هدوء على جبهة الغوطة الشرقية.. وأنباء عن مفاوضات ماراثونية و«حميميم» تحذر: سندعم تحركات الجيش
| موفق محمد
خيم هدوء تام أمس على جبهة غوطة دمشق الشرقية، وسط أنباء عن مفاوضات ماراثونية تجري بين الجيش العربي السوري والميليشيات بشأن التوصل إلى تسوية برعاية روسية، بعد وصول حشود للجيش إلى مشارف المنطقة.
وحذرت قاعدة «حميميم» المسلحين، بأن موسكو ستدعم تحركات الجيش للقضاء على تنظيم جبهة النصرة الإرهابية هناك في حال لم تفلح الوسائل السلمية في تحقيق ذلك.
وبحسب مصادر أهلية في شرق العاصمة تحدثت لـ«الوطن»، فقد شهدت الجبهة هناك يوم أمس هدوءاً عاماً، حيث لم تجر اشتباكات بين الجيش العربي السوري والميليشيات المسلحة المتحصنة في الغوطة.
كما لوحظ عدم تحليق طائرات من سلاح الجو التابع للجيش في سماء المنطقة، على حين لم تستهدف أحياء العاصمة الآمنة بقذائف ميليشيات الغوطة.
كما تحدثت مصادر إعلامية معارضة عن تراجع وتيرة المعارك على جبهة الغوطة الشرقية.
ترافق، ذلك مع حديث مصادر مطلعة على ملف المصالحات المحلية لـ«الوطن» عن مفاوضات مكثفة تجري بين الجيش العربي السوري والميليشيات المسلحة في الغوطة الشرقية عبر وساطة روسية للتوصل إلى اتفاق مصالحة في المنطقة.
ولفت المصادر، إلى أن تكثيف المفاوضات جاء بطلب من الميليشيات المسلحة بعد أن ضاق الأفق أمامها، وضغط الجيش العربي السوري عليها، إثر عدم التزامها باتفاق «خفض التصعيد» الذي يشمل مناطق في الغوطة الشرقية.
جاءت تلك التطورات وسط تقارير وأنباء عن استقدام الجيش العربي السوري لمزيد من التعزيزات إلى محيط الغوطة الشرقية، تمهيداً لتنفيذ عملية عسكرية واسعة تهدف لاستعادة السيطرة عليها في حال فشلت المفاوضات في التوصل إلى اتفاق مصالحة.
ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر معدات عسكرية للجيش قالوا إنها تتجه إلى الغوطة الشرقية.
ومما يعزز ما سبق ذكره من مفاوضات ماراثونية للوصول إلى اتفاق مصالحة واستقدام الجيش لتعزيزات إلى محيط الغوطة الشرقية، ما جاء في منشور لـ«القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية» في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قالت فيه: «ستدعم موسكو تحركات القوات الحكومية البرية في منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية للقضاء على تنظيم جبهة النصرة الإرهابية في حال لم تفلح الوسائل السلمية في تحقيق ذلك».
وتعتبر ميليشيات «جيش الإسلام» المدعوم من السعودية و«فيلق الرحمن» المدعوم من قطر وتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي المدعوم من قطر والسعودية من أبرز الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية التي تسيطر على غوطة دمشق الشرقية.
وانضمت مناطق في الغوطة الشرقية إلى اتفاقات «خفض التصعيد» الأربعة التي تم الاتفاق عليها بين الدول الراعية لمسار أستانا، روسيا وإيران وتركيا، العام الماضي، والتي تنص على استثناء المناطق التي يتواجد فيهما تنظيما داعش و«جبهة النصرة»، وتدعو الميليشيات المسلحة إلى طرد هذين التنظيمين من مناطق سيطرتها أو محاربته.
لكن تلك الميليشيات المتواجدة في غوطة دمشق الشرقية لم تلتزم باتفاق «خفض التصعيد»، وواصلت اعتداءاتها على الأحياء الآمنة في مدينة دمشق وريفها بالقذائف الصاروخية والهاون ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والإصابات.
كما لم تعمل تلك الميليشيات على طرد «النصرة» من المنطقة ولم تحاربها، لا بل تحالفت معها وشنت لعدة مرات هجمات على مواقع الجيش العربي السوري كما حصل مؤخراً في محيط إدارة المركبات بمدينة حرستا.
واعتبر وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر، أواخر العام الماضي أن تركيا والسعودية وقطر لم تثبت حسن نياتها تجاه سورية من خلال تجربة اتفاقات «مناطق خفض التصعيد»، كما أن هذه التجربة لم تؤد إلى إنجاز مصالحات محلية حقيقة في هذه المناطق.
وأوضح حيدر حينها، أن الدولة السورية لم توقع على اتفاقات «مناطق خفض التصعيد» ووافقت عليها على اعتبار أنها اختبار لنيات هذه الدول وتحديداً السعودية وتركيا وقطر، ومن ناحية أخرى أن تقود هذه التجربة وهي مؤقتة لستة أشهر إلى الانطلاق باتجاه مصالحات محلية في هذه المناطق حتى تسير بالاتجاه الصحيح».
وأضاف: «حتى الآن في الحقيقة هذه التجربة لم تأخذنا لا بالاتجاه الصحيح لناحية اختبار النيات، فتركيا لم تثبت نيات حسنة ولا السعودية ولا قطر، وبالوقت نفسه لم نذهب مع المجموعات المسلحة الموجودة على الأرض في هذه المناطق إلى أن ننجز مصالحات محلية حقيقية في هذه المناطق».
وتابع: «أستطيع أن أقول إنه حتى عنوان أن «مناطق خفض التصعيد» هو مقدمة للحرب على الإرهاب لم يحصل حتى هذه اللحظة في المناطق التي تم فيها خفض التصعيد».