كيري يؤكد أن اتفاق إيران النووي سيجعل مصر والمنطقة أكثر أمناً وشكري لإيجاد حل سياسي في سورية والحفاظ على وحدة أراضيها
القاهرة- رلى الهباهبة – دمشق- وكالات
قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن مصر دفعت ثمناً باهظاً لمكافحة التطرف، مؤكداً أن بلاده ستواصل دعم وتدريب القدرات العسكرية المصرية من أجل مكافحة الإرهاب، كما أكد أن الاتفاق النووي الذي أبرم بين إيران والقوى الدولية الشهر الماضي سيجعل مصر والمنطقة أكثر أمنا، ليأتي تأكيد وزير الخارجية المصري سامح شكري حول أهمية إيجاد حل سياسي للأزمة السورية والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، في سياق ما يتم الحديث عنه مؤخراً.
وعبّر كيري أثناء إطلاق جلسات «الحوار المصري الأميركي الإستراتيجي» بالقاهرة أمس عن الثقة في مصر، مشيراً إلى أنها «تلعب دوراً رئيسيا في المنطقة وفي القضايا الدولية، مضيفاً: «إننا نناقش اليوم تهديد المجموعات المتطرفة التي تهدد أمن واستقرار الدول، ومن بينها تنظيم داعش».
وأشار إلى أن مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود تتطلب المزيد من التعاون، معبراً عن رغبة بلاده في دعم الاقتصاد المصري ليصبح أكثر قوة، لافتا إلى أن «النجاح يبدأ ببناء الثقة بين السلطة والشعب من خلال عملية ديمقراطية كبرى».
وأكد كيري أن مصر مركز العالم ويمكنها استعادة مكانتها بقوة، مشيراً إلى أن الحوار الإستراتيجي فرصة جيدة لتعزيز التعاون بين البلدين في مجابهة الإرهاب، منوها بأن القاهرة وواشنطن تتعاونان من أجل دعم الإصلاحات السياسية والحكومية الجيدة.
وأضاف كيري: إن لدينا فرصاً كبيرة للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتي تتطلب الكثير من الإستراتيجيات القومية مشيراً إلى رغبة واشنطن في دعم الاقتصاد المصري بقوة.
وقال وزير الخارجية الأميركي: إن الاتفاق النووي الذي أبرم بين إيران والقوى الدولية الشهر الماضي سيجعل مصر والمنطقة أكثر أمناً.
وأوضح أنه «لا يوجد شك على الإطلاق في أنه إذا طبقت خطة فيينا فإنها ستجعل مصر وكل دول المنطقة أكثر أمناً». كما قال وزير الخارجية الأميركي أمس إنه سيبحث سبل تقديم مساندة أكبر لخطة الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة في ليبيا. وأضاف: إنه لا يمكن السماح «لمجموعات مفسدة» أن تدمر عملية السلام. وكان كيري يتحدث في القاهرة بعد محادثات مع مسؤولين مصريين. وقال كيري: إن بلاده ومصر تعودان إلى «قاعدة قوية» للعلاقات رغم التوترات والمخاوف بشأن حقوق الإنسان.
وعقد آخر حوار إستراتيجي موسع بين البلدين عام 2009 في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وكان كيري بدأ أمس من مصر جولة في الشرق الأوسط وآسيا.
بدوره، ذكر وزير الخارجية المصري سامح شكري أن الحوار الإستراتيجي مع الولايات المتحدة يتناول الأوضاع في ليبيا والعراق وسورية واليمن والقضية الفلسطينية.
كما أعرب شكري عن أمله في أن يسهم الحوار بين الولايات المتحدة ومصر في حل الأزمات في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها الأزمتان في سورية واليمن والقضية الفلسطينية وغيرها من قضايا المنطقة.
وأضاف قائلاً: «نأمل في أن يسهم الحوار الإستراتيجي في تعزيز العلاقات بين البلدين، وأن تستفيد أميركا من مناخ الاستثمار الجديد في مصر»، مشيراً إلى أن بلاده تبدأ اليوم «مرحلة جديدة ترسخ مفاهيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية».
وشدد شكري على أهمية دعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين استناداَ إلى شراكة حقيقية تتوخى المصلحة المشتركة وتبتعد عن أسلوب فرض الشروط. وكان شكري استهل المؤتمر الصحفي بإبراز نقاط الاتفاق مع الجانب الأميركي في عدة قضايا أبرزها ضرورة مضاعفة الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف ومواجهة التنظيمات الإرهابية لما تمثله من خطر على المنطقة.
وأضاف شكري: إنه تم الاتفاق على أهمية استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وصولا إلى سلام شامل ودائم في إطار المبادرة العربية للسلام.
وأكد شكري دعم مصر الكامل للجهود الأممية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية لتنفيذ اتفاق «الصخيرات» وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإعادة إعمار ليبيا وتأهيل الاقتصاد الليبي.
وفيما يتعلق بالوضع في اليمن، أكد شكري أهمية التوصل إلى الحل السياسي للأزمة اليمنية بما يضمن سلامة اليمن ووحدة أراضيه وفق محددات الشرعية.
كما أكد شكري أهمية إيجاد حل سياسي للأزمة السورية والحفاظ على وحدة الأراضي السورية. وشدد شكري على أهمية أن يسفر الاتفاق النووي الإيراني إلى تحقيق السلام والاستقرار وأن يحول التنفيذ له دون انتشار وحيازة السلاح النووي لأي دولة وأن يسهم في إخلاء المنطقة من الأسلحة النووية.
وقال شكري: إنه تم الاتفاق على أن يكون الحوار الإستراتيجي مرة كل عامين ويتضمن العلاقات الثنائية في مجملها والعلاقات السياسية والإستراتيجية والسعي المشترك للارتقاء بها وإزالة أي عقبات تحول دون تحقيق هذه الأهداف، مشيراً إلى أنه تم خلال هذا الحوار مراجعة الأهداف الخاصة بمسار العلاقات المستقبلية سواء كانت في المجالات العسكرية والتنموية والطاقة وقناة السويس وتكنولوجيا المعلومات والثقافة. ومن مصر سينتقل كيري الإثنين إلى الدوحة حيث سيلتقي نظراءه في دول مجلس التعاون الخليجي لتهدئة مخاوفهم الناتجة عن الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران في 14 تموز في فيينا. وسيلتقي أيضاً في الدوحة نظيريه الروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير للتباحث خصوصاً في الملفين السوري واليمني، كما ذكرت الخارجية الأميركية.
وبعد الدوحة سيزور كيري سنغافورة وماليزيا وفيتنام.