أميركا تسترجع خطاب الكيميائي من منصة مجلس الأمن.. وموسكو لن تؤيد بياناً لا يعتمد على وقائع مثبتة … دمشق: واشنطن تلفق الأكاذيب إنقاذاً لإرهابييها
| وكالات
فيما بدأت الأجواء الايجابية تصبغ المناخ السياسي المحيط بالأزمة السورية، بعد النجاح اللافت الذي حققته موسكو في إصرارها على عقد مؤتمر «سوتشي» للحوار، وعلى وقع التطورات الميدانية المتسارعة التي يخوضها الجيش العربي السوري وحلفاؤه على جبهات القتال، وخصوصاً على الجبهة الشمالية، والاقتراب من هز الكيانات الأساسية لجبهة النصرة وشركائها، أخرجت واشنطن «المنزعجة» من كل ما يجري، ورقتها الكيميائية مجدداً للتداول، مسترجعة خطاباً معروف الأهداف، ومصوبة أسهم انتقاداتها صوب روسيا، التي بدت أكثر ثباتاً في مواقفها تجاه أي بيان أو خطاب غير مبني على وقائع مثبتة.
وخلال جلسة لمجلس الأمن، عقدت مفتوحة على عكس ما كان مقرراً، وذلك لمناقشة مسألة التخلص من استخدام السلاح الكيميائي في سورية، أكد القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الوزير المفوض منذر منذر، أن سورية تدين وترفض أي استخدام للأسلحة الكيميائية وأي نوع من أسلحة الدمار الشامل باعتباره جريمة ضد الإنسانية.
وأوضح منذر أن المستهدف الأساسي باستخدام الأسلحة الكيميائية في سورية هو الشعب السوري، الذي لا يزال ضحية لجرائم المجموعات الإرهابية، وأضاف: إن ادعاءات الولايات المتحدة باطلة ورخيصة، وسورية صاحبة المصلحة الأولى في معرفة الحقيقة، وندعم أي إجراء يتخذه مجلس الأمن إذا كانت النية الكشف عمن يتاجر بالدم السوري.
وقال: إن «الولايات المتحدة تلجأ إلى تلفيق الاتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائية، كلما أدركت أن المجموعات الإرهابية التي تدعمها باتت في مأزق أمام تقدم الجيش العربي السوري».
وأضاف منذر: إن سورية تؤكد أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يتحملون المسؤولية الكاملة، عن تعطيل التحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية من خلال التغطية على جرائم الإرهابيين في سورية.
من جانبه أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أن الحكومة السورية تتعاون مع المجتمع الدولي للحيلولة من دون وقوع الأسلحة الكيميائية في أيدي المجموعات الإرهابية.
وأوضح المندوب الروسي خلال جلسة مجلس الأمن، أن موسكو ليست مقتنعة بالاستنتاجات التي توصلت إليها آلية التحقيق المشتركة في استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية.
وقال المندوب الروسي: «تم تدمير الأسلحة الكيميائية في سورية بالكامل من قبل الحكومة السورية، ولن نعيد إحياء الآلية المشتركة التي فقدت مصداقيتها»، وأضاف: إن «البيانات التي طرحها البعض في مجلس الأمن حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية غير مقبولة بصيغتها الحالية، ولا تستند إلى أي أدلة، والصيغة المطروحة تهدف إلى «اتهام الحكومة السورية بلا أساس باستخدام السلاح الكيميائي الذي لم يثبت بعد».
مندوب روسيا أكد أن بلاده لن تؤيد بياناً حول الهجمات الكيميائية في سورية، لا يعتمد على وقائع مثبتة، مشيراً إلى أن هناك أسئلة مفتعلة جديدة تطرح على السوريين، ويريد البعض استمرار ذلك إلى ما لا نهاية».
كلام المندوب الروسي جاء بعد اعتبار المندوبة الأميركية نيكي هايلي أن «روسيا تعيدنا إلى الوراء من أجل الحدّ من استخدام الأسلحة الكيميائية».
وقبل الدخول إلى الجلسة، ركّز مندوبو كل من فرنسا وبريطانيا وهولندا على رفض أيّة آلية تقترحها روسيا، لا تشابه آلية التحقيق المشتركة المنحلّة، في تحديد المسؤولية عن الهجمات الكيميائية المزعومة بما فيها غاز الكلور.