الأولى

تركيا صعدت لتأمين «معبر حدودي» بين حلب وإدلب.. والاتفاق ليس لحماية «بايادا» … «لوجستيات» تؤخر دخول «قوات شعبية» لدعم أهل عفرين

| حلب – الوطن

ترقبت عفرين حتى ساعة تحرير الخبر أمس دخول «قوات شعبية» غير عسكرية كان يفترض أن تصل إليها خلال ساعات بعد الظهر، وفق ما أعلنته مصادر إعلامية رسمية قالت: إن الهدف منها «دعم صمود أهلها في مواجهة العدوان الذي تشنه قوات النظام التركي على المنطقة وسكانها» منذ شهر، وفشل خلاله الجيش التركي عبر عملية «غصن الزيتون» من تحقيق خروقات ميدانية جوهرية.
وكشفت مصادر متابعة لـ«الوطن» أن الاتفاق الذي جرى بين الدولة السورية و«وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية، «ما زال سارياً» وكان سيدخل حيز التنفيذ أمس لولا «أمور لوجستية» أخرت تطبيقه على الأرض ذاتها التي شهدت دخول حافلات إلى عفرين تقل وفداً مدنياً قوامه المئات من أهالي حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب ومدينة منبج، عن طريق مدينتي نبل والزهراء، وعبر معبر الزيارة للتنديد بالعدوان التركي ولدعم صمود سكان عفرين الذين استقبلوا الوفد بحفاوة.
جاء ذلك بعد يوم واحد من تردد أنباء عن التوصل إلى اتفاق ينص على نشر عشرات النقاط للقوات السورية الرديفة لا تستثني مدينة عفرين وجرى التحضير لها مسبقاً.
وعلمت «الوطن» أن الجيش لم ولن يترك أهالي المنطقة، ومنذ بدء العدوان كانت مدفعيته تساندهم في صد ذلك العدوان وستستمر في ذلك، مشيرة إلى أن الجيش سيساند من بعيد «القوات الشعبية» التي ستدخل.
وبحسب معلومات «الوطن» فإن الجيش لن يدعم أياً من المسلحين الأكراد، وعندما يدخل فهو بهدف إعادة السيطرة وحماية الأهالي، مع التأكيد على تخلي مسلحي حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي «بايادا» عن الجنود السوريين الذين طلبوا مساعدتهم في مرات سابقة، ولم يقدموا أي مساعدة حينها، وهذا الغدر لن يمنع الجيش من الدفاع عن أهالي عفرين، ولن يجعله أيضاً يثق بهؤلاء الذين لم يطلبوا المساعدة من الجيش إلا لكونهم في وضع ضعيف، ولأن من ترك جنوداً سوريين ليستشهدوا سابقاً من دون تدخل للمساعدة سيكرر خيانته وغدره في المستقبل.
من جهتها نقلت وكالة «رويترز» عن المتحدث باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية نوري محمود قوله: «ليس هناك أي اتفاق، فقط يوجد دعوة من قبلنا بأن يأتي الجيش السوري ويحمي الحدود».
بالعودة إلى المصادر المتابعة، فقد بينت أن قصف الجيش التركي للطريق الذي ستسلكه «القوات الشعبية» إلى عفرين عبر جبل الأحلام والباسوطة وجنديرس، والذي يتفرع عن طريق حلب إعزاز لجهة الشمال الغربي، أرجأ بدء تنفيذ الاتفاق في انتظار وضع حل تسعى الحكومة التركية إلى عرقلته لأنه ينزع ذرائع تدخلها العسكري والذي لم يؤت ثماره ميدانياً.
وربطت المصادر تنفيذ الاتفاق بـ«التوقيت المناسب»، وغير المستبعد في أي لحظة، دون تعرض القوات للخطر الذي لوح به الجيش التركي وطال أيضاً منطقة الأشرفية داخل مدينة عفرين حين وصول وفد الأهالي المتضامنين من حلب.
وأشار مراقبون عسكريون لـ«الوطن» إلى أن سبب مماطلة أنقرة في السماح لتنفيذ الاتفاق هو سعيها لإقامة ممر بري شمال عفرين يصل مناطق سيطرة ميليشيا «الجيش الحر» التابعة لها في إعزاز شمال شرق عفرين ومناطق ميليشيا «درع الفرات» شمال شرق حلب، بريف إدلب الشمالي الشرقي عند بلدة أطمة الحدودية وعبر ريف عفرين الشمالي.
وأضاف المراقبون: إن هدف «غصن الزيتون»، بحسب المجريات الميدانية، راهناً هو وصل الجيوب التي سيطر عليها الجيش التركي بمساندة الميليشيات المسلحة في المناطق الحدودية من عفرين من جهتي الشمال والغرب في بلبل وراجو والشيخ حديد وجنديرس لتشكيل هذا الممر الذي هو هدف رئيسي للعدوان التركي الذي فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق هدفه المعلن بحصار عفرين والقضاء على «حماية الشعب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن