الحاكمة» في سورية وتأمين عبورها إلى الأراضي السورية.
وتضيف الخطة: إنه من الممكن أن يؤدي تنفيذها إلى إنجاز مرحلة تمهيدية «لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بطريقة تهدد وحدة وسيادة الأراضي السورية»، وفي النهاية رغم أن هذه الوثيقة تشير إلى مظاهر كثيرة من السياسات التي اتخذت ضد سورية منذ عام 1996 سواء في لبنان أم في المنطقة، لكن سورية أحبطت معظم أهدافها وعناصرها وخصوصاً حين تمكنت المقاومة اللبنانية طوال تلك الفترة حتى عام 2000 من تحرير الجنوب اللبناني بدعم سوري لم ينقطع بجميع أشكاله وتحول العراق بعد مقاومته للاحتلال الأميركي إلى تبني سياسة التقارب مع سورية وحليفها الإيراني وتحولت جبهة الشمال الإسرائيلية الممتدة من جنوب لبنان إلى حدود الجولان إلى جبهة تضم دولاً وقوى في محور المقاومة، وتصل من إيران إلى العراق إلى سورية حتى حدود الجولان وجنوب لبنان.
أما تركيا التي عول عليها نتنياهو بدور كبير في تفتيت وحدة سورية فقد تحولت إلى الدولة الفاشلة والعاجزة حتى في إعادة الاستقرار إلى وضعها الداخلي، ومع ذلك لا تزال المعركة مستمرة ضد مخططات جديدة صهيونية- أميركية وضعت بالتحالف مع الرجعية العربية.