دجّنوا تفاؤلكم
| غانم محمد
كنتُ من بين الأوائل الذين طالبوا بمدرب أجنبي يقود كرتنا في مرحلة ما بعد تصفيات كأس العالم، وأنا الآن من الفرحين بالتوصّل إلى اتفاق مع المدرب الألماني بيرند ستينغ، ومن طبعي أميل للتفاؤل عندما يتعلق الحديث بأي من منتخباتنا الوطنية مع أن مقومات التفاؤل لا تتوفّر دائماً.
الكرة السورية بقيادة أجنبية من جديد بعد سبع سنوات بإدارة فنية محلية أعطت المبرر القوي لتقبّل فكرة الأجنبي حتى دون السؤال أو التدقيق على مستواه أو عمّا سيضيفه، وبالطبع فإن الجملتين الأخيرتين ليستا مرتبطتين بالمدرب الحالي ومازلنا نتحدث بالعموم.
المهم في الأمر أن القائمين على أمور كرتنا قالوا بعد الاتفاق مع ستينغ: إن هدفه الحضور بين الأربعة الكبار في آسيا 2019 فكان أن ردّ عليهم البعض ولماذا لا يكون الهدف لقب كأس آسيا؟
من حقّنا ومن واجبنا أن نعمل من أجل هذا الهدف لكن علينا أن نفعل ذلك بعقل وبموضوعية دون اللجوء إلى فقاعات وشعارات نعجز عن تأمين الحدّ الأدنى من إمكانية استمرارها فنرتد على أعقابنا خائبين.
نعم لدينا لاعبون جيدون، وصحيح أننا متفائلون بعمل كروي نوعي مستقبلاً، لكن ثمة حقائق نذكّر بها قبل أن نبدأ ومنها أن المدرب القادم لمنتخبنا سيضع برنامجاً إعدادياً لا نشكّ بصوابيته، لكننا لا نثق بقدرة الاتحاد الرياضي على توفير التمويل الكافي له، والاتحاد الآسيوي لن يدفع لمنتخبنا تكاليف برنامج ترفيهي على سبيل المثال فهل سيفعل الاتحاد الرياضي ذلك؟ طرحناه مثالاً لنقيس عليه.
نعم لدينا لاعبون جيدون، وصحيح أن المنتخبات الآسيوية ليست في حالاتها المثالية لكن من قال: إن المنتخبات الآسيوية لن تعمل وتصحح أحوالها قبل نهائيات آسيا وخاصة أن خمسة من منتخبات نهائيات آسيا 2019 تلعب في نهائيات كأس العالم!
خلاصة الكلام: يجب أن يبقى سقف تفكيرنا لقب آسيا القادم لكن هذا بحاجة إلى تدعيم دون ملل ودون حديث عن سقف محدد للدفع.