عدوان أردوغان على عفرين يتواصل ميدانياً وسياسياً … لا حسم عسكرياً في «غصن الزيتون».. وتوتر متصاعد مع واشنطن
| الوطن- وكالات
تواصل عدوان النظام التركي أمس على منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي ليزيد من ضحاياه من المدنيين رغم مزاعمه أن الهدف هو اجتثاث مقاتلي حزب «الاتحاد الديمقراطي – با يا دا» الكردي الذين كشفت تقارير أمس عن مواصلتهم تجنيد طالبات المدارس لمواجهة العدوان.
وفيما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحلم بحسم العدوان، وأنه «لم يبق إلا القليل» كان أركان نظامه يؤكدون توتر العلاقة مع واشنطن.
ووفقاً لوكالة أنباء «الأناضول»، استمرت الاشتباكات الممتدة من شمال شرق عفرين وصولاً إلى ريفها الجنوبي الغربي، أمس وكان أعنفها تلك التي تدور في بلدة بلبلة، على حين تحدثت ميليشيات أنقرة المسلحة بأنها باتت تشرف نارياً على بلدة راجو من ثلاثة محاور بعد السيطرة على التلال المحيطة بالبلدة.
بدورهم، أكد نشطاء في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي أيضاً أن «وحدات حماية الشعب» الكردية الذراع العسكري لـ«با يا دا» وانتقاماً من العدوان التركي قصفت بالمدفعية وراجمات الصواريخ مدينة إعزاز وأوقعت 9 إصابات بين المدنيين.
من جانبه أشار موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني إلى أن «وحدات الحماية» تمكنت من استعادة قرى ناحية «بلبل- زعرية» الحدودية بمحيط مدينة عفرين الغربي، بينما قصف الجيش التركي مواقعها في منطقة «شيراوا» جنوب غرب المدينة، واستطاع وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية السيطرة على قريتي «بيكو، وبلل كوي» في محيط بلدة «راجو».
وعلى حين وصل رتل عسكري تركي مؤلف من 9 عربات مدرعة ما بين ناقلات جنود وعربات قتالية إلى ولاية كليس الحدودية مع سورية أعلنت رئاسة الأركان العامة التركية، عن تحييد 897 من المسلحين الأكراد خلال عملية «غصن الزيتون»، وذلك في بيان أكد أن سلاح الجو التركي دمر أمس 15 هدفاً عسكرياً منها أوكار ومستودعات أسلحة وذخيرة.
وفي وقت لاحق مساء أمس أعلن الجيش التركي في بيان آخر أن «غارة جوية دمرت مواقع ومخابئ وملاجئ للإرهابيين في منطقة شيخ خورز» التابعة لعفرين.
وانتشر على شبكة الإنترنت، شريط فيديو يظهر فتاة من «وحدات الحماية» وهي تقوم بتدمير دبابة عن طريق استخدام صاروخ مضاد للدروع.
وذكرت مواقع إلكترونية نشرت الفيديو أن الدبابة المدمرة تعود لميليشيا «أحرار الشام» الموالية لتركيا وأن أحد المسلحين قتل نتيجة قنص الدبابة.
سياسياً وفي خطاب أمام أنصار حزبه «العدالة والتنمية» في ولاية بيتليس جنوب شرقي تركيا، قال أردوغان: «بدأت السيطرة على الجبال هناك.. ونتقدم حالياً نحو عفرين.. لم يبق إلا القليل».
ووجه أردوغان خطابه لمقاتلي «حزب العمال الكردستاني» و«الاتحاد الديمقراطي» قائلاً: «قلنا لكم إن زعزعتم أمن شعبنا فستكون طائرات «إف 16» فوق رؤوسكم، وستدمر مروحياتنا ومدفعيتنا ودباباتنا أوكاركم».
من جانبه وفي تصريحات أدلى بها خلال اجتماع مع محامين بقصر جانقايا في العاصمة أنقرة، أكد رئيس وزرائه بن علي يلدريم، أن بلاده ستواصل عملية «غصن الزيتون» حتى تطهير المنطقة من جميع إرهابيي منظمة «بي كا كا/ با يا دا» وتنظيم داعش، من دون الاكتراث لما يقوله الآخرون، منوهاً بأن العملية هي مسألة «أمن قومي بالنسبة إلى تركيا».
وزعم يلدريم، أن تركيا تكافح بلا هوادة المنظمات الإرهابية داخل البلاد وخارجها، وأن بعض الأطراف (لم يحددها) «تحاول تشويه الكفاح المشروع الذي تنفذه أنقرة ضد الإرهاب».
أما وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، فأكد في حديث صحفي بأن العلاقات التركية الأميركية تمر بمرحلة حرجة، محذراً واشنطن من استمرار دعم ميليشيا «الحماية الكردية».
واعتبر جاويش أوغلو، أن الدعم العسكري الذي يقدمه الجيش الأميركي لميليشيا «حماية الشعب» في سورية، ليس من شأنه تعريض أمن تركيا للخطر وحسب، بل تسميم الشراكة المستمرة منذ مدة طويلة بين أنقرة وواشنطن، مؤكداً أن العلاقات التركية الأميركية تمر بمرحلة حرجة، في ظل الخلافات في وجهات النظر بين البلدين، ولاسيما بشأن دعم واشنطن للميليشيات الكردية ونشاط منظمة «فتح اللـه غولن»، التي قامت بمحاولة انقلابية فاشلة في تركيا، على أراضيها.
في مقابل ذلك قال مدير المركز الإعلامي لـ«قوات سورية الديمقراطية– قسد»، مصطفى بالي، والتي تشكل «حماية الشعب» عمودها الفقري: إن قواته ستدافع عن مدينة عفرين حتى آخر مقاتل من القوات، مشيراً إلى أن مشروع الإخوان المسلمين الإرهابي، بقيادة تركيا، لن يعبر من عفرين.