سورية

انتقد غيابها عن «المشاورات الإقليمية والدولية».. ودعا لمبادرة سريعة لوقف القتل…غليون: إخفاق المعارضة بتكوين «قطب وطني» يزيد احتمال حصول الحل على شكل «المحاصصة»

انتقد رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض السابق برهان غليون أمس غياب المعارضة السورية عن المشاورات الإقليمية والدولية حول الأزمة التي تشهدها سورية منذ أكثر من أربعة أعوام ونصف في إشارة إلى «اللقاء الروسي الأميركي السعودي» في قطر، محذراً من ازدياد «احتمال ألا يأتي الحل إلا على شكل المحاصصة واقتسام مناطق النفوذ».
وفي تدوينه له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قال غليون: «واضح أن جزءاً كبيراً من المشاورات الإقليمية والدولية الدائرة اليوم تخص الأزمة السورية. وهي تجري في غياب كامل لأي محاور سوري يتحدث باسم السوريين كشعب وكوطن ويمسك بقضيتهم التي ثاروا من أجلها وضحوا بكل غال ورخيص في سبيلها، قضية الحرية والكرامة والمساواة والعدالة والسلام». وأشار عضو «الائتلاف» المعارض إلى أنه «مع إخفاق المعارضة السورية في تكوين قطب وطني قوي مقنع يدافع عن مصالح سورية العليا (…) يزداد احتمال ألا يأتي الحل إلا على شكل المحاصصة واقتسام مناطق النفوذ».
وأضاف «نحن، النخب السورية، المعارضة والموالية، المسؤولون بالدرجة الأولى عن هذا المصير الأليم. وإن دل هذا على شيء فهو يدل على أننا نحكم بلداً كبيراً لا نستحقه وشعبا عظيما لا نعرف معدنه ولا نقدر تضحياته».
ولفت إلى أن «سورية وشعبها تحتاج اليوم إلى مبادرة سريعة وقوية لوقف القتل والتشريد والدمار، وإلى تدخل إسعافي دولي ومستعجل قبل أن يفوت الأوان ونخسر كل شيء وتخسر المنطقة والعالم الأمل في أي سلام أو استقرار. وإلا لن يكون نصيب السوريين من مقترحات (المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان) دي ميستورا لإخراجهم من المحنة أفضل من نصيب ضيف جحا الذي جلس، ليلة كاملة، ينتظر طعاما يطهى على نار شمعة مترنحة وضعت تحت قدر معلق في سقف البيت».
وفي إشارة إلى ما يبدو إلى لقاء وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة والسعودية في العاصمة القطرية الدوحة، قال غليون في تدوينة أخرى «بعد أن سلخوا جلدها، هاهم يتفاوضون اليوم على تقاسم أشلائها».
كما اعتبر غليون أن «من يطلب من السوريين أن يتوصلوا إلى تفاهم واتفاق في ظروف تجاذبات القوى الإقليمية واستثماراتها الهائلة في الحرب السورية كمن يحذر غرقى في بحر متلاطم تقذفهم الأمواج في كل الاتجاهات ويدعوهم إلى أن يتجمعوا ويمسك بعضهم بأيدي بعض بدل أن يدفع إليهم بقارب نجاة قادر على لمهم وإنقاذهم».
وأضاف: «ليس لمهمة المبعوث الدولي معنى آخر سوى بناء هذا القارب القادر على التقاطهم وجمعهم. كل ما عدا ذلك من تحليلات وتوصيات وتحذيرات لا معنى له ولا ينقذ أي حي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن