رياضة

نعشقها على عِوجها

خالد عرنوس : 

أثيرت في الآونة الأخيرة في وسائل إعلامنا وفي كواليس اتحاد كرة القدم ومن يدور في فلكه من إداريين ومدربين وحتى مراقبين ومتابعين مسألة توقيت مباراة منتخبنا (السوري) بكرة القدم مع نظيره الياباني ضمن التصفيات المزدوجة لنهائيات آسيا والمونديال، ومما لفت نظري الشواهد التي أوردتها «الوطن» في العدد الصادر أمس حول فساد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والمأخوذة من كتاب (كيف سرقوا اللعبة) لمؤلفه البريطاني ديفيد يالوب والذي نشر نهاية الألفية الثانية.
الكاتب تمحص وقرأ كثيراً وقابل عدداً غير قليل من العاملين في الحقل الكروي قبل أن يخط كتابه بأسلوب شائق جداً وبعبارات وأوصاف منمقة وسرد تحليلي مرفقاً بالأرقام وتفاصيل لا يعلمها حتى الكثير من الإعلاميين العاملين في مجال كرة القدم ليصدر مؤلفاً يجب على كل مهتم بشؤون اللعبة الشعبية الأولى قراءته للاطلاع على بعض ما يجري في كواليس أعلى سلطة كروية في العالم.
الكتاب قرأته شخصياً بعد صدوره مترجماً على حلقات في إحدى الصحف العربية لكنني نسيت الكثير من تفاصيله حتى أعادني إليه الزميل محمود فأعدت قراءة بعض فصوله بتمعن لأكتشف أو أستعيد بشكل أدق اكتشاف بعض التفاصيل ببعض العمليات القذرة التي شهدتها اللعبة طوال ثلاثة عقود كنت خلالها متابعاً شغوفاً لكل أحداثها.
ما أريد الوصول إليه هو أن لعبة كرة القدم تعلقنا بها منذ الصغر ليست فقط لعبة بسيطة يستمتع بها ممارسوها ومتابعوها على حد سواء من أصغر بقعة في أدغال إفريقيا أو شواطئ الريفيرا أو شواطئ الكوباكابانا إلى أفخر ملعب كنيوكامب أو برنابييه أو أليانزا أرينا أو أولد ترافورد.
بل هي لعبة معقدة بدءاً من مدارس الناشئين وما يجري في بعضها من مخالفات ومحسوبيات وليس انتهاءً بقمة البطولات (كأس العالم) ومنذ دخول المال كشريان مغذ أساسي لها وجد فيها البعض واحة واسعة أو نبعاً لا ينضب من المال حلاله وحرامه فراجت تجارة كرة القدم وظهر الفساد بل انتشر كالنار في الهشيم حتى أصبح ظاهرة غطت على الكثير من جمالية اللعبة ونظافتها كرياضة يتعلق فيها خمس سكان المعمورة على الأقل.
لكن هل علينا قبول هذه الظاهرة كوضع مكمل للعبة اكتسبت شعبيتها من خلال بساطتها وغرابة نتائجها في بعض الأحيان وعدم خضوعها لمنطق أو قانون عقلي، ونقنع أنفسنا أن كرة القدم مجموعة من الأمور المعقدة التي تكمل صورها المبهرة من إثارة وإدارة وشغب وعنصرية وفساد أخلاقي ومالي، ذلك هو السؤال؟!.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن