علي دوابشة.. محمد المصري دماؤكما لعنة على الصهاينة ومحابيهم
نعيم إبراهيم :
فعلها الاحتلال الصهيوني من جديد وارتكب مجزرة نكراء طالت هذه المرة عائلة فلسطينية في قرية دوما، جنوب شرق نابلس بالضفة الغربية.
أمام مرأى ومسمع العالم أجمع قدم مستوطنون صهاينة من إحدى المستوطنات القريبة إلى قرية دوما في الساعات الأولى من فجر يوم الجمعة 31-7-2015، وارتكبوا جريمة ذهب ضحيتها الطفل الرضيع علي دوابشة الذي استشهد حرقا في حين أصيب والده ووالدته إصابات خطيرة
تقول الرواية الصهيونية بلسان صحيفتي (يديعوت أحرونوت) و(هآرتس) العبريتين، أن المواطن أبو بشار دوابشة وصل مع نجله إلى المنزل المستهدف قبل أن يتجمع الناس، مشيراً إلى أنه سمع الأم وهي تصرخ «الحقونا قتلونا».
وأضاف: ما أن وصلنا إلى المنزل حتى شاهدنا رجلين ملثمين يرتديان ملابس سوداء، حيث حاولا ملاحقة نجلي وضربه قبل أن يفر منهما ويغادر المكان خوفا على حياته وهو الأمر الذي قمت به أيضاً قبل أن أعود ثانية بصحبة نجلي ونشرع في إنقاذ أفراد العائلة.
وأشار إلى أن رب العائلة طلب منه أن يسعف طفله الصغير الذي كان لا يزال داخل الغرفة المشتعلة، غير أنه لم يتمكن من ذلك بسبب كثافة النيران، حيث توفي الطفل محترقا في وقت لاحق.
بدوره، قال محمد دوابشة إنه حتى الساعة 1:50 من فجر الجمعة كانت القرية هادئة تماما وعند الساعة 2:25 فجرا بدأ الأهالي بسماع صرخات استغاثة قادمة من أحد المنازل تبين أنها من والدة الطفل الرضيع التي كانت تناشد المواطنين مساعدتها.
وأشار إلى أنهم استطاعوا الدخول إلى المنزل المستهدف وإنقاذ الرجل وزوجته فقط وإغلاق أنبوبة الغاز في المطبخ خوفا من انفجارها جراء الحريق. وقال «حاولنا الوصول إلى غرفة النوم لكن لم نستطع بسبب شدة النيران، وسمعنا صوت طفل يبكي ولم نستطع تقديم المساعدة له».
من جانبه، قال المواطن إبراهيم دوابشة إنه كان يتحدث مع خطيبته عبر الهاتف حين سمع صراخا من المنزل الذي يبعد عن منزل عائلته 20 مترا، فترك الهاتف وركض إلى حيث المنزل من أجل تقديم المساعدة.
وأوضح أنه لدى وصوله إلى المنزل شاهد ملثمين كانا يقفان بالقرب من «سعد» و«ريهام»، والدي الطفل علي، حيث كانا ملقييين على الأرض أمام شرفة منزلهما المحترق وقد أصيبا بحروق بالغة، مشيراً إلى أن الملثمين لم يكونا مسلحين وكانا يرتديان الجينز والقمصان السوداء ويضعان قبعة صوفية سوداء «لثاماً» يغطي وجهيهما.
وقال إن هذين الملثمين حاولا الاقتراب منه ففر إلى منزله لطلب نجدة شقيقه ووالده وعند عودتهم إلى المنزل ثانية لم يجدوا أيا من الملثمين.
وأضاف: إنه لدى عودته إلى المنزل وجد «سعد» غائبا عن الوعي وحاول أن يوقظه بعد سحبه من قدمه من أمام الشرفة، مشيراً إلى أن «سعد» طلب منه إنقاذ زوجته وطفله، حيث هرع مسرعا نحوهما ليجد والدة الطفل من دون ملابس وقد اشتعلت النيران في جسدها، فيما كان زجاج النافذة المكسور يغطي كامل جسدها بعد أن أغمي عليها تماما، ما دفعه إلى إلقاء «بطانية» على جسدها المشتعل وسحبها وإنقاذها ثم إنقاذ طفلها أحمد (4 سنوات).
وقال إبراهيم دوابشة إن الناس كانت في هذه الأثناء تتجمع وتحاول إخماد النيران إلا أنها كانت تلتهم المنزل ولم يستطع أحد الدخول لإنقاذ الطفل علي، مشيراً إلى أن طواقم الدفاع المدني الفلسطيني وصلت إلى المكان بعد نحو 40 دقيقة من قرية مجاورة، حيث وجدت جثة الطفل علي متفحمة.
لا فض فوه من قال إن جريمة حرق العائلة في القرية الوادعة تأتي كنتيجة طبيعية لتحول المدائن إلى هياكل بلاستيكية في ظل فقدانها للروح وفي ظل استباحة البيت العتيق في يبوس الناطقة بلغة كنعان الأولى…
إذاً الجريمة وقعت وحصدت أرواحا جديدة في صفوف الشعب الفلسطيني. الضحايا يتساءلون، ماذا انتم فاعلون أيها الفلسطينيون والعرب والمسلمون الرسميون؟ وماذا نتوقع من هيئة الأمم المتحدة ومؤسساتها الدولية، السياسية والقانونية والإنسانية؟
مات الولد يا سادة.. تفحم جسده الغض حرقا وحقدا صهيونيا بفعل أكاذيب مفاوضات السلام والفوضى الخلاقة ومشروع الشرق الأوسط الجديد والربيع العربي وما كان قبل ذلك وما سيأتي بعد ذلك من مشاريع تمويت القضية والشعب والحقوق وفقدان البوصلة.
سارع الاحتلال الصهيوني إلى إيصال الرد للجميع قبل سكب مزيد من مداد المنظمة الدولية واتخاذ أي قرار أو البدء بأية خطوة للإدانة والاستنكار والشجب.. في ذات اليوم لجريمة حرق عائلة دوابشة بالضفة الغربية، قتل الجنود الصهاينة فتى فلسطينيا في بيت لاهيا شمال غزة.
وأكدت مصادر طبية أن الشاب محمد حامد المصري (17 عاما) أصيب برصاصة قاتلة أدت إلى استشهاده على الفور، بينما أصيب شاب آخر بجروح وصفت بالمتوسطة وجرى نقلهما إلى مستشفى كمال عدوان، وأطلق الجنود الصهاينة النار على الشبان عندما كانوا يسيرون قرب المنطقة العازلة شمال قطاع غزة بشكل مفاجئ.
مع جريمتي دوما وبيت لاهيا تستمر قصة التغريبة الفلسطينية في فصولها المتوالية.. الأسباب معروفة والتداعيات جلية، فماذا انتم فاعلون؟
في حضرة الشهيد الرضيع علي دوابشة والشهيد الفتى محمد حامد المصري وكل الشهداء، كل المنظمات والهيئات الفلسطينية والاقليمية والدولية متهمون ومدانون إذا لم يكن فعلكم بحجم الجريمة الصهيونية الكبيرة.. ولا شك أن دماء الشهداء سوف تلعننا جميعاً إن لم نرد الصاع صاعين ونستعيد الحقوق المسلوبة كلها بقوة الحق الفلسطيني والعربي والأممي.