وزير الذكاء!!
| عبد الفتاح العوض
تم تعيين أول وزير للذكاء الاصطناعي في العالم. أنا من جيل بدأ حياته على ضوء «الشمس والقمر والكاز» وساءل نفسه كيف يخرج الصوت من الهاتف اليدوي ثم نصف الآلي.. وكذا تعجب من رؤية البشر في التلفزيون.
هو هذا الجيل الذي يحمل العالم الآن في «كفه».
كثيرون من جيلي يدركون مدى الصعوبة بالانتقال من مرحلة إلى أخرى، وتزداد مع الأيام صعوبات التعلم، وبالأوقات ذاتها تزداد فيها فرص الحياة الذكية.
في سورية لا شك أنكم استمعتم إلى «الفخر» بأتمتة بعض الخدمات هنا وهناك وأن التخلص من الورقيات يوفر على الخزينة مبالغ بمليارات الليرات السورية.
نحن الآن في حالة حرب، ولا شك أنها أوقفت الكثير من المشاريع الطموحة في سورية، ففي وقت ما كنا نتحدث عن حكومة إلكترونية، وملخص فكرة الحكومة الإلكترونية أنها تخفف إلى الحدود الدنيا الاعتماد على العامل البشري في «الإجراءات الحكومية»، هذا العامل البشري القابل للخطأ والقابل للفساد، وكذا الذي يزيد من التكاليف بشكل أو بآخر.
تلكأت كثيراً خطواتنا في هذا المجال، وأصبح الحديث عن توفير ورق ومراسلين وتكاليف نقل هي الفائدة الكبرى من «الأتمتة»، على حين الأهم من ذلك هو تقليل العنصر البشري من ناحية القدرة على التدخل والفساد.
في العالم يتجه الذكاء الاصطناعي لتسهيل حياة الناس والرفاهية، على حين ما زلنا نتحدث عن خطوات خجولة في هذا المضمار.
الطريق في هذا المجال سالك بسهولة، والعالم يتجه بذكاء نحو أشياء تبدو لنا كما لو كانت السحر الذي يتقنه العالم، على حين يتقن كثيرون في العالم الثالث سحراً من النوع الآخر!!
ما يفكر به أصحاب الذكاء الاصطناعي هو تحويل الأرض أو حتى الكون إلى مكان أفضل، ويتحدثون عن صحة البشر، ويقاربون اتجاهات أخرى نحو التنبؤ بالكوارث ومكافحة الشيخوخة.
لكن كل ذلك لا يعفي من السؤال المهم:
هل حياتنا ستصبح أفضل مع كل هذا الذكاء المتوقع؟!
الإجابة عن هذا السؤال قد تكون محيرة، وقد لا تكون مهمة أصلاً، لأن التراجع إلى الوراء غير ممكن.
العالم يلزمنا بالاتحاد مع أجهزة الهواتف المحمولة… الموبايل والإنسان أصبحا جزءاً واحداً. وخاصة مع تحولات قادمة بآليات دفع الأموال وشراء السلع، والذهاب إلى المواعيد وطلب الخدمات، تحميل الذكريات والاستشارات الطبية كلها ستكون معك.. التعليم لن يحتاج إلى حفظ معلومات.
نحن ما زلنا بعيدين عن هذا الكم من العلاقة مع الموبايل أو مع الحياة الذكية، لكن كثيراً من دول العالم قطعت أشواطاً مهمة في هذا المجال، والفجوة لا يمكن أن تكون كبيرة إلى فترات طويلة، فنمط الحياة الذكية يفرض نفسه بقوة، وأحياناً بعنف نفسي، فالإنسان إن لم يكن ضمن منظومة الحياة الذكية فسيعيش مبعداً ووحيداً. إن لم تعش مع الحياة الذكية حتماً فستكون في الحياة الغبية.
نعود إلى سورية لنسأل… من يستحق أن يكون وزير الذكاء؟!
أقوال:
• لا تعجب إن قلت لك إن الذكاء غير العقل، فاللصوص والمحتالون والمزورون والكاذبون والمنافقون أذكياء، وليس بينهم عاقل واحد.
• ذكاء يحول القبح جمالاً على حين لا يستطيع الجمال إصلاح الجهل.
• كن أذكى من الآخرين من دون أن تخبرهم بذلك.
• قس ثروتك الحقيقية بما لا يمكنك أن تفقده في حال فقدت كل ما لديك من مال.