سورية

«مجلس شورى» بلدات جنوب العاصمة يغلق الحاجز الفاصل بين يلدا واليرموك…اتفاق بين لجان المصالحة والمسلحين في التل لفتح الطرق.. واستمرار إغلاقها في قدسيا والهامة وأوضاع مزرية بالبلدتين

توصلت لجان المصالحة في مدينة التل بريف دمشق الشمالي والمسلحين إلى اتفاق يتضمن «تسليم المسلحين أنفسهم مع أسلحتهم للجهات المختصة، وكذلك تسليم المتخلفين والفارين من الجيش والخدمة الإلزامية وذلك بناء على قانون العفو الذي أصدره الرئيس بشار الأسد مؤخراً، في مقابل أن يفتح الطريق من المدينة وإليها وإعادة إدخال المواد الغذائية وغيرها إليها.
جاء ذلك في وقت استمر إغلاق طرق قدسيا والهامة ما أدى إلى أوضاع مزرية في البلدتين، على حين واصلت مناطق في جنوب دمشق تمت فيها المصالحة الوطنية إغلاق الطرق بينها وبين مناطق يتحصن فيها مسلحون يرفضون إتمام المصالحة.
وفي التفاصيل أفادت مصادر مطلعة على مسار المصالحات الوطنية لـ«الوطن»، بأن «اتفاقاً جرى بين لجان المصالحة في مدينة التل والمسلحين يتضمن «تسليم المسلحين أنفسهم مع أسلحتهم للجهات المختصة، وكذلك تسليم المتخلفين والفارين من الجيش والخدمة الإلزامية وذلك بناء على قانون العفو الذي أصدره الرئيس بشار الأسد مؤخراً». وأوضحت المصادر، أنه «وما إن يسلم المسلحون أنفسهم مع أسلحتهم لتسوية أوضاعهم ويعود الفارون إلى وحداتهم العسكرية، ويسلم المتخلفون أنفسهم لشعب التجنيد للالتحاق بخدمة العلم حتى تفتح الطرق من المدينة وإليها وتستأنف الحكومة إدخال المواد الغذائية وغيرها إلى المدينة».
وقد استمر إغلاق طرق قدسيا والهامة ما أدى إلى أوضاع مزرية تعيشها البلدتان في ظل فقدان كل المواد الأولية ومقومات الحياة الأساسية كالخبز والخضار.
وبحسب ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» فإنه «لا إعادة لفتح الطرقات المغلقة منذ أكثر من عشرة أيام حتى يتم تسليم العسكري المخطوف في بلدة قدسيا مهما طالت المدة، في حين حديث الناس في البلدة عن تمنيهم الحل العاجل والقريب للبلدة وذلك في ظل استمرار تقدم الجيش والمقاومة على أطراف وادي بردى واقترابهم من بلدتي الهامة وقدسيا».
وفي جنوب دمشق، استمر أمس إغلاق الطريق بين بلدة يلدا من جهة ومخيم اليرموك والحجر الأسود من جهة ثانية وهما المنطقتان اللتان يتحصن فيهما تنظيما داعش وجبهة النصرة.
وأصدر مجلس شورى بلدات «يلدا، ببيلا، بيت سحم» التي تم فيها إنجاز المصالحة الوطنية بياناً، أعلن فيه إغلاق الحاجز الفاصل بين بلدة يلدا والمخيم، بعد تكرار عمليات القنص من مواقع «النصرة» في المخيم، تجاه أحياء يلدا. وقال المجلس في بيان وقع عليه «جيش الإسلام وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش الأبابيل» وآخرون: إنه «نظراً للتهديدات التي تتعرض لها البلدات وأهلها من الغلاة والخوارج من داعش وجبهة النصرة.. قرر المجلس إغلاق جميع الطرق بين البلدات من جهة، وبين المخيم والحجر الأسود من جهة أخرى». وأشار المجلس إلى أنه سيتم الإبقاء على طريق واحد «إنساني فقط»، بعد ضبط الحركة عليه بدقة، «من خلال تفتيش الرجال والنساء، ومنع عناصر الفصائل العسكرية من تجاوزه والمرور من خلاله».
وحذر المجلس داعش والنصرة من محاولة «تنفيذ أي اختراق أمني أو عسكري أو استهداف»، مهدداً بأن العقوبة لمن تثبت عليه التهمة هي «القتل الفوري».
وكشف أمين سر تحالف القوى الفلسطينية المقاومة خالد عبد المجيد، أمس الأول في تصريح لـ«الوطن» أن الدولة السورية رفضت طلبا لمسلحي تنظيمي داعش و«النصرة» بالانسحاب بأسلحتهم من مناطق مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن جنوب دمشق، متوقعاً أن يكرر التنظيمان الطلب لأن أوضاعهم «مزرية للغاية».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال عبد المجيد: إن «اتصالات غير مباشرة جرت بين تنظيمي داعش وجبهة النصرة وجهات مسؤولة في الدولة السورية للتفاوض حول انسحاب المجموعات المسلحة من مخيم اليرموك، والمنطقة الجنوبية، من دون أن تسفر عن نتائج حتى الآن»، موضحاً أن «منظمة التحرير الفلسطينية دخلت على الخط بين الطرفين، في الوقت الذي أجرت فيه أيضاً مفاوضات هذا الشهر مع التنظيمين لبحث انسحابهم من مخيم اليرموك». وذكر عبد المجيد أن داعش والنصرة طلبا «انسحاب 1100 مسلح من المنطقة الجنوبية، التي تضم اليرموك والحجر الأسود والتضامن، شريطة إبقاء أسلحتهم معهم، مع تسوية أوضاع أعداد أخرى منهم سيبقون بناء على إتمام مصالحة».
وبين عبد المجيد أن الدولة «وافقت على انسحاب المجموعات المسلحة من دون سلاح، وبالتالي رفض رحيلهم بسلاحهم، حيث إنهم سيتوجهون إلى حوران للالتحاق بعناصرهم المقاتلة هناك».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن