شؤون محلية

لماذا يتجاهل طلب 24 ألف بحار سوري يجوبون العالم بإحداث نقابة خاصة بهم؟!

| طرطوس- الوطن

رغم مضي سنوات عديدة على مطالبهم المحقة القاضية بإحداث نقابة خاصة بهم تكون تابعة لاتحاد العمال، ورغم إثارة قضيتهم في «الوطن» في عددها الصادر في العشرين من كانون الأول 2015. فإن البحارة السوريين الذين يجوبون العالم على ظهر السفن السورية وغير السورية والذين يزيد عددهم على الـ(24) ألف بحار في مختلف الاختصاصات مازالوا ينتظرون رحمة الجهة المعنية وموافقتها على إحداث تلك النقابة التي يعوّلون عليها للدفاع عن مصالحهم في مواجهة أصحاب السفن وغيرهم وتنظم العلاقة معهم بدل التشتت والضياع الذي يشعرون به ويعيشونه منذ زمن طويل!
طرحت هذه القضية مجدداً أمام وزير النقل خلال لقائه مع أبناء جزيرة أرواد يوم الجمعة الماضية بحضور وزير السياحة والسلطات المحلية بطرطوس وحضور مدير عام الموانئ (السلطة البحرية) وعبر البحارة من أبناء الجزيرة عن استغرابهم من عدم إصدار قرار الإحداث لتاريخه رغم أهمية النقابة لشريحة تعمل وتتعب وتعاني وتجلب قطعاً أجنبياً تصرف معظمه في الوطن، ورغم أن كافة عمال الوطن الآخرين تمثلهم نقابات بدءاً بعمال العتالة وعمال النقل البري وعمال الخطوط الحديدية مروراً بعمال المرافئ والتوكيلات الملاحية (العامين) وليس انتهاء بعمال النفط والصحة والإسمنت والغزل والإنشاءات… الخ.
وهنا نشير إلى أن المديرية العامة للموانئ أكدت أن عدد البحارة السوريين الإجمالي الحاصلين على دفاتر البحارة وصل لأكثر من خمسة وعشرين ألف بحار من مختلف الاختصاصات معظمهم من أبناء محافظتي طرطوس واللاذقية وأكدت في كتاب خطي ضرورة وأهمية إحداث نقابة لهم تمثلهم أمام المراجع المختصة وتكون ذات شخصية اعتبارية (طبعاً هذا يعني عدم جواز إتباعهم للجنة نقابية ضمن نقابة محدثة كون اللجنة لا تتمتع بالشخصية الاعتبارية التي يحق لها تمثيلهم أمام الغير).
كما أوضحت السلطة البحرية (الموانئ) أن سورية تستكمل حالياً إجراءات الانضمام والتصديق على اتفاقية العمل البحري (mlc) لعام 2006 إذ يتطلب وضع هذه الاتفاقية موضع التنفيذ وتوفير شروط الانضمام إليها وجود نقابة خاصة بالبحارة السوريين تمثلهم في نطاق الاتفاقية وتمثل الحكومة السورية وزارة النقل كما تمثل غرفة الملاحة البحرية مالكي السفن.
كما نشير إلى أن المرسوم التشريعي 29 لعام 1986 أناط بالاتحاد العام لنقابات العمال مهمة الاهتمام بأمور ومصالح العمال السوريين العاملين خارج القطر ومن ثم يفترض بالمكتب التنفيذي للاتحاد العام إحداث هذه النقابة دون تأخير.
على أي حال وعد وزير النقل بالعمل على إحداث هذه النقابة نزولاً عند رغبة البحارة السوريين المتمسكين بحبهم لوطنهم أينما ذهبوا وحيثما حلوا ونظراً لضرورتها وأهميتها من كل الجوانب وما نأمله أن يتحول الوعد قريباً إلى حقيقة بعيداً عمن يحاول منع إحداثها تحت حجج غير موضوعية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن