شؤون محلية

هوس الدكتوراه

| ناجي صباح عبيد

الدكتوراه في العالم هي بمثابة السلك العلمي الأول بعد الماجستير فهي المدخل إلى عالم البحث العلمي والتأليف والنشر في المجالات العلمية المتخصصة والعمل الأكاديمي المتخصص الذي لا ينتهي بتقاعد حاملها بل لا ينتهي إلا بموته، ويتم تقييم الباحث حامل الدكتوراه من خلال البحوث التي قدمها للمجتمع وليست مجرد صورة توضع على الجدار استعراضاً.
من منا لا يحب سورية؟ من منا لا يريد التطور في كل مناحي الحياة؟ لاحظت أن هذا اللقب بدأ يفقد بريقه، وأحياناً «مصداقيته» لأن أغلبية المسؤولين عندنا أصبحوا «دكاترة»! هذا مشجع ويدعو للتفاؤل بالمستقبل المرجو، والمنشود والمأمول للغالية سورية، ولكن أين بقية الشعب من أساتذة ومهندسين وو… إلخ؟
أين أصحاب الخبرات؟ هل أصبحوا «درجة ثانية»؟ أحياناً أسأل في أي المجالات أصبحوا «دكاترة»؟ والحياة جامدة حولهم تسير ببطء شديد تكاد أن تقف! ووجوههم كالحة عابسة جامدة، فهو يحمل الدكتوراه.. هل ستقدمون انجازات فعلية بهذه الشهادات أم إنها مزيد من طبقات الأغلفة تغلفون بها أنفسكم لتبتعدوا عن أوجاع وهموم المواطن؟
والمشكلة الأكبر كيف وصل حاملو الشهادات المزورة إلى مناصبهم؟ لماذا لا يتم البحث عن مصدر هذه الشهادات للجميع؟ لماذا لا يتم وضع تقييمات أداء وليس تقييمات ولاء؟
من يحمل هذه الشهادة يجب أن يقدم كل ما هو جديد لهذا المواطن المكلوم، من يحمل هذه الشهادة يجب أن يطور ويحدث، من يحمل هذه الشهادة يجب أن يرتقي تواضعاً ويحمل كل من حوله لنقلة فكرية تطور بلادنا وخصوصاً في ظل هذه الحرب الإرهابية التي نواجهها.
وإذا أردتم التحقق من كلامي انزلوا إلى الشوارع.. ولكن الشوارع الخلفية وليس الأمامية، لا تعتمدوا على المنافقين، والمتزلفين، والانتهازيين، والوشاة بأخذ معلوماتكم.
حامل الدكتوراه أصبح في نظر الجميع قدوة للمجتمع، قائد للرأي العام، شهادة كبيرة يفتخر بها عندما تكون موثوقة، فلا تجعلوا الدال، جداراً بينكم وبين المواطن، بل جسر عبور للوطن بعيداً عن محنته.
إن العمل على الاهتمام بكل الدرجات العلمية وحتى أصحاب الخبرات والاعتماد على النشاط العملي ذي النتائج الملموسة ينهي ظاهرة أضواء الدكترة، كي تتجه الأنظار لمن يقدم للشعب بدلاً ممن يحاول التعالي عليه.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن